المحتوى الرئيسى

بين أستانا وجنيف.. أي خيارات للمعارضة السورية؟

01/08 19:41

عادت مدينة حلب لسيطرة النظام السوري بينما يبقى ريفها مقسما بين قوى مختلفة، ومع انتهاء خروج خمسين ألف مدني كانوا محاصرين بأحيائها الشرقية انطلقت الدعوة الروسية لجمع طرفي الصراع السوريين ومن خلفهما الداعمين إلى طاولة المفاوضات بالعاصمة الكزاخية أستانا.

وحتى الآن ما يزال الغموض يلف طبيعة المفاوضات التي دعت إليها روسيا، بينما تطرح الكثير من الأسئلة بشأنها: فهل ستكون على طاولة واحدة تضم ممثلين عن الطرفين وجها لوجه، وهل يمتلك وفد النظام السوري السلطة الكافية لتنفيذ مخرجات المفاوضات، من سيشارك ممثلا عن المعارضة السورية، وما أهم نقاط الاجتماع، والأهم ما هي المخرجات المتوقعة منها، وهل من إمكانية لتطبيقها، وهل هي بديل عن جنيف أم مكملة له؟

ويرى الصحفي حسام محمد أن مفاوضات أستانا تأتي ضمن محاولات روسيا الحصول على أي نصر سياسي في المشهد السوري، عقب ما ارتكبته من جرائم مع ذراعيها نظاميْ دمشق وطهران.

ويؤكد أنه ورغم علم موسكو المسبق بأن المفاوضات لن تلبي طموحاتها، فإنها عازمة على المضي بها كمشروع سياسي تحسبه لنفسها رصيدا سياسيا بغض النظر عن نتائجه، مستغلة بذلك اجتياحها لحلب الشرقية، والتراجع النسبي لـ المعارضة السورية المسلحة، والفراغ السياسي الراهن في البيت الأبيض الأميركي في محاولة منها لكسب ما يمكن كسبه قبل وصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب للسلطة.

ويوضح محمد لـ الجزيرة نت أن الغرب وموسكو يدركان تماما أن مفاوضات أستانا وسواها من الجولات السياسية المشابهة لن تفضي لأي حلول في سوريا، كون المشاريع كلها تلتف على الواقع، ولا تحاكي لغة المنطق ومطلب السوريين، بل تذكي الصراع.

من جهة أخرى، يعتبر الخبير العسكري فايز الأسمر أن مفاوضات أستانا استمرار لمفاوضات إخراج المسلحين والمدنيين من حلب الشرقية، ويؤكد أن الفرق بين أستانا وجنيف هو غياب الدور الأميركي والعربي وغياب الأمم المتحدة وغياب الهيئة العليا للمفاوضات بالإضافة لكون مفاوضات أستانا مقدمة للمفاوضات القادمة في جنيف.

ويقول الأسمر للجزيرة نت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إظهار نفسه كصانع للسلام إضافة للتأكيد على عدم تجاهل دور موسكو المحوري في المنطقة، وأنه استطاع مع تركيا تحقيق ما لم تحققه أميركا والأمم المتحدة بشأن جمع المعارضة والنظام على طاولة واحدة للتفاوض. 

وأمام واقع ربما لا تحسد عليه المعارضة السورية في ظل خسارتها بعض المواقع المهمة داخل حلب ومحيط العاصمة دمشق عبر تسويات أفضى إليها حصار دام سنوات وأشهر عديدة، لا تبدو خياراتها كثيرة.

ويرى الخبير العسكري أن خيارات المعارضة محدودة فهي لا تستطيع المناورة بأساليب الضغط السياسي، وخاصة أن سقوط حلب أثر على الحالة السياسية والعسكرية، وأكسب النظام السوري وحلفاءه ورقة ضغط تفاوضية كبيرة.

وأضاف أن ضعف الخيارات أيضا يعود إلى تأثر الحالة المعنوية للمقاتلين والمدنيين في مناطق سيطرة المعارضة بعد ما حصل في حلب، إضافة إلى غياب الدور العربي ودور أصدقاء سوريا وسط صمت دولي وشلل المنظمات تجاه ما يحصل في هذا البلد.

وأوضح الأسمر أن القدرة العسكرية للمعارضة باتت ضعيفة بالتزامن مع خرق النظام السوري لوقف إطلاق النار الذي عقد بضمانات روسية تركية، مضيفا أن المعادلة العسكرية متغيرة لصالح النظام السوري الذي سيحاول التمدد في ظل ما يحصل من ضغوط إقليمية على المعارضة.

ومن وجهة نظره، فإن الخيار الأفضل للمعارضة الآن هو التمسك بقرارات الشرعية الدولية حول سوريا والمطالبة بتطبيقها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل