تلغراف: الغرب في حرب فعلية مع روسيا

علق سفير بريطانيا السابق في بولندا على قضايا كثيرة شغلت العالم العام الماضي، وتوصل إلى قناعة بأن العالم يموج بعدم اليقين والزعماء ذي التفكير الأحادي والأفكار التي تقدم تبسيطا مخلا وتجد لها تأييدا سهلا، ورأى أن ذلك هو المحرك "للشعبوية" التي تزداد الآن بما يهدد البناء السياسي الغربي.

وضرب تشارلز كروفود، في مقال بصحيفة ديلي تلغراف، مثلا من الشرق بأنه من خلال أي تحليل تقليدي يجب أن يشعر الرئيس فلاديمير بوتين بالقلق من ضعف أداء روسيا وما لديها من كل أنواع المشاكل الأخرى وتفكك الحريات والحقوق السياسية التي قدمها بوريس يلتسين وقتل الصحفيين الذين يكشفون خبايا النخبة الحاكمة في موسكو.

وانتقد كروفود أداء بوتين في العديد من القضايا السياسية والأمنية العالمية، ورأى أن ضمه شبه جزيرة القرم بالقوة وبطريقة غير شرعية يعد تحديا للقواعد الدولية الأساسية التي قبلتها روسيا نفسها، وأن مساندته العسكرية للأسد في سوريا جعلت القادة الغربيين يبدون ضعافا ومترددين.

وخلص إلى أن بوتين روسيا يمارس حربا هجينة (إستراتيجية عسكرية تجمع بين الحرب التقليدية والحرب غير النظامية والحرب "السيبرانية"، ويمكن إطلاقها على الديناميكيات المعقدة في ساحة المعركة التي تتطلب ردود فعل مرنة ومتكيفة).

وأضاف أن هذا الأمر يطرح تساؤلات قاتمة: هل يعيش الغرب الآن شكلا جديدا من صراع القوة مع روسيا؟ وماذا لو لم يتمكن من تقبل هذا الواقع، أو أنه مرتبك جدا لدرجة تمنعه من الرد؟