المحتوى الرئيسى

10 طرق وأساليب لحماية أطفالكم من التطرف

01/05 13:05

ليس هناك برهان على وحشية التطرف أوضح مما يعيشه العالم الآن، وبالأخص المنطقة العربية التي تعاني من الحروب الطائفية والإرهاب والعنصرية. ولعل السؤال الذي يشغل عقل الآباء والأمهات، هو: كيف أبعد طفلي عن التطرف؟ وهل هناك وسائل تجعله غير متطرف في المستقبل؟ وما دوري في مساعدته وحمايته؟

تقول سمر طه، اختصاصية بعلم نفس الطفل لرصيف22: "الأسرة هي عالم الطفل الأول، منها يكتسب الخبرات، ويتعلم بالمحاكاة، ويتخذ من الوالدين قدوة... فإذا كنتم تمارسون العنصرية ضد زوجاتكم فأرجوكم توقفوا عن ذلك، فإن طفلك يتأثر بكم ويقلدكم وسوف يكون عنصرياً هو أيضاً”.

وتضيف: “هناك نوعان من العنصرية: عنصرية معلنة، وهي التي يؤمن بها الفرد ويعبر عنها قولاً وفعلاً. أما النوع الثاني، فهو العنصرية الخفية، التي يمارسها الفرد بصورة غير واعية، فهو يؤمن بقيم التسامح والمساواة والحرية وعلى الرغم من ذلك تأتي أفعاله عنصرية تماماً. وقد تختلف أوجه العنصرية الخفية بداخل الأسرة، فالتمييز بين الأخ وأخته عنصرية، ومعاملة الأم بلهجة آمرة عنصرية، وتدليل البنت على حساب الصبي عنصرية، والرفع من شأن الصبي في مقابل البنت عنصرية... والعنصرية بذرة التطرف، قد تزرعونها في أطفالكم دون وعي منكم، فاحذروا”.

وتضيف طه: "التلفزيون هو نافذة الطفل لعوالم أخرى، والطفل ينجذب إلى الألوان والموسيقي والخيال وحب الاكتشاف، لذا فهو يعشق الرسوم المتحركة. ولكن: هل هذه الرسوم آمنة؟ في الحقيقة لا، ولنضرب مثلاً: توم وجيري... صراع أبدي بين فصيلين مختلفين، قط وفأر. أما الرسائل المبطنة التي ينقلها للطفل، فهي عنصرية، لأن السيدة الشقراء ذات البشرة البيضاء تدلل القط، وتسمع الموسيقى، وتعامله بلطف بينما صاحبة البشرة السمراء مجرد خادمة عنيفة وبدينة وقبيحة ولا يظهر منها سوى النصف السفلي، ودائماً ما تكون مُزعجة! والعنصرية ضد المختلف سواء في البشرة أو العرق أو الدين بداية للتطرف، وعلاجها يتمثل في تقبل الآخر وتفهمه ومساعدته عند الحاجة”.

تحذر دكتورة سمر من خطورة ألعاب الفيديو، وتتساءل: كيف نترك أطفالنا يقضون الساعات في ألعاب دموية تحرض على العنف؟ غالبية تلك الألعاب تعتمد على القتال، وكي تمر من مرحلة لأخرى يجب أن تقتل كل من يقابلك. بذلك يرسخ بداخل الطفل أن القتل هو كل ما يحتاجه للحصول على ما يريد. أمر قبيح أن تسمع طفلك يهتف بحماس بأنه قد قتلهم جميعاً. لا بد من استبدال هذه الألعاب بألعاب تعتمد على الذكاء والابتكار والمشاركة”.

"أنت أسوأ طفل في العالم"، "لم أقابل في حياتي من هو أغبي منك"، "أنت فاشل"، "يجب أن تكون الأفضل"... تعلق سمر على تلك الأقاويل قائلة: "يسقط ولي الأمر ضحية الإفراط في التفاخر أو التوبيخ. هو يتمنى لطفله أن يكون ناجحاً، لكنه يتخذ الطرق الخاطئة. التفاخر المبالغ به يجعل من الطفل نرجسياً، والنرجسية أبشع صور العنصرية، فالشخص يرى نفسه الأفضل والأجمل والأعظم والجميع أقل منه، وبالتالي يمكنه استغلالهم واحتقارهم”. وتضيف: “غالباً ما يصاب الشخص النرجسي بالتطرف، وهو لن يتردد في تدمير العالم من أجل الحفاظ على ذاته”.

أما باعتماد التوبيخ ومقارنة الطفل بزملائه، فنحن بذلك نحطمه، ونصيبه بما يعرف بـ"اضطهاد النفس"، فيصبح بحسب سمر “ناقماً على كل الدنيا، ويعتبر أن الجميع أفضل منه، وهم سبب فشله، مما لا يجعله يتردد من التخلص منهم عندما تحين الفرصة".

وتتابع سمر: "لحل تلك المعضلة علينا أن نقيّم أعمال أطفالنا بدلاً من إطلاق الأحكام، فإذا أخطأ الطفل، نناقشه، لماذا أخطأ؟ كيف يعالج المشكلة؟ ثم نقيّمه على الفعل، فإن فشل، فعليه أن يعيد المحاولة وإن نجح فسيدرك أنه نجح بفضل بمجهوده”.

ينصح الدكتور محمد فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط، بأن أفضل حماية من التطرف تأتي من خلال الأسرة، تحديداً التواصل بين أفراد الأسرة. ويقول لرصيف22: "يجب أن ترفعوا الوصاية عن أطفالكم، والتوقف عن التحدث بلهجة آمره للأبناء "كُل، ذاكر، أسكت، نم"... فأنتم بتلك الطريقة تقطعون حبل التواصل، وعدم التواصل سوف يسحبه إلى متواصل آخر قد يكون صاحب أفكار متطرفة، ولعل أبشع مثال لذلك الداعشي الذي اعدم أمه والآخر الذي قتل والده!

ويضيف الدكتور محمد: “لتجنب تلك الكارثة علينا أن نقيم الحوار مع الأبناء، وأن نناقشهم ونشاركهم، ونترك لهم المساحة للتعبير”.

يقول الدكتور محمد: "لا تتعاملوا مع أطفالكم على أنهم امتداد لكم، فتحرصوا أن تورثونه قضاياكم، خاصة إذا كانت تتسم بالعنف والتطرف. إذا كنتم تواجهون قضية عرقية أو قبائلية أو دينية فأحجبوها عنه، فمن حق طفلكم أن يحلم بمستقبل مختلف”.

ويضيف: “هناك أشكال أخرى يجب أن تحذروها: ميولكم. فقد تكونون متعصبين لفريق كرة قدم مثلاً، فتورثون ابنكم التعصب دون أن تدروا، والتعصب أقرب الطرق للتطرف”.

يطلب محمد من الآباء بأن يخصصوا وقتاً محدداً يشاركون فيه أبناءهم متابعة العالم والتعرف على ثقافاته المختلفة، الغريبة والبعيدة، ويضيف: "يجب أن يعرف الطفل أن هناك شعوباً أخرى مختلفة ولها ثقافتها الخاصة التي ينبغي أن يتقبلها ويحترمها، فتقبل الآخر يقضي على العنصرية والتطرف”.

شيماء أحمد، اختصاصية بالتربية بمدرسة عمر بن الخطاب للغات، ترى أن الاختلاط عنصر أساسي في مقاومة التطرف. وقالت لرصيف22: "أولياء الأمور أحياناً يجبرون أطفالهم على عدم الاختلاط بأصحاب الديانات الأخرى، أو بجنس مختلف، وربما يفضلون المدارس التي ترفع راية عدم الاختلاط، على الرغم من خطورة ذلك على الطفل، فالانغلاق لن يؤدي إلى الحماية كما يعتقدون، وإنما هو باب آخر للشذوذ واعتناق الأفكار المتطرفة”.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل