المحتوى الرئيسى

مفكرون: الثقافة العربية مُهَلهَلة وبعيدة عن الواقع

01/02 15:38

يمر الوطن العربي في الوقت الراهن بالعديد من الورطات التي تبحث عن مُنقذ لها، لتكون السياسة والثقافة محط الأنظار في رحلة البحث عن الحلول،يعوّل البعض الأمر على السياسيين، في حين يرى آخرون أن المثقفين هم من عليهم العبء الأكبر، لما لهم من أهمية في تقوّيم الاعوجاج، وخلق سُلوك راقٍ ومُتميز، لخدمة الوطن.

وهناك العديد من الأسئلة التي تفرض نفسها على الوضع في الوقت الحالي، ومنها هل الثقافة مُستغلة بالشكل الأمثل في مواجهة أزمات الوطن العربي؟، وكيف تحولت الثقافة لعائق بدلًا من دورها دافع لرقي الوطن العربي؟، وما هي طبيعة علاقة المثقف بالسلطة؟، وهو ما نرصده في هذا التقرير من خلال آراء بعض المثقفين المصريين.

وصف الباحث والمؤلف محفوظ عبد الرحمن وضع الثقافة العربية في الوقت الحالي بأنها مُهَلهَلة وضعيفة وتعاني من الانقسام وبعيدة عن الواقع، ويحتاج الوضع الراهن إلى ثقافة ذات أرضية صحيحة وسليمة برؤية وقواعد واضحة وهو ما تفقده الثقافة العربية.

وعن علاقة المثقف العربي بالسلطة، قال محفوظ في تصريح خاص لـ"مصر العربية" إنها علاقة جدلية منذ منذ قيام فكرة السلطة، فدائمًا تُطرح أسئلة من نوعية هل تستقل الثقافة عن السلطة؟ هل تكون عدوتها أم صاحبتها؟.

واستنكر محفوظ هذا الوضع مشيرًا إلى أنه فكرة أن تعمل السلطة على خلق مكانة حقيقة للمثقف فهذا حلم لن يتحقق، وأن هناك تهميش لدور المثقف منذ بدأ التاريخ، سواء كان الحاكم جيد أو حاكم متسلط.

وتساءل الكاتب نبيل فاروق عن الحالة الراهنة لثقافتنا العربية وعن نوع الثقافة المطلوبة في الوقت الحالي لدعم الوطن في أزماته الراهنة، ومن هم الأشخاص المنوط بهم نصرة الثقافة هل هم الأدباء أم السياسيين أم الحكومة؟.

وندد فاروق في تصريح خاص لـ"مصر العربية" ما يحيط الحريات الثقافية في مصر مثل حبس إسلام البحيري وفاطمة ناعوت، مشيرًا إلى أن الحرية هي أولى درجات الارتقاء الثقافي وهو ما نفتقده في الوطن العربي.

وأشار فاروق إلى أن علاقة المثقف بالسلطة دائمًا ما تشهد حالات من الشد والجذب، وخاصة أن الحكومات العربية حكومات غير مثقفة، ﻷنها تنبع من شعب غير مثقف، في الوقت الذي يكون فيه المثقف أكثر شخص يرى الخلل الموجود في السلطات.

وأوضح فاروق أن ما تحتاجه هذه الثقافة لكي تُعيد تغيير المُجتمعات العربية هي أن تتسلل في نفوس الشعوب، وذلك بعودة الرابط بين الفن والثقافة، ﻷن الشعب البسيط يستقبل أفكاره بشكل أسهل عن طريق السينما والأغاني، التي تعاني من هبوط في الذوق العام في الوقت الحالي، وتنتشر فيها أعمال البلطجة والأغاني الشعبية.

وقال شريف الجيار، أستاذ مساعد النقد والأدب المقارن إن العالم العربي الآن يمر بفترة استثنائية في تاريخه، حيث يشهد توجهات ظلامية تحاول أن تعبث بأمنه واستقراره وتدفعه نحو الانقسام، وهو ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة في منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل هذا الاحتياج الشديد إلى خطاب ثقافي تنويري في كل بلدننا العربية.

وتابع الجيار في تصريح خاص ل"مصر العربية" أنه هذا الخطاب أهميته تكمن في أن يصل إلى كل الشرائح، ﻻ سيما الشباب والفئات التي تعاني من الأمية، حتى ﻻ يصبحوا فريسة للاستقطاب ويحولون إلى قنابل موقوتة تهدد استقرار وطننا العربي.

وطالب الجيار من المسؤولين عن الثقافة والشباب والتعليم والأوقاف في مصر والوطن العربي أن يكثفوا من حوارتهم المفتوحة والمباشرة مع الشباب في الجامعات العربية والمدارس حتى يقف الشباب الذين يمثلون عماد هذه الأمة على حقائق الأمور فيعرفون المعلومات الحقيقة من المثقفين، بدلًا من أن يُستقطبوا من اتجاهات خطيرة.

ووشدد على ضرورة أن يساهم الإعلام العربي بشكل فعال في تشكيل وعي ثقافي وسياسي وإنساني معتدل لشعوبنا العربية خاصة للشباب، وخاصة أن الثقافة تمر بمنعطف خطير وتحتاج إلى إفاقة.

وأضاف أن الظروف الحالية رغم صعوبتها إلا أنها تعطي للمثقف الفرصة كي يشارك في تشكيل رؤية للثقافة العربية، نستطيع أن نبني عليها مستقبل هذا الوطن، فينبغي على المثقف أن يكون جزء أساسي وإيجابي في وضع آليات فكرية وثقافية للمستقبل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل