المحتوى الرئيسى

فورين أفيرز: هل يستطيع محمد بن سلمان إعادة صياغة السعودية؟

01/09 14:15

ترجمة – سارة عرفة وسامي مجدي:

قيادته للقضايا كانت صلبة، وطريقة حكمه أفضل. لغة جسده تشير إلى ثقة حتى رغم أنه كان أصغر من في الغرفة وأقلهم خبرة. يتمتع بكاريزما. لكن الأكثر أهمية من كل ذلك، أنه قدم حجة أكثر قوة لبلاده أكثر من أي مسؤول سعودي اخر.

للتأكيد، لن يكون من الحكمة بلورة أي أحكام جدية حول ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي التقيت وزملاء معه لعدة ساعات، عقب لقاء منفرد. ليس من الصعب أن نُقدر كيف يبدو أن محمد بن سلمان أو "إم بي إس" كما يُعرف في واشنطن والذي يبلغ من العمر 31 سنة، مصمم على التصدي لأصعب المشاكل في بلاده في مرحلة مبكرة من عمله السياسي. فهو عبر قيادة عملية تغيير شامل في السعودية، يضع كل شيء في مساره. وسواء أكان مسترشدا بالطموح أو بالسذاجة فإن الأمر لا صلة له بالموضوع. ما يعنينا هو أنه مفعم سلفا بالحسم والبراجماتية.

اشتملت الاجراءات الأولى لمحمد بن سلمان خفض الكثير من الدعم ورفع الضرائب وبيع أصول رئيسية في الدولة والدفع في اتجاه ثقافة الكفاءة والمحاسبة في البيروقراطية السعودية غير المنتجة بشكل ملحوظ، وتأسيس موطئ قدم للقطاع الخاص ليلعب دورا أكبر في الاقتصاد.

رغم أنه الثالث في ترتيب العرش، يهمين بن سلمان بشكل كامل على (شركة آرامكو) مُحتكر نفط البلاد، وصندوق الاستثمار الوطني والشؤون الاقتصادية ووزارة الدفاع العملاقة. تولى كل هذه المناصب على الفور من تولي والده، الملك سلمان، الحكم في يناير 2015، واختيار محمد بن نايف وليا للعهد ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد.

إن القول بأن الصعود السريع لمحمد بن سلمان خلق جدلا في السعودية وإلى حد ما في واشنطن، قد يكون تصريحا مكبوتا. فبالنسبة لأنصاره، يحظى بالإشادة على أنه مُنقذ المملكة. وبالنسبة لمن يذمونه، من بينهم أمراء سعوديون على تويتر (بعضهم يعيش خارج البلاد)، هو دجال انتهازي. هذه الانقسامات متوقعة عندما يحاول ممثل التغيير أن يعيد ترتيب النظام الذي يستفيد منه كثيرون. وهكذا من المنطقي أن تكون هناك إثارة وعدم ارتياح حيال القيادة المفاجأة لمحمد بن سلمان للسياسة السعودية.

هناك مصدر قلق واضح هو أن محمد بن سلمان يبدو أن في جعبته الكثير؛ فأي منصب يغطي الدفاع والاقتصاد يكون شاقا حتى لأكثر السياسيين خبرة، فما بالك بشخص ليس لديه خبرة تُذكر في السياسة العامة. مع ذلك يجب أن توضع السلطات الهائلة التي يتمتع بها بن سلمان في منظور أوسع. فهذه العملية التي أقرها والده تُعني منحه السلطة الضرورية لقيادة إصلاحات صعبة وإدارة فعالة للمعارضة الداخلية.

"حرب اليمن فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية وأدت إلى كارثة إنسانية"   

ورغم أنه من السابق لأونه إلى حد كبير تقييم عملية الإصلاح الاقتصادي طويلة الأمد والتي بدأت للتو، إلا أن العوائد المبكرة لسياسته الدفاعية ليست واعدة. يبدو أن محمد بن سلمان لديه الأفكار السليمة حول إنشاء جيس أكثر فعالية وبناء قدرات صناعية دفاعية في بلاده: فتطوير سياسة إنتاج دفاعي واستراتيجية استحواذ، وإنشاء بنية تحتية مؤسسية أكثر بساطة للدفاع الوطني، والاستفادة بشكل كامل برامج التعويض، كلها بدايات ممتازة. لكن الحرب السعودية في اليمن المجاور، والتي يشرف عليها كونه وزير الدفاع، فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وأدت إلى كارثة إنسانية في اليمن المحطم بالفعل وكابوس علاقات عامة في واشنطن ولندن.

إن كيفية خروج المملكة من اليمن فيما لا تزال تحقق أهداف أمنها الوطني الأساسية ولا تتنازل كثيرا لإيران، غريمها اللدود، تتطلب دهاء في الحكم من جانب محمد بن سلمان. فوظيفته ليست مستحيلة لكن كلما يُقتل المزيد من المدنيين اليمنيين، كلما كانت تلك الوظيفة أكثر صعوبة.

مصدر قلق اخر، يتشاركه الأمريكيون أكثر من السعوديين، هو أن صعود بن سلمان يغير النظام الملكي المزعج. هناك الكثير من الثرثرة في واشنطن عن تهميش بن سلمان لابن عمه الأكبر سنا محمد بن نايف، الذي يحتل المرتبة الثانية في المملكة. لكن لا دليل على انقسام داخل الحكومة في الرياض. والطائفية بالتأكيد قائمة هناك (وهي حالة ليست فريدة لدى النظام السياسي السعودي)، لكن ليست من ذلك النوع الذي يؤدي إلى اقتتال داخلي وشلل، على الأقل ليس قريبا بالشكل الذي يربك واشنطن في الوقت الراهن.

تشير الحقائق إلى أن محمد بن سلمان ومحمد بن نايف يعملان معا عن كثب ويلتقيان معا بشكل يومي تقريبا. فالمناصب التي يتولاهما كل منهما تكمل بعضها البعض؛ في الواقع لا مجال للتداخل أو التنافس. محمد بن سلمان مسؤول عن إصلاح الاقتصاد وتعزيز الدفاع الوطني. أما محمد بن نايف فيسيطر على ملف الأمن الداخلي الهائل والذي يشمل مطاردة الإرهابيين وحفظ النظام والقانون في محافظات المملكة وبلدياتها العديدة.

وهناك مصدر قلق اخر ذو صلة هو أن محمد بن سلمان يتحرك بسرعة شديدة، خاصة في الشؤون الاقتصادية والثقافية، ما يسبب إزعاجا للنظام القديم ويهز أسس العقد الاجتماعي في المملكة. مع ذلك تعكس المخاطر ضخامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها السعودية، وهي ليست بحاجة إلى ما هو أقل من التغيير.

مما لا محالة فيه، هو أن هذه التغييرات تؤدي إلى درجة معينة من عدم الاستقرار؛ فالسعوديون ينتابهم الخوف وهو أمر مفهوم، لكن هناك أيضا إجماع قوي وحاسم داخل الحكومة السعودية حول عدم استدامة النظام الاقتصادي الحالي للبلاد وطريقة القيام بهذه الأمور. تدرك الرياض أنه كان عليها أن تصل إلى تلك النتيجية قبل 10 أو 15 سنة، مثلما فعلت معظم مشيخات الخليج الأخرى المنتجة للنفط - لكن أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا.

ورغم أنه من الانصاف طرح الأسئلة والإعراب عن القلق حيال سلطات محمد بن سلمان المتضخمة وجدول أعمال الحكومة، لا يجب على المرء أن ينسى الفرص الفريدة التي تكمن في نظام سعودي يقوده محمد بن سلمان. ربما الأكثر أهمية والذي لم يحدث في تاريخ السعودية أن يكون أحد أفراد العائلة المملكة يتحدث باسم الشباب السعودي المفعم بالأمل ويتواصل معهم. ففي بلد أكثر من نصف سكانه تحت سن 25 سنة، فإن ذلك أمرا كبيرا، وبسبب شبابه وقضائه حياته كلها في السعودية (على عكس أبناء العائلة الملكة الاخرين)، وفهمه العميق لاحتياجات وطموحات جيله، فإن محمد بن سلمان في موضع أفضل من معظم الأسرة الحاكمة لإدارة وتحقيق استفادة من شباب البلاد، عبر استغلال مهاراتهم لتعزيز برنامج الإصلاح.

إن التزام ولي ولي العهد بالجدارة أمرا حقيقيا، وهو مناقض تماما للحكم على أساس المحسوبية المستمر منذ أجيال في البلاد. فهو يوظف الأفضل والألمع وهؤلاء الذين أدائهم أقل من المستوى إما أن يطلب منهم المغادرة أو تقدم لهم خطط تقاعد مبكر. في غضون ذلك، تناطح محمد بن سلمان مع المتشددين دينيا في المملكة. في السابق، جادل العديد من ملوك السعودية، منهم الراحل عبد الله بن عبد العزيز، مع رجال الدين بشأن قضية التغيير، غير أنهم تراجعوا تجنبا للصدام الخطير والذي قد يقلب الاستقرار الداخلي والنظام الملكي.

تعلم محمد بن سلمان من هذه التجارب. وحتى يتعامل مع الشيوخ الذين يتمنون الحفاظ على الوضع القائم، كان لدى محمد بن سلمان استراتيجية ثلاثية المحاور. فبدلا من مواجهة المعارضة الدينية، سوف ينخرط ويقسم ويحول أعضائها باستخدام مبادئ مبنية على القرآن والتعاليم الدينية من حياة النبي محمد وصحابته.

وفقا لبن سلمان، نسبة ضئيلة جدا من المتشددين عقائديين للغاية ولا يستمعون لصوت العقل. وهو يدرس ما إن كانوا يحرضون أو يلجأون إلى العنف والانعزال وإجراءات عقابية أخرى. ويعتقد أن أكثر من النصف يمكن تغييرهم عبر الحوار، والبقية إما ليس لديهم مصلحة أو ليسوا في موضع يسبب أية مشاكل خطيرة.

يعتقد بن سلمان أن جهود الإصلاح سوف تنجح عندما يكسبون متشددين من الصفوف المحافظة إلى جانبهم. وضرب مثلًا بالشيخ سعد بن ناصر الشثري، رجل الدين البارز الذي أقيل في 2009 من هيئة كبار العلماء لتحديه إصلاحات الملك الراحل عبد الله. وهو الآن مستشار لدى المحكمة الملكية وبسبب الصبر عليه والانخراط الدائم معه، بات بالتأكيد أكثر حماسا لأفكار بن سلمان وإن كان ببطء. والأكثر ترجيحا من الرفض، منح ذلك بن سلمان المزيد من السلطة.

وإذا لم يكن إعادة بناء الاقتصاد السعودية لحقبة ما بعد النفط صعبا بما فيه الكفاية، فإن على محمد بن سلمان القيام به فيما هو متورط في حرب مكلفة في اليمن، والتحقق بشكل محموم للتقدم الإيراني في أنحاء المنطقة، والتعامل مع جوار يزداد عنفا. وبصفته أعلى مسؤول دفاعي في البلاد، سوف تكون بصمات بن سلمان حاضرة في السياسة الخارجية السعودية في الوقت الراهن وفي المستقبل. رؤيته هي التقدم في العمل بالنظر إلى ما يتمتع به من خبرة متواضعة، لكن الملامح بدأت تتشكل.

وفيما يجب ألا يكون صدمة لأحد في واشنطن، يتشارك محمد بن سلمان وجهة النظر السعودية القائمة على أن إيران تمثل وتحرض العلل الثلاث الرئيسية في المنطقة: الأيديولوجيات العابرة للحدود، عدم استقرار الدولة والإرهاب. المشكلة لم تكن أبدا إيران في حد ذاتها، فقد أكد أن النظام الراديكالي الذي ولد مع الثورة الإيرانية في 1979.

بسؤاله عن مستقبل صراع السلطة السعودي-الإيراني وما إن كانت السعودية تدرس فتح قناة اتصال مباشرة مع خصمها لتهدئة التوتر وإقامة أرضية مشتركة، رد بأنه لا جدوى من التفاوض مع قوة ملتزمة بتصدير أيديولوجيتها الاقصائية والتورط في الإرهاب، وانتهاك سيادة البلدان الأخرى. وقال إنه حتى تغير طهران من نظرتها وسلوكها المثير للمشاكل، فإن السعودية لديها الكثير لتخسره من اقتراح التقارب والتعاون قبل الاوان.

"يمكن هزيمة حصر داعش في الشام وهزيمته بالنظر وجود دول قوية مثل مصر والأردن وتركيا والسعودية."   

رغم أن محمد بن سلمان لديه نظرة إقليمية مركزها إيران، إلا أنه ليس بغافل عن انتشار التطرف السني العنيف ومكائد تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة. وما يثير القلق العميق تأثير الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بيد أنه يعتقد أن التنظيم يمكن حصره في الشام وهزيمته في نهاية المطاف، بالنظر إلى وجود دول قوية مثل مصر والأردن وتركيا والسعودية.

كما يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية الازدهار، والعمل بكل سهولة والتسبب في الكثير من الضرر. وهذا سبب التزام السعودية، في أعقاب همز من محمد بن سلمان، بالمساعدة في مكافحة التهديد المتزايد من التطرف العنيف في أفريقيا بالشراكة مع منظمات الإغاثة والتنمية الدولية، منها منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومؤسسة بيل ومليندا جيتس، والتخطيط لعدد من المبادرات في العام المقبل.

هناك التطور المحلي وهو مصدر قلق كبير. كان محمد بن سلمان في أواخر سنوات مراهقته عندما أصدر بن لادن تعليماته لأتباعه الجهاديين لشن تمرد قاتل ضد المملكة بعد أن غزت الولايات المتحدة العراق، وهو يتذكر بوضوح تلك الحلقة السوداء في التاريخ السعودي. وكان يفهم في ذلك الوقت المغزى العميق لمناورة الإرهابيين من أجل السيطرة على المدينتين المقدستين (مكة والمدينة) في الإسلام والثروة النفطية.

فشلت القاعدة، رغم أن الأمر استغرق عدة أشهر حتى يحطم رجال محمد بن نايف الانتفاضة الجهادية ببعض المساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. واندلعت اشتباكات بين أجهزة مكافحة الإرهاب السعودية والإرهابيين، وأغلبيتهم سعوديين، في العديد من المدن والمراكز الحضرية، منها العاصمة الرياض، وجدة والخبر ومكة والطائف وينبع. كان ذلك أطول وأشد صراع داخلي ضد نظام الحكم في السعودية منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة.

من جانبه، يوافق محمد بن سلمان على أن السعودية ارتكبت أخطاء عندما انضمت إلى الولايات المتحدة والمقاتلين الجهاديين لهزيمة الشيوعية خلال الحرب الباردة، لكن ذلك كان في السابق، حسبما قال. منذ ذلك الحين، باتت السعودية ضحية للإرهاب وحليفا رئيسيا في الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب وخصصت موارد كبيرة لتلك المهمة.

"إذا كانت الوهابية قد نشأت قبل 300 سنة، أين كان الإرهاب في ذلك الوقت، لماذا ظهر الإرهاب مؤخرا؟"   

هذا صحيح طالما أن الأمر يمضي، رغم أن البلاد يمكن أن تفعل المزيد لمواجهة السرد المتطرف بشكل أكثر فعالية. أما فيما يتعلق بمساواة الوهابية بالإرهاب، صعق محمد بن سلمان من سوء فهم الأمريكان العميق لهذا الجانب من الإسلام. وجادل بأن تاريخ التشدد الإسلامية ليس لديه أي شيء يذكر بالعقيدة الدينية للسعودية، التي أسسهما محمد بن عبد الوهاب، في القرن الثامن عشر.

تساءل "إذا كانت الوهابية قد نشأت قبل 300 سنة، أين كان الإرهاب في ذلك الوقت، لماذا ظهر الإرهاب مؤخرا؟"

وعلى أي مستوى، فإن محمد بن سليمان كان على حق بخصوص أمر واحد؛ وهو أن العلاقات الأمريكية السعودية لم تتحسن منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن. وبدا جليا أن مبالاة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونفاذ صبره مع المملكة على مدى الثماني سنوات الماضية، لم تساعد في تحسن الأمور، لكن هذا لم يكن السبب وراء التوترات.

ويتوجب على المسؤولين السعوديين أن يعبروا عن مخاوفهم من خلال الانخراط بشكل أكثر فعالية مع الادارة والشعب الأمريكي وهذا سوف يستغرق سنوات لأن السعودية لا تتوافر لديها مهارات الدبلوماسية العامة، كما أنها ليست على دراية بوسائل الاتصال الاستراتيجية، إلا أن هذه العملية يجب أن تبدأ من اليوم، وفي رأيي لا يوجد من هو أفضل من محمد بن سليمان لقيادة تلك المهمة.

 ويعد محمد بن سليمان على درجة عالية من المهارة في التواصل، ويقدر قيمة الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي يعتقد في قرارة نفسه أنه ليس هناك بديل ذو مصداقية عنها. وفي حديثنا، قال انه لا يخجل من التعبير عن إيمانه القوي في قيادة الولايات المتحدة للعالم مثله مثل باقي الحلفاء وشركاء الولايات المتحدة حول العالم، على الرغم لديه مخاوف من تضاءل رغبة واشنطن للقيادة وتداعيات لا مبالاة واشنطن.

قال بن سلمان "إذا لم تقود، فهناك شخص أخر سيحتل مكانك، ليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص أفضل منك." على عكس معظم القيادات العربية الأخرى الذين لديهم حساسية من المحاضرات الأمريكية بشكل خاص بشان الديمقراطية أو التدخل في الشؤون الداخلية بلدان أخرى، حث محمد بن سلمان واشنطن على انتقاد المملكة العربية السعودية بشكل بناء.

كان قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) الذي أقره الكونجرس هو الموضوع الأكثر إثارة في الغرفة؛ (ذلك القانون الذي يسمح للأمريكيين بمقاضاة لمقاضاة الحكومة السعودية وكل الكيانات التي تسببت في إلحاق أي أضرار بسبب الهجمات الارهابية التي وقعت على الأراضي الأمريكية قبل أو بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر)، بالإضافة إلى انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وقال محمد بن سليمان أن لديه ثقة، من المحتمل أن لا تكون مبررة، في القدرة العقلانية للمشرعين والمسؤولين الأمريكيين لإيجاد حل بخصوص "جاستا". وبالفعل فإن هناك زخم في الكابيتول هيل (الكونجرس)، بقيادة السيناتور ليندساي جراهام وجون ماكين، ويُمكن أن يتسبب هذا الزخم إلى تعديل القانون بطرق تحترم رغبات أسر ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مع الحفاظ على المصالح الأمنية والقومية الأمريكية والعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية.

وأضاف بن سليمان أنه في ظل رئيس ذي رؤية تجارية فإنه سيركز على الاستفادة من الفرص الاقتصادية الرئيسية في رؤيته الاقتصادية لـ2030 لاقحام الولايات المتحدة في التغييرات التي ستحدث في السعودية، لكنه لفت إلى أنه يرغب في خوض بداية جديدة بشأن الحوار الاستراتيجي الثنائي، والذي تم قطعه خلال سنوات حكم أوباما لسبب لازال غير واضح.

من الممكن ان يكون ترامب ورقة رابحة لإجراء مثل هذه الحوار، على الرغم من أنه أعلنها واضحة بأنه يتوقع المزيد من حلفاء أمريكا وشركائها حول العالم بخصوص الاسهامات الأمنية. وسواء استطاعت السعودية أن تحقق تلك الأهداف بشكل يرضي إدراة ترامب، أم لا؛ فإن الأمر برمته يعود لسليمان وزملائه.

إن على ترامب أن يسيطر بحكمة على صعود نجم محمد بن سليمان؛ فيجب على إدارته أن تدرك التنامي المتزايد لتأثير الأمير الصغير، ليس في السعودية فقط، لكن على صعيد السياسات العربية والإقليمية. ويجب عليهم كذلك اغتنام الفرصة لتشكيل وجهات نظره، وأن يعطوه نصائح في وقت يحتاجها بشدة، وعمل تأثير إيجابي بخصوص القضايا الحيوية التي يتحكم بها. إلا أن واشنطن قد تكون أكثر ذكاءً، بحيث لا تطوي السجادة الحمراء أمام محمد بن سليمان الأن، لأن هذا سيعد مجازفة بالعلاقات الممتازة مع الأمير السعودي الذين تعد مهامه في مكافحة الارهاب أمرًا أساسيا للولايات المتحدة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل