المحتوى الرئيسى

نصر الكومى يكتب: غصون الفيوم (1) | الفيومية

01/03 15:25

الرئيسيه » رأي » نصر الكومى يكتب: غصون الفيوم (1)

دائما ما تحكى الروايات والأساطير القديمة أن إقليم الفيوم،  هو المكان الذي حط فيه يوسف “عليه السلام “، وعاش على ضفاف بحيرته أيضاً موسى عليه السلام،  قرابة الألف يوم.

بعيداً عن اسرائيليات الأحداث بإلقاء الضوء على المجد الغابر والتراث التليد والإرث الحضارى والثقافى  ؛ وبمراودة الحس الأثرى،  نجد أن محافظة الفيوم تتميز وتنفرد من بين أقاليم مصر المتعددة  بأنها جمعت بين العديد من المواقع الأثرية من العصور الفرعونية حتى العصري اليونانى والرومانى. ليس ذلك فحسب، بل إن حضارتها بدأت منذ العصور الحجرية قبل التاريخ.

لقد شكلت تلك الفترة مراحل تطور حضارة الإنسان فى العصور السالفة، ووزعت آثارها على كافة أرجاء المحافظة.

وبالعودة إلى حضارة إقليم الفيوم الغابر نجد انه شهد حضارتين متعاقبتين فى العصر الحجري الحديث، كانت الفترة الحضارية الأولى والتى اصطلح تسميتها الفيوم  (أ) ،كانت على مستوى مدرج فوق مستوى سطح البحر بحوالى 180 قدم ؛ ويعنى ذلك أن مستوى سطح البحيرة  آنذاك قرابة 10 أمتار فوق مستوى سطح البحر.

ويحسب لهذه الحضارة أنها علمت الإنسان  القديم  فنون الزراعة والصناعة والصيد،  حيث كانت تمارس حرفة الصيد فى بحيرة قارون وهو مصطلح حديث،  وسبب التسمية هو  أن أمواج البحيرة كانت تحدث على شكل القرون  المتموجة  لذلك أطلق عليها “قارون ” وليس كما يشاع أنها منسوبة إلى قارون الذى كان من قوم موسى عليه السلام.

أطلق على هذه البحيرة أسماء كثيرة أيضا، ففى اللغة المصرية القديمة كانت تسمى(  mr _wr  ) والتى تعنى  “البحر العظيم ” وفى اليونانية عرفت بإسم “موريس “وهو تحريف للإسم السابق.

كانت هذه البحيرة تستخدم كخزان وقت الجفاف، وكانت مليئة بالتماسيح ، ولذلك اتخذ الإقليم شكل التمساح الذى كان المعبود الرسمى للإقليم  وكرسوا له المعابد بينما لا تزال بقاياها موجودة حتى اليوم فى مدينة ماضى  “غرب الفيوم “.

واكتسب إقليم الفيوم شهرة كبيرة فى كل العصور،  حيث أنه كان محل أنظار الرحالة والمؤرخين، وزارها هيرودوت وغيره من الرحالة، وكانوا يطلقون عليها  “P3. Ym” وهى كلمة مصرية قديمة وتعنى  ” اليم  ” وتطورت هذه الكلمة إلى “بيوم  – إفيوم ”  ثم عدلت أيضاً فى اللغة العربية إلى الفيوم،  وهو الاسم الحالى للإقليم ، وفى العصر اليونانى الرومانى اكتسب الإقليم شهرة كبيرة عند أباطرة الرومان، وعرف بإسم “إرسنوى ” نسبة إلى زوجة بطلميوس الثانى.

وزعت آثار هذا الإقليم على العديد من الأماكن الأثرية التى ما زالت تحكى تراث الأجداد وأصبحت خير شاهد على تلك الحضارة العظيمة ، وهى موجودة فى كلا من  “سيلا – أبجيج – اللاهون- هوارة- بيهمو – كوم غراب –  مدينة ماضى – مدينة الفيوم – قصر الصاغة “.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل