المحتوى الرئيسى

مذكرات زوجة "1"

01/01 23:55

ولأن الرجل الشرقي يعتبر الهدايا الرومانسية ليست سوى مراهقة عاطفية، فإن علاقته بالدباديب والورد والشوكولاتة تنقطع بتوقيعه على عقد المأذون.

كنا في حجرة نومنا، وكان زوجي يغيّر ملابسه بعد أن عاد من العمل، وكنت أساعده في تعليق ملابسه في الخزانة وإحضار ملابس مناسبة للبيت، وإذا به يقول:

- فاكرة أول مطعم أكلنا فيه مع بعض؟

فاجأتني الجملة فتسمّرت في مكاني، وهاجمتني مشاعر كثيرة رائعة منسيّة، فاحتضنت القميص الذي بيدي، ونظرت إلى السقف على غرار أفلام الكارتون، وارتسمت فوق رأسي بالونة، فيها شاب وفتاة مثل القمر، والحب "بيفُطّ" من المشهد، بينما أحاطت ورود وعصافير ملونة بالبالونة، وامتلأ جو الحجرة بصوت زقزقة العصافير ورائحة الورد.

تنهّدت وأجبْته بصوتٍ ساهمٍ آتٍ من عالم الماضي، يركب حصاناً أبيض:

وهنا، انفجرت البالونة التي فوق رأسي، وصرخت العصافير فزعة، وهي تطير بعيداً.

أكمل الجملة بشكل عادي غير آبهٍ للجريمة التي ارتكبها للتو:

- هدموا العمارة كلها وطلعوا بواحدة جديدة.

لكنني لم أستسلم، وفي محاولة يائسة للتشبّث بالمشهد الرومانسي الذي استدعاه ونسفه في ثوانٍ معدودة، قلت:

- حبيبي، عيد جوازنا بعد 3 أيام.

ردَّ من تحت ضرسه وعلى شفتيه ابتسامة صفراء أعرفها جيداً:

- إيه رأيك نعمل مخطوبين الـ3 أيام دول، ونستعيد كل ذكريات الخطوبة، ويا رب يجعل حلاوة سلام أول لقا في إيدينا وكدهون؟

سمعت برطمة بينما كان يدير ظهره لي..

- إنتَ بتقول حاجة يا حبيبي؟

قال: لا يا حبيبتي، بس كنت باستوعب الفكرة، بصي هي فكرة هايلة، إنتي بقى تروحي تنامي في أوضة البنات الـ3 أيام دول، خصوصاً إني تعبان ومشغول ومحتاج السرير لوحدي.

أحسَّ بنذير الخطر فابتسم متراجعاً:

- طبعاً باهزر يا حبيبتي، إنتي م الآخر عايزة إيه بالظبط عشان أنا جاي مجهَد وتعبان.

قلت: إحنا بقالنا عشرين سنة متجوزين، عمرك ما عملتها وجبت لي هدية، أنا عايزة دبدوب.

- نهار إسود، الولية اتهبلت!

أجاب بيأس الغريق الذي يتعلق بقشة:

- ما هو يا حبيبتي لما أدخل على العيال ومعايا دبدوب في إيدي، تفتكري هايقولوا إيه على أبوهم؟! طب بلاش دي، أدخل محل دباديب إزاي وأنا راجل وقور كده ومحترم وداخل اشتري دبدوب أحمر! طب السواق بتاعي هايقول عليا إيه وأنا باركب العربية بالدبدوب؟! أنا شخصياً عايز أجيبلك، بس إلى بتطلبيه ده ضد كل قوانين الطبيعة.

قالها ضاحكاً بسخرية ملأتني غيظاً، ورفعت عندي ضوء الخطر للحد الحرج. وفي محاولة يائسة منه للخروج من المأزق، قال:

- بصي يا حبيبتي.. أنا هاجيبلك حاجة دهب تتفشخري بيها قدام أمك وأختك وأصحابك وكل سنة وإنت طيبة ويجعل بيوت المحسنين عمار.

أُسقط في يدي، وشعرت بإحباط السنين، لكن المصيبة لم تقف عند هذا الحد، فقد قرر الانتقام مني.

أمي وأختي وزوجها وأولادها كانوا عندنا في المنزل يقضون إجازتهم السنوية، خرج عليهم وهو يضحك ويكركررررررر:

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل