المحتوى الرئيسى

أماكن| "درب الدار".. هنا كان يحاكم المذنبين ويسكن الأعيان في بهجورة | النجعاوية

01/09 14:40

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » أماكن| “درب الدار”.. هنا كان يحاكم المذنبين ويسكن الأعيان في بهجورة

للشوارع تاريخها.. وللبيوت طعمها، والشوارع دائمًا ما تقف شاهدًا على مراحل مهمة من التاريخ، أحد هذه الشوارع هو درب الدار بقرية بهجورة شمالي غرب مدينة نجع حمادي.

«درب الدار» هو أقدم شوارع القرية، وربما تعود التسمية بحسب الروايات المتواترة إلى فترة احتلال الدولة الرومانية لمصر، حيث سمي بهذا الاسم لأنه كان يضم دار الولاية، التي كانت بيت القاضي أو الناظر، وظلت هذه الدار هكذا حتي عهد قريب، وتاريخية الشارع جعلته يكون منبعًا للأساطير والقصص الشعبية عن الكنوز والآثار التي يذخر بها.

يبدأ شارع درب الدار بعد منطقة السوق التي يتصدرها الجامع العتيق، ويحده من الجهة الأخرى أقدم كنائس بهجورة، كنيسة مارجرجس، وكان يضم بجوار دار الحكم، بيوت كبار البلدة والأعيان والتجار، ودارًا للمغتربين من أصحاب المهن المختلفة، ومثلها للمغتربات.

بولس نصيف، مدرس رياضيات، من مواليد درب الدار، يذكر أن هذا الشارع هو أساس قرية بهجورة، ويحكي لنا بعض ما قصه الأجداد عن شارعهم، يقول: “كان هناك نفقًا يعبر تحت الشارع بطوله، كان الأهالي يستغلونه للاختباء أثناء الخطر والمعارك، ويُستعمل أيضا لإخفاء البضائع الغالية خشية التعرض للسرقة”.

ويستطرد بولس أن التركيبة السكانية لدرب الدار تغيرت تبعًا لمرور الزمن، فبعد أن كان يضم الوجهاء والأعيان تحول إلى شارع التجار والوافدين منهم من خارج القرية، وهو الآن يحوي في معظم بيوته الموظفين، وبعض المشتغلين بالتجارة.

ويروي تمري فهمي، مدرس، أن درب الدار هو أول شارع في بهجورة، ويحوي أقدم كنيسة بها، وهي كنيسة مارجرجس التي تم تجديدها عام 1948 إلا أن تاريخ إنشائها يعود إلى أقدم من ذلك بكثير.

ويضيف فهمي أن نسبة 99% من سكان الشارع الأصليين هجروه إلى مناطق أخرى وأغلقوا منازلهم القديمة أو باعوها لسكان جدد، ويرجع هذا لضيق المساحات مقارنة بكثرة أعداد الأسر، فضلًا عن عدم تجديد مرافق الشارع من المياه والكهرباء، ويلفت فهمي إلى أن درب الدار من الأهمية بمكان لكي يفرد له إبراهيم تكلا ابن بهجورة مساحة كبيرة في كتابه الوثائقي عن تاريخ بهجورة المطبوع في الإسكندرية.

حكايات أخرى وتفاصيل مختلفة، يروها القس كيرلس وردي، خادم كنيسة مارجرجس العتيقة، وهو أيضًا من أبناء بهجورة الأصليين، ألقيت على مسامعه فضلًا عما شاهده بعينه، وكان مما شاهده لوحة رخامية عتيقة، منقوش عليها جملة كتبت باللغة القبطية، كانت موضوعة على جدار بيت القاضي، وفي صباح ذات الأيام اختفت هذه اللافتة، وأعتقد الجميع أنها سُرقت ولا يعلم أحد من الذي سرقها، وحكاية أخري سمعها من أحد سكان الشارع، الذي قال له إنه أثناء قيامه بالحفر في الشارع لتركيب«طلمبة» صادف سقفًا خشبيًا على عمق 6 أمتار من الأرض.

ويضيف القس كيرلس أن البيوت في داخل الشارع كانت أغلى ثمنًا من تلك التي على الواجهة أو المداخل، بعكس ما هو قائم الآن، هذا لأنها كانت أكثر هدوئًا، وأكثر أمانًا، ويروي لنا عن بعض الأحكام القديمة التي كان يصدرها القاضي على المذنبين، حيث كان بالشارع بعض المسابغ، فكان يُحكم على السارق بوضعه في «الدن» الملىء بالصبغة، فيصطبغ جسمه كله بلون مختلف ليعرفه الناس.

آخر من قابلناهم في درب الدار هو جرجرس نصري، مدرس، يقول إنه وأبوه من أهل درب الدار الأصلين، وهو أحد السكان القدامي الذي رفض ترك بيته في الشارع لأن هناك عشرة مع المكان، ولأنه يشم فيه رائحة أجداده على حد وصفه، واشترى بيتاً آخر في الشارع نفسه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل