المحتوى الرئيسى

"نافريس" ـ بين مفهوم شرطة ألمانيا وغضب الجالية المغاربية

01/04 20:02

بدأ الأمر بتدوينة على تويتر ليلة رأس السنة الميلادية تقول فيها شرطة ولاية شمال الراين وستفاليا إنه "يتم التحقيق حاليا في هوية مئات من المهاجرين من شمال افريقيا. سنوافيكم بمعلومات" وأشارت الشرطة إلى هؤلاء المهاجرين فقط باستعمال كلمة "نافريس". هذا التوصيف لهذه الفئة من المهاجرين بالإضافة إلى التركيز عليهم في عمليات التفتيش أثار جدلا في ألمانيا انخرط فيه سياسيون ألمان وأيضا مهاجرون من دول شمال افريقيا رأوا في هذه التدوينة إساءة لهم، بغض النظر عن أن النسبة الأكبر ممن نسب إليهم التورط في أحداث التحرش الجنسي في كولونيا قبل حوالي سنة ينحدرون من دول شمال افريقيا.

رئيس شرطة مدينة كولونيا، يورغين ماتيس، أعرب يوم الاثنين عن أسفه لاستخدام تعبير "نافريس" للإشارة اختصارا للأجانب من شمال أفريقيا من "أصحاب السوابق" ولكنه دافع عن حملات التفتيش التي استهدفتهم.

وانتقدت زيمونه بيتر رئيسة حزب الخضر خطوة الشرطة، بينما دافع سياسيون من أحزاب أخرى وحزب الخضر نفسه عن تصرف الشرطة الألمانية. من جانبها، وزارة الداخلية الاتحادية دخلت على الخط أيضا ونأت بنفسها عن هذا التعبير مؤكدة أنه ليس تعبيرا رسميا للشرطة في ألمانيا. ومع كل هذا لم يهدأ الجدل خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية.

ارنست فالتر، رئيس نقابة الشرطة الألمانية قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن تعبير "نافريس" لا يستخدم للتقليل من شأن الناس القادمين من شمال أفريقيا "فهو لا يعدو أن يكون اختصارا للأجانب المعروفين للشرطة من شمال أفريقيا وليس عنصريا وليس إهانة". وأكد رئيس شرطة كولونيا أنه تم التركيز خلال حملة التفتيش على الأشخاص الذين يعتقد أنهم ذووا ميول عنيفة، وذلك بناء على معلومات من الشرطة الاتحادية.

وقال إن الشرطة راعت المعلومات الخاصة بالجناة الذي يعتقد أنهم شاركوا في أحداث رأس السنة الماضية، "فالذين تم تفتيشهم لم يكونوا رجالا ذوي شعر أبيض أو نساء شقراوات"، ملمحا بذلك للأحداث التي وقعت قبل عام عند محطة القطارات الرئيسية في كولونيا من سرقة وتحرش جنسي والتي يشتبه في أن أغلب من ارتكبها أو أدين بارتكابها كانوا من دول شمال أفريقيا، حسب معلومات الشرطة. ولم تتكرر هذه الأحداث خلال احتفالات هذا العام.

اعتذار رئيس شرطة مدينة كولونيا لم يساهم في تخفيف الجدل.

يشار إلى أن جدلا كبيرا تلى أحداث التحرش الجماعي في كولونيا، وعلى إثر ذلك تم تصنيف المغرب والجزائر وتونس دولا آمنة ليصبح ممكنا ترحيل من ترفض طلبات لجوئهم إليها.

شريف الرجحاني شاب مغربي مقيم في مدينة بون يقول إنه يتفهم أن تقوم الشرطة بتفتيش هؤلاء المهاجرين لأن من تورط للأسف في أحداث السنة الماضية معظمهم من هذه الدول. ويضيف في حديث لـ DW عربية "طبيعي أن تكون للشرطة ردة فعل لتفادي ما حدث العام الماضي، ولكن ينبغي أن يخضع الجميع أيضا للتفتيش، لأن ما حدث قد يبدر في المرة القادمة من أي جنسية أخرى. و ما يزعجبني بشكل كبير هو استخدام كلمة "نافريس" فأنا أرى أنها مسيئة لنا نحن المنحدرين من دول شمال افريقيا".

وبلهجة أكثر حدة يرفض إسماعيل "غباوة" تصرف الشرطة الألمانية. وإسماعيل هو مهاجر مغربي يعيش في قرية أويسكيرشن التي تبعد 40 كيلومترا عن كولونيا منذ 2015. تقدم بطلب لجوء لم يتم البت فيه بعد وقد جاء إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية. يقول اسماعيل في تصريحات لـ DW عربية " أن تبذل الشرطة جهودها لتمر ليلة رأس السنة ليلة بدون جرائم أمر رائع، فهم يسهرون بذلك على أمننا، لكن أن يكون ذلك على حساب كرامة كتلة معينة من الناس ويشكل إهانة لهم ومنهم طلبة وموظفون وفاعلون في المجتمع الألماني فهذا لا يليق بسمعة هذه المؤسسة".

إسماعيل يقول أن "كلمة "نافريس" سقطت كالصاعقة علي لأني كنت قد قرأتها  للمرة الأولى في تدوينة لأحد الألمان الذي كان يستهزء بها وكانت على شكل هشتاغ قمت بالبحث عنه لأجد ان الشرطة هي صاحبة هذا "اللقب" عبر تدوينة قامت بها في صفحتها على تويتر. حينها علمت أني سوف أحمل لقبا جديدا بدل اسمي الحقيقي وهذا الأمر لم أكن أتوقعه في بلد كألمانيا".

أحداث كولونيا التي راج أن أغلب المتورطين فيها ينحدرون من دول شمال افريقيا

وانخرط في النقاش حول هذا الموضوع أيضا مشاهير من الدول المغاربية في ألمانيا، فقد عبر الكوميدي المغربي بنعيسى المروبل عن امتعاضه من تصرف الشرطة الألمانية لأنه يضعه في نفس السلة مع مجرمين. وقال المروبل في حوار لصحيفة "فرانكفورتر ألغيماينرتسايتونغ" "الاندماج يصبح أصعب أكثر فأكثر. جئت إلى ألمانيا وأنا أبلغ من العمر سنة واحدة. درست هنا وقضيت كل حياتي هنا واندمجت تماما في المجتمع الألماني. ولكن من الصعب الشعور بأنك ألماني عندما يتم تصنيفك ضمن فئة معينة فقط بسبب شكلك".

وفي رسالة وجهها للمتورطين في أحداث كولونيا العام الماضي، قال المربول "ما قمتم به شنيع وأنت تخربون اندماجنا. العديد من مهاجري شمال افريقيا عاشوا هنا في ألمانيا منذ 40 سنة دون مشاكل وهم سعداء بأن يتم السماح لهم بالعيش هنا. والآن يصنفون مع مجرمين في نفس الفئة ويتعرضون أيضا للمراقبة والمضايقات. أرى أن على الألمان الدفاع عنا".

أحد هؤلاء المهاجرين المتواجدين في ألمانيا منذ 40 سنة هو سرحان ذويب الخبير في قضايا الثقافة والهجرة وهو تونسي الجنسية. يقول ذويب إن ما حدث ليلة رأس السنة وما تلى ذلك من جدل "أصبحنا نشعر معه بأننا عاهة يسعى المجتمع الألماني للتخلص منها بعدما كنا جزءا من هذا المجتمع ونعيش فيه بسلام". ويضيف الخبير التونسي في حوار أجرته معه DW عربية إن النقاش حول تصرف الشرطة ليلة رأس السنة الحالية هو ثانوي ويندرج ضمن جدل أكبر يتعلق بشكل عام بالمهاجرين واللاجئين.

سرحان الذويب الخبير التونسي في قضايا الثقافة والاندماج

 وفي هذا الإطار يعتقد ذويب أن أحداث ليلة الرأس السنة في كولونيا والتي مازالت تدور حولها الكثير من التساؤلات والغموض تم استغلالها إعلاميا لتغيير السياسة الألمانية في موضوع اللاجئين. وتدوينة الشرطة ووصف "نافريس" ليس سوى نتيجة طبيعية لكيفية تعاطي الإعلام الألماني طيلة سنة مع هذا الموضوع وشحنه للرأي العام وهو ما خلف أحكاما مسبقة ضد هذه الفئة من المهاجرين".

دافع أغلب الصحف الألمانية عن الإجراءات الأمنية التي أتبعتها الشرطة مع مجموعات من شمال أفريقيا ليلة رأس السنة في كولونيا، لكنها انتقدت وصف الشرطة لهؤلاء بـ"نافريس"، وهو ما كانت الشرطة قد اعتذرت عنه في حينه. (03.01.2017)

احتفالات ليلة رأس السنة تثير الجدل مجددا في كولونيا. هذه المرة ليس بسبب التحرش الجنسي، وإنما بسبب اتهامات بالعنصرية وجهت للشرطة. الرأي العام، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، انقسم بين مستنكر للإجراءات ومدافع عنها. (02.01.2017)

وبالإضافة إلى المهاجرين الوافدين على ألمانيا لقي الموضوع تفاعلا أيضا من طرف المهاجرين الذين ولدوا هنا. التونسي عادل دحمان المقيم في كولونيا واحد منهم. فالشاب الذي ولد في ألمانيا وعاش فيها كل حياته يقول إن الشرطة أخطأت بالوصف الذي استعملته وبالتركيز على أشخاص في عمليات التفتيش فقط انطلاقا من شكلهم. ويصف ذلك بالقول "هذا تصرف عنصري وغير ذكي في نفس الوقت". لكن عادل لا ينفي المسؤولية التي يتحملها جزء من مهاجري شمال افريقيا إذ يرى أن هؤلاء يرتكبون جرائم ومخالفات ولا يعلمون حجم الضرر الذي يشكله لذلك لمهاجرين آخرين لا ذنب لهم.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأ منها الجدل لقي الموضوع تفاعلا كبيرا. وانقسم المغردون بين من استعمل "أنا نافريس" و"أنا لست نافريس" للتعبير عن رفضهم للوصف الذي استخدمته الشرطة.

لا تزال تبعات حوادث التحرش الجنسي وما رافقها من سرقة للنساء في رأس السنة بدينة كولونيا بالخصوص تتفاعل حتى اللحظة. فقد وجهت أصابع الاتهام لطالبي لجوء الذين ينحدر أكثرهم من شمال إفريقيا. ومن ذلك الحين لوحظ تراجع في المواقف المرحبة بالاجئين لدى الرأي العام .

أحرز منتخب ألمانيا لكرة اليد في كانون الثاني/يناير لقب بطولة أوروبا بعد فوزه على منتخب إسبانيا ب 24 مقابل 17 هدفاً. ويُعد هذا الانتصار غير المنتظر أكبر نجاح للمنتخب الألماني بعد أن كان قد حصل على لقب بطولة العالم التي أُقيمت في ألمانيا عام 2007. وهذه هي المرة الثانية التي يحرز فيها المنتخب الألماني على بطولة أوروبا بعد 2004.

تسبب انشغال عامل الإشارات في شركة السكك الحديدية الألمانية بهاتفه الجوال في حادث اصطدام قطارين في باد أيبلينغ في ولاية بافاريا في فبراير/شباط الماضي. وقد أسفر الحادث عن وفاة 11 شخصاً وجرح العشرات. ووجهت للجاني تهمة الانتهاك الجسيم للواجبات الوظيفية.

تعد ولاية بادن فورتمبرغ أحد أهم معاقل حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي". وجاءت الانتخابات المحلية في مارس/آذار لتعزز حضور حزب الخضر وقوته، حيث فاز بنسبة 32.5 في المائة، وتراجع الاتحاد المسيحي الديمقراطي، مكتفياً بنسبة 27.5 في المائة. وبذلك أصبح الخضر أكبر قوة سياسية في الولاية الغنية بصناعاتها وشركاتها العملاقة والمتوسطة.

فقد "الحزب الديمقراطي الحر" ثلاثة من أهم قياداته في عام 2016. ففي آذار رحل وزير الخارجية السابق غيدو فيسترفله (1961-2016) على آثر إصابته بسرطان الدم. وبعده بأسبوعين توفي هانز ديتريش غينشر (1927-2016) الذي كان في السبعينات والثمانينات وزير خارجية ألمانيا الغربية. وفي آب/أغسطس رحل فالتر شيل، المولود في عام 1919. تولى شيل عدة مهمات في الدولة من بينها رئاسة ألمانيا بين 1974-1979.

تأسس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في برلين عام 2013 كرد على سياسة إنقاذ اليورو. في العام المنصرم حقق الحزب عدة انتصارات على مستوى الانتخابات المحلية في عدة ولايات ألمانية. استغل الحزب ورقة اللاجئين لاستقطاب المناهضين لسياسة ميركل بهذا الصدد .

في عام 2015 ظهرت إلى العلن فضيحة شركة فولكس فاغن على خلفية التلاعب في معدلات عوادم السيارات. غير أنه في مايو/أيار امتدت الفضيحة لتشمل شركة أوبل وشركات ألمانية أخرى. ولا يقتصر الضرر على دفع مليارت اليورهات كتعويضات، بل أصبحت سمعة صناعة السيارات الألمانية على المحك أيضا.

في 31 مايو/ أيار توفي روبرت نويدك مؤسس منظمة الإغاثة الألمانية "كاب أنامور" عن عمر ناهز 77 عاماً. وأشاد الرئيس الألماني به كأحد "الناشطين المحترمين على مستوى العالم لصالح حقوق الإنسان والإنسانية". ووصفته ميركل بأنه "قدوة حقيقية للمؤازرة الإنسانية الحية". ويطلق على منظمة "كاب أنامور" أيضاً اسم (أطباء ألمان للطوارئ) وتختص بتقديم مساعدات إغاثية للأشخاص الذين يواجهون أزمات وحالات طوارئ مثل اللاجئين.

نجح المنتخب الألماني لكرة القدم في بطولة يورو 2016 في فرنسا في فك "العقدة الإيطالية" والفوز على الإيطاليين في ربع النهائي بضربات الترجيح. غير أن المانشافت أُقصي على يد الديوك الفرنسيين في نصف نهائي البطولة.

وصلت لعبة الواقع والمخصصة للهواتف المحمولة الذكية ولأجهزة التابلت إلى ألمانيا بعد إطلاقها في يوليو. ووصل عدد مرات تحميل اللعبة عشرات الملايين في جميع أنحاء العالم.

خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر تموز/يوليو حدثت ألمانيا هجمات إرهابية واعتداءات أوقعت تسعة قتلى وستة عشر جريحاً في كل من ميونخ وانسباخ وفي قطار بالقرب من فورتسبورغ.

ألقى الإعلامي الألماني الساخر، يان بومرمان، قصيدة هجائية في أردوغان في نهاية آذار/مارس الماضي في برنامجه الساخر على قناة (ZDF). تقدم الرئيس التركي بدعوى قضائية ضد بومرمان، ثم ضد رئيس مجموعة النشر "أكسل شبرينغر". خرجت مطالبات حزبية في ألمانيا بتعديل قانون العقوبات حتى لا يتعرض الإعلامي الشهير للعقوبة بسبب الإساءة لرئيس دولة أخرى. وفي أكتوبر/تشرين الأول قرر الادعاء الألماني وقف التحقيقات.

استقبلت كل من المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، والرئيس، يواخيم غاوك، بصيحات الاستهجان وكلمات نابية في دريسدن، معقل حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام والأجانب، وذلك لدى مشاركتهما احتفالات ذكرى إعادة الوحدة الألمانية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول. وكان خلف هذا الاستقبال اللافت للنظر أنصار اليمين الشعبوي وحزب "البديل من أجل ألمانيا" الرافضين لسياسة ميركل المرحبة باللاجئين.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل