سمير عطاالله يكتب: 2016: التونسيان | المصري اليوم
نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط
تحدثت إلى السيدة ميركل، أنجيلا ميركل، مهنئاً بالعام الجديد. تأخرت قليلاً فى الرد على المكالمة، لكننى شرحت لمدير مكتبها أنها مجرد تمنيات وبضع كلمات امتنان بدأت بالتحية لها ولزوجها، وقلت لها إنه يذكرنى بالمستر دنيس ثاتشر، ذلك الزوج المنسى، مع أنها تختلف عن المسز ثاتشر أكثر إنسانية ووداعة وكرماً وقلت لها إننى أحمل توضيحاً ضرورياً من عرب كثيرين: أنيس العامرى لا يمثلنا إطلاقاً، نحن يمثلنا تونسى آخر، هو محمد بوعزيزى، الذى عندما واجه الجوع مع أمه وشقيقته، أحرق نفسه لم يهرب المخدرات ولم يتاجر بها ولم يقرر أن يقتل الناس دهساً بشاحنة سرقها بعد قتل سائقها.
هل لاحظت الشبه، سيدة ميركل؟ تماماً مثل خطف الطائرات فى 11 سبتمبر (أيلول) من أجل قتل الناس بها: أولئك الذين عليها، وأولئك الذين سوف يصادفون فى طريقها جوا أو برا، الأسلوب واحد لكن الفارق مع أنيس العامرى هو سجله العدلى فى تونس وإيطاليا وألمانيا.
أرجوك أن تتفهمى الأمر، أنيس لم يكن تونسياً. هذه الفئة لا جنسية لها مثل بقية الناس، ولا عادات ولا تقاليد الذين اغتصبوا نساء ألمانيا فى احتفالات رأس السنة الماضية لم يكونوا «عرباً». كانوا مجرمين منحلين مغتصبين. وهل تعرفين من كان أسوأ منهم؟ تافه «تويتر» الذى يدافع عن كل منحرفى الأرض، من لاجئى الاغتصاب إلى مفتون النووى كيم جون أون.
أجل يا عزيزتى السيدة أنجيلا هؤلاء أنفس مريضة، فاشلة، وخاملة، ولا تعرف فى حياتها نجاحاً سوى السب. إنهم فى كل مكان وزمان ويحدث الآن فى هذه الموجة الطاعونية، أنهم عرب فى شاحنة مسروقة، أو على «تويتر»، هلوسة، وكره، وفائض حسد لا يعرفه إلا الخاملون والفاشلون.
هل تعتقدين أنهم حقاً عرب أولئك الذين سحقوا أصول الضيافة؟ هل هو عربى الذى طعنك فى صدرك وفى ظهرك بعدما قررت استقبال مليون سورى هائم فى ديار الله؟ هل فى قلبه ذرة إيمان؟ أو الإنسان الذى طاف على السوق الشعبية فى برلين بشاحنة لها 12 إطاراً من كل جانب؟ نحن، عربنا فى ألمانيا.
هم مئات الآلاف القاطنون عندك والعاملون فى ظل القانون، المراعون آدابهم وآدابنا، المستنكرون فى قلوبهم، الاعتداء المجنون فى شاحنة، أو الاغتصاب المجنون فى الساحة العامة، أو الدفاع المجنون عن كل ذلك فى «تغريدة» تشبه نعيق الغربان وتكرار البوم.
Comments