المحتوى الرئيسى

د.هادي حسان يكتب: لكي نكبح جماح الإعلام | الفيومية

01/02 14:10

الرئيسيه » رأي » د.هادي حسان يكتب: لكي نكبح جماح الإعلام

فكرة أسعدتنا جميعا وأثنيت عليها أنا شخصيا معتزا وشاكرا لطرحها بواسطة نخبة من أبناء  مركز سنورس، كانوا قد وافقوا عليها في اجتماعهم في نهاية عام 2016 ،  خلال حفل  لتكريم عدد من الإعلامين والتنفيذيين والقادة الطبيعيين الذين رأت جريدة “الصباح اليوم” صاحبة التكريم أنهم متميزون في آدائهم هذا العام.

كانت الفكرة تدور حول تشكيل لجنة من المجتمعين تمثل قطاعات المجتمع المختلفة، وتساهم في وضع  مقترحات لموضوعات تتناولها أجهزة الإعلام المحلي تراها اللجنة أنها تخدم قضايا التنمية في الفيوم ، وتم تسميتها باللجنة المجتمعية للإعلام الاقليمي بالفيوم.

هذه الفكرة أعادتني بالذاكرة إلي عام 1998، حين دونت توصياتي في رسالتي للدكتوراه  حول دور الراديو في شمال الصعيد في نشر الوعي الريفي، وكانت هناك توصية بضرورة إنشاء مجلس اقليمي للإعلام يضم قادة من المجتمع لتخطيط الخدمات ووضع الأولويات للمضمون الإعلامي ، وها أنا أري أنه حان الحين لتطبيق هذه التوصية وقد تعددت وسائل الإعلام من مقروء ومسموع ومرئي والكتروني، وزادت مساحات التعرض للوسائل الإعلامية وتطرقت هذه الوسائل لمضامين متنوعة وكثيرة لملئ المساحة الإعلامية.

لاقت الفكرة قبول الحاضرين من نواب البرلمان، وبعض القيادات التنفيذية والقادة الطبيعين والاعلاميين أنفسهم ، وأكد الحضور علي أن الإعلام له تأثيره في كل شئ ولابد أن تكون رسالته واضحة وهادفة ومفيدة في التنمية وبالتحديد الإعلام المحلي ، كما أكدوا علي ضرورة أن يكون هذا الإعلام الغارق  في المحلية حائط صد ضد التلاعب في المضمون الإعلامي من الإعلام القومي ، ليس بوصفه إعلاما ناقلا للخبر فقط بل يكون إعلاما صانعا لهذا الخبر أيضا .

وأري أن فكرة هذه اللجنة هي فكرة وطنية متحضرة ليست بعيدة عن  شعب الفيوم، الذي يعيش بين تصنيفين ترتبط فيهما عائلات الفيوم أشد الأرتباط ما بين العرب والفلاحين ، فكرة تدل علي توحد الهدف وحب البلد والدفاع عنها ضد الشائعات المغرضة غير الصحيحة ، ففي الفترة الأخيرة من عام 2016 ، ساهمت وسائل الإعلام غير المسئولة في تأجيج نار عادات وتقاليد أندثرت مع انتشار التكنولوجيا لدرجة نسيان الجيل الجديد لها تماما مثل ظاهرة التجريس في القري الفيومية، وأيضا ظاهرة الثأر بين العائلات ، ففي سبيل الحصول علي السبق الصحفي والإعلامي نشرت أجهزة الإعلام بالصوت والصورة والفيديو الرجال وهم يلبسون قمصان النوم  الحمراء، أثناء تجريسهم في القرية أمام الناس بصورة جاهلة متخلفة، ورأينا كيف انتشرهذا الفعل في قري عديدة بفضل الإعلام العشوائي غير المسئول، ورأينا أيضا زيادة في أعداد قضايا الثأر بين العائلات نتيجة النشر الإعلامي بصورة محرضة غير مسئولة.

واقعة وحيدة أعتقد أنها ساهمت في الإسراع بإنشاء هذه اللجنة الهامة، وتعظيم دور الإعلام المحلي  هي تعرض  الفيوم لهجمة إعلامية شرسة من أجهزة إعلام قومية تتهم الفيوم أنها مأوي للإرهاب، مما دفع إعلامي الفيوم لنفي هذه التهمة التي تتعارض تماما مع سلوكيات أبناء وعائلات هذه المحافظة من خلال وسائلهم المختلفة.

وبعد … تعد فكرة اللجنة المجتمعية للإعلام التي صممها أبناء سنورس، هي قراءة واقعية لدور الإعلام المساند لعملية التنمية والمقاوم للشائعات والحامل لمشاعل التنوير ضد العادات والتقاليد التي عفي عليها الزمان ، ويجب علينا جميعا أن نكون مساندين وداعمين لها حتي نكبح جماح  الإعلام عديم المهنية وغير المسئول .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل