المحتوى الرئيسى

لماذا نحب الآخرين؟ كيف نتأثر بمحيطنا؟ ولماذا نُحسن التصرف أمام الغرباء؟ علماء النفس يشرحون 13 من تصرفاتنا الغريبة

01/09 23:24

لماذا نحب الأشخاص الذين يقلدوننا؟ ولماذا نتحلى بأخلاقٍ عاليةٍ عندما نلاحظ أن العيون تراقبنا؟ لماذا نعتبر أن ما لا نستطيع الحصول عليه غير ذي أهمية؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تفتح عالماً من الأسباب الكامنة خلف اتخاذ قراراتنا اليومية.

طُرح السؤال التالي على موقع Quora، "ما الحقائق المذهلة حول علم النفس الاجتماعي"، وتبين من الأجوبة أن لكل سلوك نقوم به عفوياً تفسيراً نفسياً عميقاً، وما نظن أنه يميزنا عن الآخرين، يجمعنا بهم تحت مظلة "الطبيعة البشرية".

إليكم بعض التفسيرات المذهلة حول علم النفس الاجتماعي، جمعها لنا موقع Business Insider:

1- افتراضنا الخاطئ بأن غالبية الناس تساند السلوك العام

في محاولة منه لشرح هذه الظاهرة، كتب آنانوي أرونوف الكلمات التالية، "عندما لا يصدق الجميع، ولكن يعتقدون أن الجميع يصدقون". بعبارةٍ أخرى، يكون لكل فرد من أفراد المجموعة اعتقاده الخاص تجاه شيء ما، لكنه يعتقد أن جميع أفراد المجموعة يعتقدون عكس ما يعتقده.

تساعد هذه الظاهرة، المعروفة باسم "تجاهل الأغلبية (Pluralistic Ignorance)"، في تفسير الأسباب التي تؤدي إلى انحسار أنشطة ثقافية بعينها وسياسات حكومية استمرت فترة طويلة بعد تضاؤل مساندة الجميع. صِيغ هذا المصطلح في العام 1931 من قِبل عالمَي النفس دانيال كاتز وفلويد آلبورت.

في الآونة الأخيرة، طرح الباحثون على طلاب الجامعات بعض الأسئلة لمعرفة مواقفهم تجاه شرب الكحول وتقديرهم لمواقف أقرانهم حول هذا الأمر. أعرب أغلب الطلبة عن عدم ارتياحهم لتناول المشروبات الكحولية داخل الحرم الجامعي، عكس ما كان متوقعاً.

2- تأثرنا الزائد بالأشياء المحيطة

خلال إحدى الدراسات، التي ورد ذكرها في كتاب "أنت لست بهذا الذكاء"، طلب الباحثون من المشاركين في التجربة البتَّ في كيفية تقسيم مبلغ 10 دولارات مع شريك. وعندما جلس المشاركون في غرفة تحتوي على حقيبة ومحفظة مصنوعة من الجلد وقلم حبر، ارتفع نصيبهم من المال إلى ضعف ما كان عليه الأمر عندما جلسوا في غرفة بداخلها أشياء اعتيادية.

وعندما سُئلوا عن دوافعهم، لم يذكر أحد أي شيء عن محتويات الغرفة، وبدلاً من ذلك أجابوا بأنهم تصرفوا وفقاً لما هو منصف.

3- نحب الآخرين أكثر عند تصرّفهم مثلنا

في هذا الصدد، كتبت نور الأنصاري، "رغم الشكوك القديمة حول الصلة بين تقليدك لغة جسد الآخرين وزيادة محبتهم لك، فإن هذا التأثير لم يُختبر بشكل دقيق حتى العام 1999".

استخلص الباحثون، من خلال هذه التجارب، أن تقليد طريقة التحدث والإيماءات الجسدية الخاصة بالآخرين يدفعهم لحبك، وتُعرف هذه الظاهرة باسم "تأثير الحرباء".

4- اعتقادنا بالتأثير الهائل على مجريات الأمور

يشير كريش مونت إلى وجود هذا الترابط الوهمي، وهذا ما يفسر مسألة اعتقادنا الدائم بأننا علقنا في الصف الذي تسير فيه عملية محاسبة العملاء ببطء، أو أننا علقنا بالحارة التي تسير فيها السيارات أبطأ من الحارات الأخرى.

يحدث هذا الربط الوهمي عندما يبدو للشخص أن هناك اتصالاً بين عاملين، رغم عدم وجوده في الواقع. لذا، في أثناء وقوفك بالممر تبدأ في مراقبة أمرين؛ الأول: ذلك الطابور الذي يسير أسرع، والثاني: "نفسك". ويأتي هذا في الوقت الذي تُغفل فيه حقيقة اقترابك رويداً من مكان المحاسب.

بعبارة أخرى، ووفقاً لتوم ستانفورد من موقع BBC، فإننا ابتُلينا بعقول تبالغ في تقدير الصورة الذاتية التي نعطيها لأنفسنا؛ الأمر الذي يعطي كلاً منا انطباعاً خاطئاً بالدور المؤثر الذي نمارسه على الأحداث المحيطة بنا.

5- التوقف عن التفكير بشكل عقلاني في أثناء العمل في مجموعات

يشير مارك آلكسندر فوندز إلى مسألة "التفكير الجماعي"، ويستشهد به لمساعدتنا في إيجاد تفسير للفشل الذي حدث في عملية غزو "خليج الخنازير" على سبيل المثال.

صاغ عالِم النفس ايرفينغ جانيس مصطلح "التفكير الجماعي (Groupthink)" خلال البحث الذي كان يُجريه عن غزو 1961، الذي حاول خلاله الجنود الأميركيون الإطاحة بالحكومة الكوبية.

ما حدث، طبقاً لنظرية جانيس، أن المرؤوسين في عهد الرئيس جون كينيدي كانوا على علم برغبته في التخلص من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وبناء على استنتاجات لا معلومات، وضعوا خطة تُعجب كينيدي بدلاً من الإتيان بخطة مُحكمة ومنطقية.

كما كتب عالم النفس بن داتنر لمجلة Psychology Today، "إن أفضل ما يمكن للقائد فعله لإيقاف التفكير الجماعي، هو الرجوع خطوة للخلف والابتعاد عن الفريق لإفساح المجال أمامه للوصول لقراره بشكل مستقل قبل أن يتخذ قراره النهائي".

6- جهْلنا للأسباب الكامنة وراء تصرفاتنا

في هذا الصدد، كتب تيموثي تاكيموتو، "لا تؤثر العوامل الاجتماعية والبيئية المتعددة على تصرفاتنا فقط، ولكن الناس، في العموم، لا يدركون أن هذه التأثيرات تُلقي بصداها عليهم".

يشير تاكيموتو إلى الدراسة التي أجراها ريتشارد نيسبت وتيموثي ديكامب ويلسون في العام 1977، والتي توصلت إلى عدم قدرة البشر على تحديد الدوافع الكامنة وراء تصرفهم في موقف ما.

على سبيل المثال، خلال إحدى الدراسات، أُعطي المشاركون حبوباً زائفة التأثير، وقيل لهم إنها قادرة على خفض الأعراض الجسدية المرتبطة بتلقي الصدمات الكهربية.

وفي أعقاب تناولهم تلك الحبوب، وافق المشاركون على تلقي صدمة كهربية تعادل 4 أضعاف ما يمكن احتماله دون تناول هذه الحبوب. وعند سؤالهم عن السبب، أرجع ربع المشاركون السبب إلى الحبوب، وذلك عوضاً عن قولهم أشياء مثل أن اعتيادهم تلقي الصدمات الكهربية ناجم عن عملهم بصناعة أجهزة المذياع منذ سن مبكرة.

7- عندما نفكر في القوالب النمطية يسوء أداؤنا خلال اختبارات الإدراك

يتحدث سارفورداي بيشنوي عن انبهاره بتجربة "التهيئة (Priming)”، وهي ظاهرة تتعلق بزيادة الحساسية تجاه مثير معين بسبب تجربة سابقة.

خلال إحدى التجارب التي نُشرت في العام 1995، استُخدمت التهيئة النفسية لإظهار الآثار الخطيرة للصور النمطية؛ إذ خضع المشاركون لاختبار مكون من مجموعة أسئلة من تلك الخاصة باختبار تقييم الخريجين. وطُلب من المشاركين تحديد عرقهم قبل البدء في الاختبار.

وكانت نتائج الأفارقة السود أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل تهيئتهم بهذه الصورة النمطية السلبية للأفارقة الأميركيين.

8- تصرّفنا بشكل أخلاقي أكثر من المعتاد عندما تراقبنا العيون

كتب تارون شارما عن تلك التجربة التي استُخدمت فيها صور لأعين بشرية تحثّ الزبائن على دفع المقابل المادي للمنتجات التي يشترونها من المقصف.

وتبدو هذه التجربة مشابهة لدراسة حديثة أخرى توصلت إلى أن المشاركين في الدراسة كانوا يميلون بشكل أكبر إلى التنظيف خلف أنفسهم داخل المقصف عند رؤيتهم ملصقاتٍ تحتوي على الأعين.

أشار مؤلفو الدراسة إلى رمزية الأعين على اعتبار أنها عادةً ما تشير إلى التدقيق الاجتماعي، وقد يكون هذا السبب وراء ميل المشاركين إلى السلوك التعاوني.

9- اعتقادنا أن الأشخاص الجذابين موهوبون

يشير براتيك سينغ إلى الدراسة المتعلقة بـ"تأثير الهالة (Halo Effect)"، الذي يحدث عند افتراضنا أن بعض الأشخاص الجيدين في شيء ما جيدون أيضاً في مجالات أخرى.

خلال تلك الدراسة، طُلب من طلاب جامعيين، ذكور، قراءة مقال يُفترض أن الذي كتبته طالبة، أنثى، مستجدة، وذلك لتقييم جودة المقال وقدرات كاتبه.

اطلع ثلث المشاركين على صورة فتاة جذابة يُعتقد أنها هي كاتبة المقال، في حين اطلع ثلث آخر من المشاركين على صورة فتاة ليست جذابة، أما الثلث الأخير فلم يطلع على أية صورة.

أظهرت النتائج أن حكْم مَن اعتقدوا أن الكاتبة فتاة جذابة جاء بشكل إيجابي أكثر من أولئك الذين اعتقدوا أنها ليست جذابة، في حين قيّم الآخرون الكاتبة ومقالها بشكل وسطي.

10- افتراضنا أن أشخاصاً آخرين سيقدمون المساعدة

يشير ماتياس وايديكلنت إلى اهتمامه بظاهرة "المتفرج أو اللامبالاة (Bystander Effect)"، وهي الظاهرة التي تحدث عندما يتخاذل شخص ما عن التدخل وتقديم المساعدة في الحالات الطارئة اعتماداً منه على وجود أشخاص آخرين.

جذبت هذه الظاهرة اهتمام عالمَي النفس بيب لاتان وجون دارلي في أعقاب مقتل كيتي جينوفيزي في العام 1964؛ حين سمع الكثيرون صراخ جينوفيزي، ولكن أحداً لم يتحرك لإنقاذها.

خلال تجربة لاتان ودارلي، تطلع الباحثون إلى قياس الفترة التي يستطيع خلالها المشاركون البقاء داخل غرفة مملوءة بالدخان. جلس بعض المشاركين بمفردهم داخل الغرف، في حين جلس البعض الآخر داخل الغرفة برفقة اثنين أو 3 رفقاء غير فاعلين.

أظهرت النتائج أن أولئك الذين يجلسون بمفردهم كانوا أكثر جدية في الإبلاغ عن مسألة الدخان بالمقارنة مع الآخرين.

ومع ذلك، يشير أحد التحليلات الحديثة إلى أن ظاهرة تأثير المتفرج تتضاءل خلال المواقف شديدة الخطورة، وهو ما يعني أن الأشخاص -حتى وإن كانوا داخل جماعة - يكونون أكثر قابلية لتقديم المساعدة إذا ما أحسوا بأن حياة شخص ما في خطر حقيقي.

11- الأداء أفضل عندما يتوقع منا الآخرون ذلك

تستشهد تشي نغوين حول مسألة قوة التوقعات بالتجربة الكلاسيكية الخاصة لروبرت روزنثال ولينور جاكوبسون.

في ستينيات القرن الماضي، اكتشف روزنثال وجاكوبسون أن قدرة الأساتذة على استخدام مسألة "سقف التوقعات المرجو من الطلبة" تؤثر على أدائهم.

أخبر الباحثون الأساتذة بأنهم سيُجرون للطلبة اختباراً من شأنه التنبؤ بالمكاسب الفكرية المستقبلية، ومن ثم تم إعطاء الأساتذة قائمة عشوائية بأسماء الطلاب الذين يُفترض حصولهم على أعلى الدرجات.

وبعد مرور 8 أشهر، نظم الباحثون الاختبار نفسه - الذي كان في الواقع اختباراً للذكاء - للمجموعة نفسها من الطلبة. وبالفعل، سجل الطلبة، الذين حصلوا في المرة الأولى على درجات مرتفعة، درجات أعلى خلال المرة الثانية.

12- ربطنا للأشخاص بالصفات التي يستخدمونها لوصف الآخرين

كتبت سيبيل لويتز، "تحدث عملية الانتقال إلى سمة ما بشكل عفوي عند إطلاقك صفة ما على شخص ما، ومن ثم يربط المستمع، بشكل تلقائي وغير مقصود بينك وبين هذه السمة".

وثقّت إحدى الدراسات التي أُجريت في العام 1998 هذه المسألة؛ إذ اطلع بعض المشاركين في التجربة على صور لبعض الممثلين وبها وصف لبعض السلوكيات الخاصة بهم، في حين اطلع البعض الآخر على صور لبعض الممثلين مقرونة ببعض السلوكيات العشوائية.

أظهرت النتائج أن المشاركين في كلتا المجموعتين ربطوا بين الصفات الموجودة في الوصف وسلوك الممثلين.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل