المحتوى الرئيسى

غارات جوية ومعارك متقطعة تهدد بانهيار الهدنة الهشة بسوريا

01/01 22:09

تدور اشتباكات متقطعة على جبهات عدة في سوريا اليوم الأحد (الأول من يناير/كانون الثاني 2017)، ما يهدد هدنة هشة بدأ تطبيقها منتصف ليل الخميس الجمعة بموجب اتفاق أعلنته روسيا، ونالت دعما محدودا من مجلس الأمن الدولي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "الهدوء لا يزال يسود معظم المناطق السورية التي يسري فيها وقف إطلاق النار"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "خروقات متفاوتة من حيث شدتها وكثافتها".

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس "إنها خروقات حتى لو لم تهدد مباشرة بانهيار الهدنة". وتحدث المرصد عن "غارات نفذتها طائرات حربية سورية صباح الأحد على بلدة الاتارب في ريف حلب الغربي" وتسببت بسقوط جرحى، وذلك بعد ساعات من مقتل طفلين جراء قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة كفر داعل في المنطقة ذاتها.

أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يرحب باتفاق الهدنة في سوريا الذي ترعاه روسيا وتركيا. القرار صدر بالإجماع لكنه لم يذهب إلى حد المصادقة على تفاصيل الخطة الروسية التركية. فقد أجرى المجلس تعديلات جوهرية على مشروع القرار الروسي. (31.12.2016)

رحل عام 2016 حاملا معه الكثير من الآلام والمآسي التي ألمّت بالسوريين وخروج الآلاف من أحياء حلب التي كانت محاصرة، والجسد السوري لا يزال ينزف. فهل يحمل العام الجديد بارقة أمل يوقف هذا النزيف ويعود المهجرون إلى بيوتهم؟ (01.01.2017)

ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء تطبيق الاتفاق إلى أربعة مدنيين وتسعة مقاتلين، وفق المرصد الحقوقي المحسوب على المعارضة والذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.

واستمرت الأحد الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في منطقة وادي بردى قرب دمشق. وأفاد المرصد عن قصف وغارات لقوات النظام على المنطقة الأحد، لافتا إلى أن المعارك دفعت المئات من النساء والأطفال إلى النزوح السبت من المنطقة باتجاه ريف دمشق.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالمعارضة السورية والمرصد السوري إن طائرات سورية استأنفت قصف وادي بردى الخاضع للمعارضة إلى الشمال الغربي من دمشق اليوم الأحد بعد نحو 24 ساعة من توقف الغارات. وقال المرصد السوري والإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة السورية إن المئات من المدنيين غادروا الوادي في اليوم السابق قاصدين مناطق قريبة خاضعة للحكومة.

ومنذ أكثر من أسبوع، بدأت قوات النظام السوري هجوما للسيطرة على منطقة وادي بردى التي تعد مصدرا رئيسيا لمياه دمشق. وخلال المعارك، تعرضت إحدى مضخات المياه لانفجار تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه، وفق المرصد السوري. وتشهد العاصمة منذ نحو عشرة أيام انقطاعا تاما في خدمة المياه.

تعاني مدينة دمشق من أزمة مياه خانقة منذ أيام.

واتهمت الفصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق في بيان السبت قوات النظام بخرق الهدنة في وادي بردى، ملوحة بان استمرار هذه الانتهاكات "يجعل الاتفاق لاغيا". ودعت الطرف الروسي "كضامن للنظام وحلفائه إلى أن يتحمل مسؤولياته".

 كما أفاد المرصد عن معارك في الغوطة الشرقية لدمشق الأحد بين قوات النظام وفصائل موقعة على الاتفاق بينها جيش الإسلام. وردت الفصائل المقاتلة على الانتهاكات بإطلاق أكثر من عشرين قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين لقوات النظام في محافظة إدلب (شمال غرب)، التي تعد المعقل الأبرز للفصائل المقاتلة وبينها "جبهة فتح الشام" بعد خسارة المعارضة لمدينة حلب مؤخراً.

ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة "إرهابية"، وبشكل رئيسي تنظيم "الدولة الإسلامية". كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق "جبهة فتح الشام"، ما يجعل من الصعب جدا تثبيت الهدنة بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة، لاسيما في إدلب.

ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز)

جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.

تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.

سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.

شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.

أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.

وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.

قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.

صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.

صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.

حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.

باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل