مخاوف فرنسية من قرصنة روسيا الانتخابات الرئاسية

- محلل فرنسى لـ«الشروق»: روسيا أصبحت تهدد ديمقراطياتنا ومجتمعاتنا.. وباريس تعلن عن «جيش إلكترونى».. وضابط سابق فى المخابرات يحض فرنسا على التحالف مع موسكو

أثارت الاتهامات التى وجهتها واشنطن لموسكو بالوقوف وراء أنشطة القرصنة الإلكترونية للانتخابات الأمريكية التى عقدت نوفمبر الماضى لصالح المرشح الجمهورى دونالد ترامب مخاوف الفرنسيين من التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة أبريل المقبل، لاسيما أن مرشح اليمين الفرنسى فرنسوا فيون لم يخفِ ميله إلى موسكو.

وقال جان سيلفستر مونجرينى، أستاذ العلوم السياسية فى الشئون الروسية بجامعة باريس 8 لـ«الشروق»:«إن تهديد القرصنة الإلكترونية الروسية تصاعد فى ظل صراعها المتعدد الأوجه ضد أوروبا والولايات المتحدة».

وأشار مونجرينى إلي أنه «بعد الضم الروسى غير المشروع لشبه جزيرة القرم والحرب فى أوكرانيا، فإن الحكومات الغربية تواجه مخاطر وتهديدات تتعلق بحدود منظمة حلف شمال الأطلسى «الناتو»، مضيفا أنه فى الوقت الراهن أصبح «التهديد الروسى يشمل أيضا ديمقراطياتنا ومجتمعاتنا وحريتنا»، وأعرب مونجرينى عن أسفه فى أن بعض السياسيين فى أوروبا وأمريكا يصدقون أن بوتين«يسعى فقط إلى تعزيز قوته التفاوضية، وأنه لايزال شريكا للغرب».

وتابع مونجرينى أن ما تقوم به روسيا له أبعاد انتقامية وجزء من المشروع الجيوسياسى لبوتين، بسبب هزيمة الاتحاد السوفيتى فى الحرب الباردة وتفكيكه.

من جانبه، أكد الباحث فى المعهد الفرنسى للعلاقات الدولية، جوليان نوسيتى لـ«الشروق» أن«الأوروبيين والأمريكيين قد تجاهلوا تقدم موسكو فى مجال حرب المعلومات»، مضيفا أن «الكرملين أصبح قادرا تماما على التأثير على الرأى العام الغربى وشل عملية صنع القرار لأى رأى مخالف».

وذكرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية فى تقرير لها أن وزير الدفاع الفرنسى، جون إيف لودريان أعلن عن إصلاحات فى القوات المسلحة الفرنسية بإنشاء فرق معلوماتية لمكافحة القرصنة الإلكترونية والتى يطلق عليها اسم «الجيش الرابع» (بعد البرية والبحرية والجوية).