المحتوى الرئيسى

جدّ سبعينى: عاوز مصر جميلة زى الدول الأجنبية | المصري اليوم

01/03 21:53

بميدان التحرير، وبينما تتعلق الأنظار على الإشارات الإلكترونية فى عدها التنازُلى مع اقتراب اللحظة المرتقبة لعبور السيارات، ينشغل «لمعى عبدالمجيد» بأمر آخر، إذ يتبادل أطراف الحديث مع أحد عُمال نظافة الميدان، متسائلاً بنبرةٍ حازمة «بتشرب سجاير؟!»، لتتوافق فراسة سائق التاكسى مع جواب عامل النظافة الذى يُقِر بعادته السلبية، لينخرِط لمعى فى نهيه عن التدخين، موضحًا أضراره للعامل، ومودعًا إياه على وعدٍ باللقاء، «لو جيت المرة الجايّه لقيتك بطّلت، هديلك مُكافأة».

الحديث القصير الذى تبادُله لمعى مع عامل النظافة ليس وليد اللحظة، وإنما يُمثِل استراتيجية ربيب الحياة العسكرية المُتقاعِد فى الحياة، والتى تتركب أركانها من العمل والتعلُم واكتساب المهارات المتواصِل، مع تكليل الحياة بالحفاظ على الصحة وإشاعة البهجة.

بعد سنوات من العمل الجاد والمنضبط فى القوات المُسلحة، وتأسيس منظومة أسرية مُمتدة الأفرع، قوامها 6 أبناء أنهوا تعليمهم وشق كل منهم طريقه فى الحياة، تفرّغ الجد السبعينى لحياة التقاعد، والتى أراد لها أن تكون فصلاً مُثمرًا آخر، لينضم قبل 17 عامًا إلى فرقة سيد درويش الموسيقية، عازفًا للعود والكمان، ومُطربًا فى بعض الأحيان، لتغلِب هوايته الفنية على يومياته العاملة كسائق أجرة، فيُطلع الزبائن على طرف من تراث فنان الشعب أثناء الرحلات مُدندِنًا أغلب الوقت أنشودته المُفضلة «مصر يا أرض العجايب.. شعبك أصيل والخصم عايب»، مُغناة أحيانًا، ومُلقاة شعرًا فى أحيان أخرى.

ورغم أجندته المزدحمة بمواعيد الصالون الثقافى الذى ينظمه لمعى مع كوكبة من الأصدقاء، فضلاً عن هواياته المنزليّة، يستطيع لمعى دائمًا إفساح وقت للأحفاد، حيث يدأب على تلقينهم بعضا من المبادئ الأساسية لهواياته المُسليّة، ومُبارزًا إياهم أحيانًا فى مُباراة شطرنج عابرة للأجيال، ليلتزِم بمكافآت عينيّة للمتفوق دراسيًا، والناجح فى تعلُم هواية جديدة، على حدّ سواء.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل