المحتوى الرئيسى

أحمد الشافعي يكتب: القيادة | أسايطة

01/09 16:07

الرئيسيه » رأي » أحمد الشافعي يكتب: القيادة

ويطل فى كبد السما قمران .. والنجم يهمس ضاحكا نشوان

هى ليلة تزهو بنشوة فارس .. وقصيدة تدنو لها الألحان

مرحى بأرباب البيان وقد أتوا .. يهدون فيض شعورهم ريحان

باقات حب عاطر بقلوبهم .. وزهورها تهفو إلى زهران

عادة ما تتمثل المشكلة الكبرى للمبدعين عند التعامل مع المؤسسة الثقافية الرسمية فى عقلية وأداء معظم موظفيها الذين لا يدركون أنهم يؤدون وظيفةغير تقليدية، تحتاج إلى القفز فوق حواجز الروتين والجمود والبيروقراطية التى تضرب العمل الإدارى فى مصر فى كل جهاتها الحكومية، ويتعاملون مع الخطط و البرامج والفعاليات الثقافية بمنطق تستيف الورق وسد الخانات.

وسط هذه الظلمة الدامسة لواقعنا الثقافى، تبرز نماذج قليلة مختلفة عن هذا السياق، تؤمن بالرسالة الثقافية وتتعامل وظيفيا بمرونة وإبداع وتفكير خارج الصندوق. ونحمد الله أننا فى أسيوط، قد رزقنا الله بعقد فريد من مسئولى الثقافة الذين لا يكبلون أنفسهم ولا يرهقون الحركة الأدبية بالروتين والتعقيدات، ونحن كأدباء أسيوط كنا شهود على تجربة عبد العال زهران، وطوال الفترة التى تولى فيها مسئولية فرع ثقافة اسيوط لم يأل جهدا فى دعم أى نشاط ابداعى حتى لو كان من خارج الخطة الرسمية للهيئة، وجعل من محافظة اسيوط شعلة نشاط ثقافى لا تنطفىء طوال العام، وأقيم خلال توليه فى عام واحد المؤتمر العام لأدباء مصر، ومؤتمراقليم وسط الصعيد الثقافى، ومؤتمر اليوم الواحد لفرع ثقافة أسيوط، ومؤتمر المرأة، وعدة مهرجانات للمسرح والسينما.

هذا النشاط الفاعل والايجابى ليس غريبا على زهران، منذ كان مديراً لقصر ثقافة ساحل سليم، ثم بعد توليه رئاسة فرع ثقافة أسيوط، ليستحق بجدارة أن يتم اختياره أفضل قيادة ثقافية على مستوى الهيئة فى العام الماضى.

وخلال تجربتنا المتواضعة فى أسيوط الجديدة وكذلك فى المهرجان السنوى لملتقى القوصية الأدبى، قدم لنا الرجل كل الدعم الممكن، ولن أنسى عندما واجهنا مشكلة فى عدم وجود غرفة خالية باستراحة قصر ثقافة أسيوط لأحد ضيوفنا بملتقى القوصية، وعندما علم زهران بتلك المشكلة ترك لنا الغرفة المخصصة له بالاستراحة، وقال ضيوفنا أولى.

سنفتقد هذا الرجل حقا على المستويين الإنسانى والثقافى، ولكننا لا نملك سوى أن نتمنى له حياة هانئة هادئة سعيدة، بعيدة عن ضغوط العمل، التى أعرف عن قرب كم كان يتحملها، وعزاؤنا أن نهر العطاء لن يتوقف، لأن خلفه نجم اسمه، ضياء مكاوى، والذي لن يقل عطاء وجهد فى إثراء الحركة الثقافية بأسيوط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل