المحتوى الرئيسى

بالصور.. "عم محسن" يعيش في الشارع مع الورد منذ 8 سنوات دون ملل أو طلب مساعدة

01/09 13:04

"الورد جميل وله أوراق عليها دليل من الأشواق إذا أهداه حبيب لحبيب يكون معناه وصاله قريب شوف الزهور واتعلم.. بين الحبايب تتكلم"، هكذا كتب بيرم التونسي وأبدعت كوكب الشرق أم كلثوم في غنائها للورد.

فالزهور لها جمال وبريق خاص يبث في النفس حالة من الهدوء النفسي والسلام الداخلي، واثناء تجولك بمنطقة الزمالك تلمح عيناك زهورا متفتحة ذات ألوان مبهجة ومتناسقة، رائحتها جذابة كل مجموعة منها موضوعة بزجاجات مليئة بالمياة على أحد الأرصفة، جميعها محاطة برجل مسن اتخذ هذا الرصيف ملجأ له.

"عم محسن" ليس كغيره من قانطي الأرصفة بالشوارع والذين ينفر منهم المارة في كثير من الأوقات نتيجة المشاهد والمواقف التي يشهدها البعض منهم، إلا أن " عم محسن" ذلك الرجل المسن صاحب العيون الخضراء يرتدي ملابس نظيفة وبشوش الوجه، الزمن نقش بهداوة على وجهه تجاعيد عمره، وتسلل الشيب للحيته، يضع عدة طبقات من الأغطية اسفله وغطاء فوقه تلك هى كل أمتعته، وبيده تلك الجريدة "الحياة اللندنية" التي لا تفارقه وراديو صغير يستمع من خلاله لأغانٍ فلكلورية وغيرها قديم وجديد أيضا.

لم تجعله المشكلات والظروف التي يحياها ذليلا للمال، واكتفى بوضع الورود أمامه دون أن يطلب من المارة أن يشتروا منه، تاركًا همومه على ربه المسئول الوحيد عن تدبير يومه أيًا كانت ظروفه، حسب قوله.

فهو عزيز النفس يشتري الورود كل صباح ويضعها داخل عبوات المياه ليحافظ على رونقها حتى تنال اعجاب الناس الذي يقابلهم بسلامة نفس وابتسامة مبهجة فيقبلون عليه ويشترون منه تلك الورود دون أن يحدد لها سعر فيرضى بما قسمه الله له من رزق.

ويحكي لنا محسن حكايته التى حين تسمعها تشعر وكأنها رواية درامية والقرار بيدك إما أن تقتنع بها أو تمر عليك مرور الكرام لتفاصيلها السينمائية، فهو يعيش بذلك الرصيف منذ 8 سنوات، وذلك بعد أن مر عليه الكثير من الأحداث التى انتهت به لهذا الوضع.

وبدأت قصة بائع الورد بعد أن حصل على دبلوم تجاري، واستأجر كشك بالسكة الحديد يسترزق منه، بجانب عمله كمندوب إعلانات بإحدى الصحف، وتزوج وأنجب بـ7 بنات.

ثم يبتسم بائع الورد اثناء روايته عن زواجه الثاني ليقول:" تزوجت من فتاة صغيرة على أم العيال وكان أهلها ناس مهمين اخدوها مني وطردوني واتهموني اني ضحكت عليها، واني ازاي اجوزها وانا متجوز وعندي 7 عيال، وبعدها رجعت لزوجتي الأولي التي صممت على الطلاق وقالت لي أني جرحت كرامتها وأهنتها بزواجي الثاني، وتركت لي البنات لأرعاهم".

ليكمل القدر لعبته معه وفي نفس وقت مشاكله الأسرية تأتي السكة الحديد بسلب الكشك منه وتطلب منه تجديد إيجاره بسعر سياحي فلم يقدر على ثمنه، كما تم إغلاق الصحيفة التي كان يعمل بها وأصبح بلا وظيفة.

 فأخذ بناته وانتقل إلى الإسكندرية اولا وهناك اختطفت إحدى بناته وكانت تدعى "شهد"، لينتقل بعدها للمنصورة ويجلس بالشارع مع بناته الأخريات دون أن يستغلهم ليشحت بهم ولكن جمع الزهور حولهم وأصبح الناس تتردد عليهم وتعطي له النقود مقابل الورد، ثم تركوه بناته وكل واحدة سلكت طريقها اثنين منهم باحدى الجمعيات الحقوقية وواحدة هاجرت ليبيا ولم يسمع عنها أي أخبار وأثنين تزوجوا بعيدا عنه وواحدة تركته دون أن يعلم أي شئ عنها، ومنذ ذلك الوقت والذي يقدر بعامين ونصف لا يرى أي منهم ليعود للقاهرة ويسكن ذلك الرصيف ويعيش حياة كاملة يقرأ الجريدة ويسمع للراديو ويأكل ويشرب على الرصيف.

وبنبرة أسى جديدة لم تكن متملكة بائع الورد منذ بداية الحديث معه، قال إنه يمر عليه كل يوم من ذلك الطريق أشخاص ذوي مكانة راقية وهامة ومسئولون كثيرون ولكن لا أحد يهتم بشأنه، وبرغم عدم تسوله إلا أن الشرطة وشرطة المرافق تضايقه من حين لأخر ما بين جمع الورد الذي يبيعه وبين القبض عليه وترحيله للقسم ليتركه وكيل النيابة بعدها لعدم وجود أي تهم عليه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل