المحتوى الرئيسى

الشوارع والأضرحة مستشفيات المرضى النفسيين بالمغرب

01/08 13:46

يعدون بمئات الآلاف حسب إحصاءات رسمية، ويناهزون ثلاثة ملايين حسب أرقام أخرى صادرة عن جهات لا تصدق ما تقوله المؤسسات الرسمية، لكن الأطباء المتخصصين في التخفيف من معاناتهم ومعاناة أسرهم يعدون على رؤوس الأصابع.

المبتلون بالأمراض العقلية والنفسية بالمغرب قد تجد منهم في كل حي أو زقاق، غير أنهم لا يجدون مستشفيات تحميهم من نظرات المجتمع وتعيد إليهم توازنهم كي يندمجوا فيه من جديد.

مستشفى واحد لكل 250 ألف شخص، وطبيب واحد لأزيد من مئتي ألف مريض، وممرض واحد لأزيد من ألفي نفر، وسرير لأزيد من 12 ألف شخص، هذا كل ما يتمتع به المصابون بالأمراض العقلية والنفسية في المغرب.

وأمام هذه الأرقام المخيفة دعت جمعية البلسم لعائلات وأصدقاء المرضى العقليين إلى كسر الصمت المضروب حول معاناتهم، واستنكرت "سياسة الإهمال التي تضاعف من معاناة عائلات المصابين وتدفعهم إلى البحث عن حلول ضررها أكثر من نفعها".

عائلات هؤلاء المرضى، حسب رئيسة جمعية البلسم نديرة برقليل، تلتجئ بعضها إلى التسول لتأمين مبالغ الدواء، وتعمد أخرى تعوزها الوسائل والحيل إلى تكبيل مرضاها بالسلاسل والأغلال وعزلهم عن المحيط في بيوت وغرف مغلقة، وأخرى لا تجد بدا من رميهم في الشارع والتخلي عنهم.

وتؤكد برقليل أن من العائلات أيضا من فقدت الثقة في الطب وتشخيصاته وعقاقيره، فلجأت للشعوذة وتمائمها وطقوسها تنفق فيها أموالا طائلة دون نتيجة تذكر، فأضحت لديها زيارة الأضرحة بديلا عن زيارة الأطباء.

جميعة البلسم، أكدت في بلاغ وصلت الجزيرة نت نسخة منه، بمناسبة اليوم العالمي للصحة العقلية الموافق للعاشر من أكتوبر/تشرين الأول من كل سنة، أن الحكومة المغربية لا تعير هذه الفئة من المرضى الاهتمام اللازم.

ولاحظت نديرة برقليل في حديث للجزيرة نت أنه من بين ثلاثة ملايين مريض نفسي مغربي، لم يتعرض للتشخيص الطبي منهم إلا 142 ألفا، وأن 13 ألفا و314 منهم هم الذين خضعوا للعلاج.

وتقول دراسة أجرتها وزارة الصحة المغربية سنة 2003 بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ونشرت نتائجها في فبراير/شباط 2007 إن 48.9% من السكان المغاربة -الذين شملهم البحث- سبق لهم أن عانوا من اضطراب نفسي كبير خلال حياتهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل