المحتوى الرئيسى

الجمعيات الخيرية بالسعودية بين التكرار والابتكار

01/03 18:44

كما حصلت الجمعية قبلها على شهادة التميز المؤسسي الأوروبي (أف أي كيو أم) وجائزة المشروعات الرائدة على مستوى مجلس التعاون الخليجي.

جمعية المودة هي إحدى الجمعيات المتخصصة في إصلاح وتمكين الأسرة والسعي إلى تحقيق الاستقرار والأمن الأسري عبر برامج تنموية مستدامة اجتماعياً، وتهدف للمساهمة في الحد من حالات الطلاق.

رئيس مجلس الإدارة فيصل السمنودي يعزو تميز الجمعية وحصدها للجوائز لمساهمتها في تطوير عمليات القياس والابتكار والبحث وضمان مهنية العلاقة مع المستفيدين.

يقول السمنودي للجزيرة نت إن الجمعية "تولي اهتماما قويا بتطوير تنمية الموارد والدعم والثقة".

مشوار الجمعية كان حافلا بالأرقام ومؤشرات القياس التي تثبت فعالية الأداء وتحقق أهدافها.

فمن خلال آخر تقارير الإنجاز للجمعية، زاد عدد المستفيدين العام الماضي عن الذي قبله بنسبة 258%، وأظهرت نتائج تحليل تقديم الخدمات تحقيق نسبة 96% في تقديم خدمات متخصصة يسهل الوصول إليها.

وأسهمت برامج الجمعية العلاجية في تخفيض حالات الطلاق بنسبة 50%، ومقارنةً بعام 2016 ارتفعت نسبة الزيادة في التعلم والنمو إلى 44%.

الجمعية تعمل تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي تشرف على ما يقارب 686 جمعية خيرية، منها أربعون جمعية نسائية و121 مؤسسة خيرية منتشرة في أنحاء المملكة.

وتقوم هذه الجمعيات بتقديم العديد من الخدمات والأنشطة للمستفيدين منها والمساعدات المتنوعة.

وهناك جمعيات متخصصة في الزواج والرعاية الأسرية والتي تقيم دورات التدريب والتأهيل الأسري للمقبلين على الزواج وعموم المجتمع، وإصلاح ذات البين في القضايا الأسرية.

ووفق العاملين بهذا القطاع فإن الأعوام الأخيرة شهدت ازديادا ملحوظا في عدد الجمعيات الخيرية بالسعودية وازداد معها عدد المتطوعين خصوصا الشباب من الجنسين.

د. حميد الشايجي نائب رئيس جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) يصفها بنقلة نوعية من التطور بعد ازدياد الوعي المجتمعي على المستويين الرسمي والشعبي بأهمية العمل الخيري ودوره في التنمية الاجتماعية.

غير أن ناشطين في المجال الخيري يرون أن كثيرا من مؤسسات العمل الخيري في المملكة تواجه عدم وضوح الرؤية والإستراتيجيات واتساع الأهداف فضلا عن تناسخها في ذلك، وهذا بدوره يربك عملها ويشتت جهودها ويستوجب ظهور جمعيات جديدة تغطي مجالات النقص.

وشدد السمنودي على افتقار بعض المؤسسات إلى آليات للتواصل والتعاون الفعلي بينها مما يجعل الاستفادة المتبادلة للخبرات والإمكانات المتاحة قليلة، وهو ما أدى في كثير من الأحيان إلى تكرار الأعمال والبرامج وتشتيت الجهود.

د. الشايجي يشير -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن بعض الجمعيات مازالت تفكر داخل الصندوق فتكرر ما لدى الأخرى دون أن تبتكر.

وهو ما ذهب إليه السمنودي في أن المؤسسات الخيرية تفتقر للأنظمة الإدارية المؤسسية، وحتى تلك التي تمتلك أنظمة إدارية هي بحاجة إلى التطوير ومواكبة التقنيات والتطورات في عالم الإدارة بما يعزز من أدائها ويرقى ببرامجها.

مختصون في علم الاجتماع يفترضون أن تخرج الجمعيات الخيرية من المفهوم القديم المتمثل بالإحسان وتقديم العون للمحتاج إلى الأسلوب الممأسس في معالجة الفقر والعوز كعلل اجتماعية تتعلق بالنظام الاجتماعي برمته وليس قصورا من الأفراد.

د. خالد الرديعان أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود يرى أن الجمعية تتمأسس عندما تديرها كوادر متخصصة تستبعد فكرة "الإحسان" وتركز على "الإنماء الاجتماعي" وأن عمل الجمعية يكمل ما تقوم به الجهات الأخرى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل