المحتوى الرئيسى

البطون الخاوية تواجه «غول الأسعار»

01/02 12:40

صرخات المواطنين ارتفعت إلى عنان السماء تشكو إلى ربها من تعنت حكومة الدكتور شريف إسماعيل التى تحولت إلى حكومة «جباية»، لا هم لها إلا تحصيل المزيد من الأموال عبر المزيد من البنود التى ما أنزل الله بها من سلطان.

طال الغلاء كل شىء جميع السلع الأساسية والرفاهية، امتد من رغيف الخبز مروراً بالدواء الذى اختفى نصفه وتضاعف الآخر بصورة أعيت المرضى عن العلاج ووصل لكل شىء على وجه العموم، وبات للسلعة الواحدة خلال اليوم أكثر من سعر بل تباينت الأسعار من مكان لآخر فى ظل غياب الرقابة وجشع البعض من أولئك الذين يطلق عليهم «تجار الأزمات».

القرارات الحكومية المتوالية ضربة قاضية للغالبية العظمى من أبناء الشعب «الفقراء» التى لم تعد للجنيهات القليلة أية قيمة فى مواجهة «غول الأسعار» الذى التهم أبسط مقومات الحياة لسلع بسيطة تصلب ظهورهم وتبقى على حياتهم.

ولم يبق أمامهم سوى تفويض أمرهم فى الحكومة إلى الله، والاستغاثة بالسيد الرئيس ليكون لهم سنداً فى مواجهة اللامبالاة الحكومية والتصاعد المستمر فى الأسعار رحمة بهم وبأسرهم.

«الوفد» قامت بجولة فى القاهرة الكبرى لرصد معاناة الأهالى:

قالت شيماء: أنا طالبة جامعية أعمل فى محل ملابس من أجل مساعدة أسرتى المكونة من 8 أفراد، ووالدى مصاب بفشل كلوى، وأمى مصابة بسرطان فى الرئة واستئصال حالب.

وأضافت: تعبت من كثرة الأعباء وأفكر فى ترك الجامعة حتى أعمل فى مكان آخر إضافى، فى ظل الارتفاعات المتوالية للأسعار بصورة فاقت قدرات الجميع، حتى أصبحنا نتناول فى اليوم وجبة واحدة فقط.

وتساءلت: ممكن أعرف الحكومة عايزة إيه أكتر من تجويع الشعب؟

وفى أحد شوارع قاهرة المعز التقينا الحاجة أم محمد التى قالت: وحياة حبيبك النبى أنا ما عايزه حاجة من الدنيا غير أن الناس متنمش جعانة.

وأشارت إلى أن الناس فى كفاح مستمر من أجل توفير إيجار السكن ومصروفات المدارس والدروس الخصوصية التى ارتفعت بصورة مبالغ فيها.

وأضافت: أنا خلاص كبرت وهموت قريب، ونفسى أموت مرتاحة وأسدد كل ديونى للأقارب والجيران، فقد استدنت من الجميع حتى أستطيع أن أوفر الطعام لأولادى فى ظل موجات الغلاء، خصوصاً فى المواد الغذائية والأساسية، فنحن لا مورد لنا سوى الـ 400 جنيه مرتب ابنتى الوحيدة التى تعبت حتى أكملت تعليمها، لكن هذا المبلغ هيعمل لنا إيه؟

تصمت قليلاً وتتنهد كثيراً وتختتم حديثها قائلة: أنا راضية بالمقسوم، لكن الفقراء كتير قوى قوى فى البلد.

وتمسك بيدى: «أستحلفك بالله يا بنتى توصلى كلامى للرئيس».

وداخل إحدى محطات مترو الأنفاق أعرب العشرات من السيدات عن استيائهن من ارتفاع أسعار السلع الأساسية الذى وصل لحد الجنون -حسب كلامهن- ده إحنا شوية وهنشحت علشان نأكل عيالنا.. إحنا خلاص زهقنا كل واحدة فينا عندها التزامات كثيرة والزوج هيعمل إيه.. هيقطع نفسه.. ولا يروح يبيع نفسه.

وتداخلت أصوات كثيرة من باعة جائلين ومتسولين: الحكومة تطاردنا رفعت أسعار كل حاجة هى عايزة مننا إيه.. دى لا بترحم ولا بتخلى رحمة ربنا تنزل، إحنا بنبيع فى المترو علشان معندناش مكان تانى، إحنا عايزين ناكل عيش، سيبونا فى حالنا، حرام عليكم.

وامتدت جولتنا فى أحياء القاهرة المختلفة، وتحدثنا مع العشرات من الفقراء المغلوبين على أمرهم الذين أكدوا تضررهم ورفضهم التام موجة الغلاء الجنونى التى طالت كل شىء فى مناحى الحياة، بدءاً من أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والأدوية والخدمات والمواصلات.

متسائلين: هل الحكومة تريد ثورة جياع؟

وقال الحاج صلاح: البلد تمر بحالة صعبة جداً والاقتصاد سيئ لدرجة كبيرة، وحمداً لله أننى سترت أولادى وزوجتهم.

وأضاف: آكل فول وعايش على اللى بيرزقنى بيه ربنا من بيع المناديل، وأتمنى أن تراعى الحكومة الفقير، وأن ينزل المسئولون بأنفسهم وسط الناس الغلابة حتى يشعروا بهم قبل إصدارهم قرارات رفع الأسعار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل