المحتوى الرئيسى

إبراهيم عيسى! | المصري اليوم

01/02 22:22

هل هو ذنب أى إنسان أن يكون عبقريا موهوبا؟ هل هو ذنب أى إنسان أن يكون نشيطا، جادا، قادرا على أن يستثمر كل دقيقة من وقته فى العمل والإنتاج والعزوف عن كل ما هو غير منتج وغير مفيد؟ ذلك هو توصيفى لحالة إبراهيم عيسى الذى شغل توقف برنامجه على قناة «القاهرة والناس» الرأى العام مؤخرا. لم أتصل بإبراهيم لأساله عن سبب إنهاء برنامجه... فهذا النوع من المواهب لا يفرق معهم إطلاقا الانتقال من مكان لآخر، فهو دائما مبدع وقادر على العطاء والإنتاج! وقبل أن أناقش مغادرة إبراهيم عيسى للقناة، يهمنى هنا أن أذكركم بمن هو إبراهيم عيسى، إنه أكبر بكثير من أن يكون صاحب برنامج حوارى ناجح فى التليفزيون، إن إبراهيم عيسى ظاهرة متفردة فى الحياة العامة فى مصر، وهو سوف يكمل فى أواخر هذه السنة اثنين وخمسين عاما من عمره. وهو قد بدأ نشاطه منذ أن كان طالبا بالسنة الأولى لكلية الإعلام- أى عام 1983- ثم تخرج عام 1987. فماذا فعل إبراهيم عيسى فى ثلاثين عاما؟ صحفيا، عمل وهو طالب فى «روزاليوسف»، ولكن رئاسة التحرير الأولى له كانت لجريدة «الدستور» فى عصرها الذهبى، إلى أن أقيل منها فى أكتوبر 2010، وكانت تلك الإقالة إحدى علامات النهاية للنظام الذى أسقطته ثورة 25 يناير. تليفزيونيا، قدم إبراهيم عيسى العديد منها على قنوات مختلفة: فعلى دريم قدم «الفهرس»، و«الله أعلم»، و«على القهوة» الذى تم منعه، فضلا عن عدة برامج دينية على نفس القناة. وعلى شبكة أوربت الفنية، قدم برنامج «فرجة» عن السينما، وعلى «أو تى فى» قدم برنامج «نحن هنا»، فضلا عن برنامج رمضانى آخر، وعلى قناة «أون تى فى» قدم «بلدنا بالمصرى» مع ريم ماجد إلى أن تم منعه! وأيضا البرنامج الدينى «مع الصحابة». وعلى قناة الجزيرة مباشر (زمان!) قدم برنامج «صالون إبراهيم عيسى». وبعد ثورة يناير أنشا قناة التحرير الفضائية ليقدم منها برنامج «فى الميدان»، وعلى قناة «أون تى فى» ومواكبة لانتخابات مجلس النواب قدم برنامجى «السادة المرشحون» و«السادة المرشحون سابقا»... هل هذا كل إنتاجه؟ لا، على الإطلاق! فالرجل قام حتى الآن بوضع عشرين مؤلفا- نعم عشرين مؤلفا- أو يزيد فى التاريخ والسياسة والأدب، أعتقد أن آخرها «مولانا» (التى جاءت فى القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2013)، و«رحلة الدم» الذى يعرض فى 600 صفحة الكثير من المسكوت عنه فى حقبة الخلفاء الراشدين. إبراهيم عيسى إذن موهبة موسوعية لا شك فيها، وآراؤه الجريئة بشأن الأوضاع المعاصرة، سواء بشأن الفكر السلفى أو الأوضاع فى مصر، لا تخفى على أحد. لماذا حجب إبراهيم عيسى؟.. إذا كان بسبب ضغوط «خارجية» فتلك مصيبة، وإذا كان بسبب ضغوط داخلية (مجلس النواب) فالمصيبة أعظم!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل