المحتوى الرئيسى

العالم في ثورة تغيير | المصري اليوم

01/02 00:36

استقبل العالم، عام 2017، بآمال معلقة على إحلال السلام، وإنهاء الحروب الدموية والصراعات والهجمات الإرهابية، التي احتدمت في 2016، والذى كان مليئا بالمفاجآت والزلازل السياسية المفاجئة، بدءا من تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبى، إلى فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وانتشار الإرهاب وتزايد مخاطره، مع بدء العد التنازلى لهزيمة «داعش» في العام الجديد، بالإصرار على استئصاله من معاقله في العراق وسوريا بعد تحرير سرت، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، وتقارب رؤيتى ترامب ونظيره الروسى، فلاديمير بوتين في مواجهة «داعش» والتنظيمات الإرهابية.

وتخوض عدة دول أوروبية انتخابات تاريخية تحدد مصيرها بدءا من فرنسا وألمانيا، على أمل محاصرة التيارات اليمينية المتطرفة والشعبوية في القارة العجوز، التي استغلت الإرهاب وأزمة اللاجئين لتعزيز خطابها، مع انطلاق إجراءات طلاق بريطانيا من أوروبا في العام الجديد، وسط مساع روسية لإحياء النفوذ السوفيتى السابق، فيما يترقب الشرق الأوسط بصراعاته وحروبه وجمود عملية السلام، وصول ترامب للبيت الأبيض، لتحديد آلية تعامله مع أزمات المنطقة والتحديات الدولية، بينما يتأهب الخليج لعام من التقشف والتحديات الإقليمية والداخلية، وسط توقعات بعلاقات متباينة مع ترامب، فيما يتعلق بالأمن والاتفاق النووى الإيرانى، لتتواصل ثورة التغيرات المفاجئة في العالم بشكل غير مسبوق.

يواجه الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، الذي خلف فوزه المفاجئ وغير المتوقع زلزالا سياسيا في الولايات المتحدة والعالم أجمع، عدة تحديات خارجية وداخلية، بمجرد تسلمه مهامه في 20 يناير الجارى، في ظل قيود مؤسسية تفرض عليه عدم تجاوز حدود الاختصاصات الدستورية، والالتزام بالفصل بين السلطات، بما يعوق قدرته على حسم عدد كبير من تلك التحديات، وبخاصة تركة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الثقيلة في الشرق الأوسط والعالم.

وفيما يخص التحديات الخارجية، يتمثل أولها في اختلال موازين وهيكل التحالفات وتراجع الثقة في واشنطن كحليف يمكن الاعتماد عليه، وصعود دور القوى الإقليمية في التصدى للتهديدات، إذ تمددت الصين وروسيا عالميًا نتيجة التراجع الأمريكى، ورفض الولايات المتحدة التدخل التقليدى عسكريا، نتيجة سياسة إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، الذي اتبع مبادئ التشارك في التكلفة والقيادة من الخلف، والإحجام عن التدخل العسكرى.المزيد

من أكبر أحداث عام 2016 في أوروبا والعالم، كان تصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبى «بريكست»، الخطوة التي تركت العالم في حالة ارتباك وترقب لمستقبل أكبر الكيانات السياسية والاقتصادية العالمية، ومع مغادرة بريطانيا، تخسر أوروبا أكبر قوة عسكرية في القارة، وإحدى قواها النووية التي تملك حق الفيتو بمجلس الأمن، وثانى أكبر اقتصاد بأوروبا، وتقود رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، تريزا ماى، تنفيذ خطة الانفصال في 2017، وقد تستمر عامين.المزيد

تتجه أنظار العالم إلى فرنسا عام 2017، التي ستحدد مصيرها من خلال انتخاب رئيسها الجديد في إبريل المقبل، وتشير التوقعات إلى أنه سيكون من تيار اليمين، بعد العمليات الإرهابية التي طالت البلاد وآخرها نيس والتى خلفت عشرات القتلى، وذبح كاهن شمال باريس، بجانب الأزمات الاقتصادية التي قصمت ظهر اليسار، بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند.

وردا على الهجمات الإرهابية خلال العامين الماضيين، صعد اليمين، واليمين المتطرف، وتراجع اليسار الفرنسى، بجانب فشل النخب السياسية والاقتصادية اليسارية في توفير الأمن والاستقرار، وفقًا للرئيس الفرنسى السابق، نيكولا ساركوزى.المزيد

يترقب العالم في 2017 الانتخابات التي ستشهدها العديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وهولندا لأنها قد تسفر عن استكمال اليمين المتطرف لنجاحاته في 2016، بعد تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبى، والذى أسفر عن الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون، وبعد رفض التعديلات الدستورية التي عرضتها حكومة ماتيو رينزى الإيطالية، والتى أدت إلى استقالته، وتتجه الأنظار حاليا إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قد تصبح الضحية المقبلة لإعصار اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية التي تغزو العالم.

ويتسم خطاب اليمين المتطرف بالنفور من النظام الديمقراطى التقليدى ونخبه، ويرفض الالتزام بالمؤسسات الرسمية، وهو ما يتجلى في حرصه على الانتقاص من شرعية النظم القائمة، كما يهاجم «الحرية المفرطة وضعف هيبة الدولة».المزيد

رغم أن تنظيم «داعش» رفع شعار «باقية وتتمدد» على خلافته المزعومة التي يتخذ من مدينة الرقة السورية عاصمة له، إلا أنه تلقى خلال 2016 العديد من الهزائم في معاقله في الدول التي استولى على أراض بها مستغلا غياب الدولة، نتيجة للخلافات السياسية أو ضعف القوات الأمنية، لكن مع تركز الحرب لاستئصاله من سوريا والعراق بعد تحرير سرت، ينذر بقرب هزيمته على الأرض وإن كانت أفكاره ستستمر، وهجماته تتواصل وتنتشر في أنحاء العالم.

ووفقا لتقرير منظمة مراقبة الصراع «آى. إتش. إس»، فقد التنظيم نحو 16 % من الأراضى التي سيطر عليها في بداية 2016، وفقد عموما أكثر من ربع الأراضى التي سيطر عليها في يناير 2015، وكان «داعش» لفت أنظار العالم 2014 عندما سيطر على الموصل وطرد الجيش العراقى منطلقا في مدن أخرى، وتمدد في سوريا مهددا بالقضاء على الأقليات العرقية والدينية، وكان نحو 10 ملايين نسمة يعيشون في الأراضى التي سيطر عليها التنظيم، وتشير دراسات منظمة مراقبة الصراع إلى أن هذا العدد تقلص إلى 6 ملايين نسمة.المزيد

تأمل دول الخليج العربى أن يكون عام 2017 أفضل حالا من 2016، الذي شهد أزمات اقتصادية غير معتادة فيها، وأجبر الخليجيين على إجراءات تقشف أثارت تذمر الكثير من المواطنين، ولمواجهة تلك الأزمات والتحديات، سعت القمة الخليجية الأخيرة في المنامة إلى إقرار إجراءات لتسريع التكامل الاقتصادى والجمركى والعملة الخليجية الموحدة. وكان هبوط أسعار النفط السبب الرئيسى لتقشف الخليج، وفاقم الأزمة دخول الاقتصاد العالمى حالة من الركود، لكن الوضع تفاقم بسبب الحروب التي تشهدها المنطقة، وتورطت فيها دول الخليج، وعلى رأسها حرب اليمن والحرب السورية، بكل ما تعنيه من خسائر يومية ونزيف اقتصادى مستمر.

وتوقع تقرير اقتصادى لمجموعة «كامكو» للاستثمار أن يبلغ عجز الموازنة لدول مجلس التعاون الخليجى ذروته في 2016، لانخفاض الإيرادات العامة بفعل تراجع أسعار النفط، ورجحت أن يتجاوز عجز موازنات دول مجلس التعاون الخليجى أكثر من 153 مليار دولار بنهاية 2016، مقابل 119 مليار دولار في 2015.المزيد

على الرغم من تزايد أعداد النساء في السلطة للعب أدوار سياسية بارزة

أكثر من أي وقت، وظهور نساء جديدة على رأس السلطة وأبرزهن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، تيريزا ماى، وإعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ترشحها لولاية رابعة على التوالى في انتخابات 2017، إلا أن النساء في الحكم، لا يزلن أقلية تخوض معارك في عالم يطغى عليه الرجال، خاصة بعد خسارة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلارى كلينتون، والمرشحات لخوض السباق على رأس الأمم المتحدة، بما يعنى أن النساء واجهن في 2016 انتكاسة سياسية، ومنهن الرئيسة البرازيلية المعزولة ديلما روسيف والرئيس الكورية الجنوبية بارك جيون هي، وتم عزلهما على خلفية التورط في فضائح فساد.

فمع تحقيق الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب المفاجأة دوليا ومحليا، خسرت هيلارى الرهان لتصبح أول سيدة تصل إلى الحكم في أقوى دولة، كما خسرت المرشحات لخلافة الأمين العام المنتهية ولايته للأمم المتحدة بان كى مون، ومنهن رئيسة وزراء نيوزلندا السابقة هيلين كلارك، ووزيرة الخارجية الكرواتية السابقة فيسنا بوستش، ورئيسة وزراء مولدوفا السابقة، ناتاليا جيرمان، ومديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»، إيرينا بوكوفا.المزيد

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل