المحتوى الرئيسى

ممثل المقاولون العرب بكينيا: سنكون الأفضل في غضون 5 سنوات‎

01/09 11:42

“المقاولون العرب” اسم كبير صنعه جهد الرجال وعرقهم حتى صارت سفيرًا لمصر وقوة من قواها الناعمة التي تعزز من تواجدها بالقارة السمراء.

لا ينسى التاريخ للمقاولون العرب مشاركتهم في ملحمة بناء “السد العالي” في أسوان، ولن ينسى كذلك المشروعات الكبرى التي أسسوها في معظم دول إفريقيا، ومساهمتهم البناءة في رفع اسم مصر عاليًا.

مؤخرًا، بدأت المقاولون العرب في الاتجاه نحو شرق إفريقيا وبالتحديد كينيا، وهو ما يُمكن أن يعزز التواجد المصري في هذا البلد الهام استراتيجيا.

المهندس أحمد محمد صابر، ممثل شركة المقاولون العرب في كينيا، أكد في حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن كينيا سوق واعد وأن الشركة لها مستقبل واعد للغاية في هذه المنطقة ، وستكون الأفضل في غضون 5 سنوات.

- ما الذي دفع “المقاولون العرب” للتفكير في التواجد في كينيا؟

كينيا بلد مهم، هي مركز شرق إفريقيا كله، لأن بها ميناء “مومباسا” وهو ميناء يشهد كثافة عمل مرتفعة للغاية فهو الوحيد الذي يخدم المنطقة كلها، فكينيا تجاور أوغندا من الغرب، وتنزانيا من الجنوب، وإثيوبيا وجنوب السودان من الشمال والصومال من الشمال الشرقي.. وهذا جعلها نقطة ارتكاز هامة، إضافة إلى أن كينيا لديه عوامل جذب أخرى مثل السياحة وبصفة خاصة “سياحة المؤتمرات” التي تميز بها الكينيون بشكل ملحوظ، كذلك وجود مقر الأمم المتحدة في نيروبي.. كل هذا أعطى كينيا زخما كبيرا وجعل لها أهمية كبيرة.

“المقاولون العرب” بدأت العمل في كينيا في ديسمبر 2015، حيث اتفقت الشركة على التعاون مع عدة شركات محلية وذلك لضمان التواجد، لأن بعض الدول تفضل أن تمنح العطاءات لشركات محلية ..وأسسنا شركة المقاولون العرب الكينية.

- ما هي العطاءات التي خاضتها المقاولون العرب طوال هذه الفترة؟

بدأنا فور تواجدنا في كينيا الدخول في عطاءات حول توريدات خطوط المياه، وكنا قريبين للغاية من الفوز بعطاء خط رئيسي ناقل يغذي مدينة نيروبي، رغم المنافسة الشرسة التي تقوم بها الشركات الصينية التي تدعمها حكومة بكين.. العطاء كان في طريقه للرسو على شركتنا لكن البنك الدولي تدخل لإقرار العطاء على شركة صينية لأنه مالك القرض المقدم ومن حقه اختيار الشركة المنفذة.

الأسعار التي تتقدم بها الشركات الصينية هي الأرخص، وهذا يعطيها ميزة كبرى لدى الحكومة الكينية في إسناد المشروعات.

- في رأيك، ما السر في الأسعار المنخفضة التي يتقدم بها الصينيون؟

الأسعار التي يتقدم بها الصينيون منخفضة لسببين رئيسيين، أولهما أن المعدات التي يقومون بتوريدها، رخيصة في تكلفتها إضافة إلى أنها ترد عبر سفن شحن تابعة للحكومة الصينية، كذلك توفير العمالة الصينية بعضهم صادر بحقه أحكام بالسجن مما يجعل لديهم القدرة على توفير العمالة بسعر زهيد، وهو ما يجعل من الصعب على الشركات -حتى الكينية- منها تولي المشروعات الكبرى.

يضاف إلى ذلك أن هناك بعض القروض التي يتم إبرامها في كينيا مع الصين لإتمام مشروعات، ومن بين الاشتراطات الصينية لإتمام القرض أن تتولى شركات صينية إنشاء هذه المشروعات، وبالتالي تحقق ربحية من فوائد القرض ومن تشغيل شركاتها.

هل المنافسة مع الشركات الصينية غير متكافئة؟

بالطبع لا، فوجود المقاولون العرب يقوم على أساس الخبرة وعلى أساس فهمنا للسوق الإفريقي ككل بسبب سوابق عملنا في القارة، وهو ما أتاح لنا خبرة التعامل مع العامل الإفريقي والتأقلم مع الظروف المحيطة، لأن إفريقيا صعبة في طبيعة عملها، فهناك شهور يتم فيها العمل بشكل مكثف وشهور أخرى يتوقف فيها العمل تماما، وهناك احتياطات بيئية وأمنية نحن أكثر دراية بها.

إضافة إلى أن بعض الشركات الصينية خيبت آمال الكينيين، لأن هناك مشروعات متوقفة منذ عامين وأكثر، وهذا توقيت مناسب لكي نثبت تواجدنا بقوة.. ونحن نركز في ذلك على عامل “الجودة” إضافة إلى “الأسعار المقبولة”.

الفترة التي قضيناها هنا ليست طويلة كما يظن البعض خاصة في ظل منافسة شرسة في بلد له أهمية كبيرة مثل كينيا، وهذه الفترة تتيح لنا دراسة السوق دراسة وافية والاحتكاك بعطاء وأكثر للوقوف على توجهات الحكومة وما تقوم به الشركات أثناء هذه العطاءات، ونحن اقتربنا مؤخرا من الأسعار التي تطرحها الشركات المنافسة مع الحفاظ على جودة المنتج النهائي.

هناك منافسة حقيقية في كينيا من عدة شركات، وبصرف النظر عن الشركات المنافسة، أنا أثق في أن حصولنا على عطاء واحد سيدفع الحكومة الكينية إلى التمسك بنا لأننا نصر على عامل الجودة، وبأقل الأسعار، عن طريق التركيز على العمال الفنية.

عمالتنا في إفريقيا تقتصر عن مهندسين ومشرفين فنحن نستخدم العاملة المتواجدة في البلد الذي نقيم به المشروعات ونقوم بتدريبهم -وهو ما يمنح هذه الدول عمالة مدربة- ونشرف عليهم إشراف مستمر يكاد يكون 24 ساعة يوميا.

- هل تواجد المقاولون العرب في كينيا وإسناد العطاءات لها يسهم في دعم حركة الصادرات من مصر؟

الأسعار التي وصلنا إليها حاليا جعلتنا نقف على طريق الوصول إلى أنسب الأماكن التي يمكن من خلالها توريد خامات، بالإضافة إلى أن وجود شركة المقاولون في كينيا وفي إفريقيا عموما يتيح لنا الاستعانة بشركات مصرية للتوريد كشركات الأسمنت والسيراميك، وأعتقد أن أسهل طريقة لدخول كينيا بشكل قوي عن طريق التمهيد السياسي والاتفاقات الثنائية وتواجد الاستثمارات المصرية بشكل أكثر قوة.. الاستثمارات المصرية الموجودة جيدة للغاية لكنها ليست بحجم مصر ويجب تنظيمها تحت مظلة واحدة تسهيلا للإجراءات وحتى يكون المردود أكثر قوة وتأثيرا.

- ما العطاءات التي تخوضها المقاولون العرب حاليًا؟

نخوض حاليا عطاء مع وزارة الصحة الكينية في مستشفى “كينياتا ناشيونال”، وهي مستشفى وطني كبير، والمنافسة فيها ضخمة للغاية، لكننا نخوض هذا العطاء بناء على خبراتنا وعلى الصورة المشرفة للمستشفيات التي أنشأناها في أوغندا لأن المستشفى المزمع إنشاؤها تقع بالقرب من الحدود الأوغندية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل