المحتوى الرئيسى

فى رحاب «عاشقة!» | المصري اليوم

01/03 02:19

لا أملك إلا الحب والقصيدة لإسعاد القلوب.. هكذا تتحدث الكاتبة الرائعة مريم توفيق عن نفسها.. لم تطلبنى أبداً إلا وهى فى حالة حب لمصر، ولم يجمعنا لقاء أبداً إلا وهى فى حالة عشق للوطن.. لا ترى نفسها مسيحية فى مجتمع يرفضها، ولكن ترى نفسها مصرية فى مجتمع تعشقه.. تكتب الشعر فى الأزهر، كما تكتبه فى الكنيسة، وتبكى على رحيل الإمام الأكبر طنطاوى، كما تبكى على رحيل البابا شنودة!

والحب والعشق عند «مريم» ليس كلاماً فى مناسبات الكلام، وليس شعاراً كالذى نرفعه فى الحوادث الكبرى، ولكنه حب و«عشق مختلف جداً».. تحت هذا العنوان صدر لها أحدث كتاب.. فهى باختصار فى حالة عشق دائمة.. تحب مصر كما هى.. بكل ما فيها.. وبرغم حوادث الإرهاب، التى دمرت الكنائس وأحرقتها، وآخرها الكنيسة البطرسية.. تحب مصر بأزهرها وكنيستها.. وتنقشها على كف الليالى!

تخيلوا حين تكتب «مريم» عن ستنا السيدة زينب.. لن تشعر فى لحظة أنها مسيحية.. ولن تشعر فى لحظة أنها مازالت تحتفظ بعقيدتها.. هكذا هى مريم توفيق.. تحكى مواقف فى حياتها.. عايشتها وفرضتها على كل من حولها.. لذلك أكتب عنها اليوم.. إنها طاقة نور وسط الظلام.. وهى بالفعل تشع طاقة إيجابية وسط عتمة قاسية.. كم نحتاج إليها لتعطينا الأمل، وتملأ حياتنا فعلاً بالسعادة والتفاؤل!

وفى كتابها الجديد تحكى ذكرياتها منذ الطفولة إلى الآن.. تغوص بنا فى قرارة نفسها، وتسافر بنا عبر الزمن.. مشاعر جميلة لم يلوثها كلام عن الفتنة الطائفية واضطهاد الأقباط.. وتكتب عن ستنا السيدة زينب، كما تكتب عن ستنا السيدة مريم.. وتبقى فى حالة عشق دائمة هنا وهناك.. فلا هى تتلعثم وهى تتكلم عن السيدة وعشاقها وجمالها وشقيقها وجدها، ولكنها تبقى فى «حالة صوفية نادرة»!

وأتوقف هنا مع «صاحبة العشق المختلف جداً» وهى تخاطب السيدة زينب: «بصحبتك يا زينب نتذوق الشهد وعذب الكلم، حلو الرحيق يا رفاقى مع شمس الوجود وقرة عين المرتضى، فلتحتوينا يا نجمة السماء ومحبوبة المصطفى، سنظل نحلم بالجلوس إلى شقيقة الحسن، هى الحسن والجمال الكريمة كجدها، نرنو إليك يا أم العواجز بحب لا تطويه الحجب».. فهل تملك إلا أن تقول: الله الله؟!

وفى لحظة صدق حقيقية تناجى السيدة زينب، كما تناجى السيدة مريم.. تتعلق بمقامها الشريف.. لا تطلب شيئاً لنفسها، لكنها راحت تدعو للوطن.. هنا إنجيل، هنا قرآن.. قليل من الخبز يكفينا، قطرة من المطر تروينا.. نقتسم كسرة الخبز ونطعم أطفالنا بالحب والرحمة.. تعود الطيور لأعشاشها، وتهرب عناكب الريبة.. تقاوم الموج والصخر من أجل مصر.. ثم تقول: الشمس لا تكف عن «بناء النهار»!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل