نازنين زاغري..من عطلة لزيارة العائلة لحبس انفرادي في إيران

حبس انفرادي.. إقدام على الانتحار.. تصاعد درامي سريع ودوامة شرسة ابتلعت الناشطة البريطانية من أصل إيراني نازنين زاغري.

الشابة التي تعمل في مؤسسة "طومسون رويترز"، لم تكن تظن يوماً أنه سينتهي بها الأمر بالاعتقال في سجون إيران بتهم تتعلق بالأمن القومي، حيث اعتقلها الحرس الثوري الإيراني في 26 من يونيو/ حزيران 2016 عند دخولها البلاد وذلك بتهمة السعي لقلب النظام في إيران على حد تعبيره.. زاغري التي قضت محكمة إيرانية في طهران، في 10 سبتمبر/ أيلول 2016 بسجنها 5 سنوات، أضربت عن الطعام احتجاجاً، وها هي تعلن مساء الإثنين عن توقفها عن الإضراب عن الطعام بعد تدهور حالتها الصحية بشدة، علماً أنها تستعد لخوض جولة جديدة من المحاكمات بعرضها الأربعاء على "الاستئناف" لمتابعة قضيتها. 

قرارا الاعتقال والسجن جاءا بحسب تقارير إيرانية بسبب مشاركة زاغري في احتجاجات عام 2009 أو ما تسمى بــ "الثورة الخضراء" في إيران، بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

وقالت السلطة القضائية بعد اعتقال زاغري إن استخبارات الحرس الثوري في محافظة كرمان، رصدت مجموعة أنشأت مواقع إنترنت وتقوم بنشاطات دعائية ضد أمن البلاد، ومن بينها نازنين زاغري التي أوقفت في مطار خميني الدولي.

تطور قضية نازنين،37 عاما، لاقى أصداء دولية واسعة، بدءا من لجنة الاعتقالات التعسفية التابعة للأمم المتحدة التي قالت في بيان لها أكتوبر/تشرين 2016، إن اعتقال زاغري ينتهك عدة مبادئ دولية خاصة بالحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضافت اللجنة في بيانها: "مع الأخذ في الاعتبار جميع جوانب القضية، على الأخص مخاطر الإصابات الجسدية والنفسية وسلامة بنتها، ترى اللجنة أن الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه القضية هو إطلاق سراح زاغري فورا".

كما حذرت منظمة العفو الدولية في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، السلطات الإيرانية من مغبة إقدام الناشطة والصحفية نازنين زاغري على الانتحار.

وقالت المنظمة في بيان لها نشرته إن "المنظمة تبدي قلقها من وجود احتمال أن تقدم الناشطة البريطانية من أصول إيرانية نازنين زاغري على الانتحار نتيجة تدهور أوضاعها البدنية والعقلية".

وأوضحت المنظمة أن "السجينة السياسية دخلت إضراباً عن الطعام لمدة ستة أيام وتمكنت عائلتها من إقناعها بإنهائه بسبب تدهور صحتها"، مضيفة أن إنهاء إضرابها ربما يدفعها للإقدام على الانتحار بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها داخل السجن".

من جانبه، قال ريتشارد راتيكليف” زوج نازنين زاغري، للمنظمة الدولية “إنها بأوضاع سيئة للغاية، وربما تفكر في الانتحار، وقد أبلغتنا برسالة أوصلتها عبر زميلة لها في السجن”.

 إضراب الناشطة البريطانية عن الطعام جاء بعد 9 أشهر قضتها في الحبس الانفرادي، وهو الإضراب الذي أنهته الإثنين حسب زوجها ريتشارد راتيكليف الذي قال في تصريحات صحافية إن زوجته أنهت إضرابها عن الطعام بعدما تم نقلها من الحبس الانفرادي في سجن "إيفين" شمال العاصمة طهران، لافتا إلى أن محكمة الاستئناف بطهران حددت الأربعاء موعدًا للنظر في الحكم الصادر بحق زوجته.

وكشف راتيكليف أن "محكمة الثورة غيرت القاضي الذي يتولى مسؤولية التحقيق في التهم الموجهة إلى نازنين زاغري"، مضيفًا أن القاضي الذي أوكلت له المهمة يدعى حسن بابائي بدلاً من القاضي السابق أبو القاسم صلواتي.

كانت مؤسسة طومسون رويترز قد أعلنت على لسان رئيستها التنفيذية مونيك فيلا الرئيس، أن نازنين تعمل منذ أربع سنوات كمنسق مشاريع تتعامل مع الطلبات والمنح التدريبية ولا تتعامل مع إيران بأي شكل في محيط عملها.

وأضافت "مؤسسة رويترز ليس لها أي تعامل مع إيران" ولا تخطط لذلك، وقالت فيلا إن نازنين سافرت لإيران لغرض شخصي، كانت في إجازة لزيارة الأسرة مع ابنتها جابرييلا البالغة من العمر سنتين".

ومؤسسة "تومسون رويترز" التي تعمل فيها نازنين، وهي هيئة خيرية مقرها لندن، مستقلة عن شركة تومسون رويترز وعن خدمة رويترز الإخباري.