المحتوى الرئيسى

«القيصر» يودع 2016 مختالاً بانتصاراته | المصري اليوم

01/02 00:36

يحق لماريا وكاترينا الافتخار بوالدهما الذي بات يحتل أغلفة المجلات، ومقدمة نشرات الأخبار باعتباره أقوى رجل في العالم، رغم أن عضلاته أقل كثيرا من أي لاعب عادى في عالم كمال الأجسام. إنه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، رجل الاستخبارات السابق الذي يجمع كافة المحللين على أنه الأقوى في العالم، واختارته مجلة «فوربس» الأمريكية كأقوى رجل في العالم في 2016، للسنة الرابعة على التوالى.

وكان 2016 عام بوتين باقتدار، لأنه أعاد إلى الذاكرة العالمية نفوذ الاتحاد السوفيتى السابق، وأجواء الحرب الباردة، وهو العام الذي سقط فيه كل خصومه أو تزايدت مشاكلهم، فسقط الرئيس الأمريكى باراك أوباما بخسارة حزبه الديمقراطى انتخابات الرئاسة، وجاء الملياردير دونالد ترامب، المعجب بالرئيس الروسى، وذلك رغم النكسات التي شهدتها موسكو باغتيال سفيرها في أنقرة، وقتل 92 شخصا في سقوط طائرة عسكرية وتصاعد أزمة اتهامات إدارة أوباما لبوتين نفسه بقرصنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وطردها 35 دبلوماسيا روسيا، واعتبر بوتين السبت رسالته لمواطنيه، أن عام 2016 كان «صعبا»، دعا الروس إلى الإيمان ببلادهم والبقاء موحدين.

ويجد الاتحاد الأوروبى صعوبة كبيرة في التماسك والحفاظ على وجوده في مواجهة الجماعات اليمينية والشعبوية التي صعدت في أغلب دول أوروبا، والتى تميل إلى مواقف ترامب وبوتين، وسقط رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، الذي استقال بمجرد تصويت البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبى. وتراجع الرئيس فرانسوا هولاند عن خوض الانتخابات المقبلة، كأول رئيس فرنسى لا يحظى بفترة رئاسة ثانية منذ 1958، وترجح التوقعات فوز المرشح اليمينى فرانسوا فيون الذي أعلن أنه سيعزز علاقات بلاده مع روسيا. وحتى مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل باتت تحاصرها المشاكل الداخلية، حيث ضرب الإرهاب بلادها، وتزعزعت مكانة حزبها قبل انتخابات أكتوبر 2017.

وتعرض الاتحاد الأوروبى لضربة قوية على خلفية فوز إيجور دودون، رئيس حزب الاشتراكيين، المعروف بسياساته الموالية لروسيا، في الانتخابات الرئاسية في مولدوفا، والذى أقدم على إنزال علم الاتحاد الأوروبى من فوق مبنى رئاسة الجمهورية، في مؤشر على انكسار شوكة بروكسل مقابل زيادة تأثير موسكو.

وبينما حاولت الولايات المتحدة وأوروبا عزل روسيا ومحاصرتها بالعقوبات، نجح بوتين في إبرام واحدة من أكبر صفقات العام في صناعة الطاقة العالمية، وباع خلالها اسهما بـ11 مليار دولار من شركة النفط روسنفت إلى صندوق الاستثمارات السيادية القطرية. إيلينا سوفونينا، المحللة في معهد أبحاث استراتيجى يقدم استشاراته للكرملين، قالت لوكالة «بلومبرج» الإخبارية إن الصفقة مع قطر قد تساعد بوتين في تعزيز مكانة روسيا بالشرق الأوسط، لافتة إلى أن الصفقة تمت بين روسيا التي تدعم سوريا ورئيسها بشار الأسد، مع قطر التي تدعم الميليشيات الإرهابية وسعت لإسقاط الأسد.

وإذا كانت العقوبات على روسيا عقب ضم القرم وأزمة أوكرانيا لها تأثيرها، فإن انخفاض أسعار النفط أدخل الاقتصاد الروسى في أزمة ركود صعبة، ترتب عليها عجز في الموازنة، ومؤخرا قاد بوتين خفض إنتاج النفط، بالاتفاق مع منظمة «أوبك» لرفع أسعاره مجددا.

ولا شك أن الانتصار في حلب كان خاتمة جيدة للرئيس الروسى الذي يعلم الجميع أنه لن يفرط في سوريا، والذى على إثره خاضت موسكو مفاوضات إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا بنهاية 2016 مع تركيا، لتثبت أنها الفاعل الأول والمحرك الرئيسى للأحداث في سوريا، مع مواصلته تعزيز مكانة روسيا عسكريا ببناء ميناء وقاعدة بحرية في طرطوس.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل