محمد صلاح.. قصة نجاح بدأت من شوارع بسيون إلى الأفضل في روما‎

وقف مع نفسه برهة من الوقت، فمر أمام عينيه شريط 24 عامًا، من الفرح والحزن، من النجاح والفشل، من لحظات الانتصار والانكسار، فمن لعبه في شوارع بسيون مع رفاقه، إلى دوري المدارس، وهناك فى ملعب المدرسة اكتشفته عين خبيرة، عندما رأته لأول مرة تيقنت أن القدم اليسرى التي يمتلكها، ستهز الشباك، ليست شباك الحضرى وعبدالواحد فحسب، بل شباك بوفون وتشيك ونوير، وهنا بدأ محمد صلاح حكايته الكروية، التي لم تنتهى بعد، عندما ضمته عين رضا الملاح إلى نادى مقاولين طنطا، ومنه إلى مقاولين القاهرة، وفريق المقاولين الذي ذكره بوالديه وانتظارهما له عند محطة القطار، والمسافة التي قطعها ووالديه كل يوم؛ للوصول إلى البيت.

ما كان نادي المقولون، إلا محطة في حياته الكروية، للانتقال منها إلى العالمية، فعمره عندما لعب أول مباراة دوري ممتاز، لم يكن تجاوز ال 18 ربيعًا، وهدفه الأول كان ضد الأهلي، وكان انتقاله إلى الزمالك وشيكًا، لولا القدر، الذي أراده أن يكون نجمًا عالميًا، يبهر المشجعين في العالم بأسره، لا مصر وحدها، فانتقل إلى بازل السويسري، في صفقة قدرت ب2 مليون يورو، ليقوده للتتويج بالألقاب المحلية، والتأهل لدوري الأبطال واليوربا ليج، ليبرز موهبته أمام أندية أوروربا، خاصة بعد تسجيل هدفين في مرمي تشيلسي الإنجليزي، الأمر الذي جعله محط أنظار "السبيشيال وان "، وبعد تفكير عميق قرر صلاح ترك سويسرا، بعد أن لعب 79 مباراة مع بازل، سجل خلالها 20 هدفًا، أهلته للانتقال إلى "ستنامفوربريدج" مقابل 13 مليون يورو تقريبا.

أن تلعب فى الدوري الإنجليزي، فهذا أمر رائع، وأن تلعب تحت قيادة مورينيو، فهذا بالتأكيد أروع، كان هذا لسان حال ابن بسيون، وبالرغم من الجلوس احتياطيًا، إلا أن اللاعب الكبير يظهر معدنه ولو في بعض الدقائق التي يمنحها له المدرب، وفي مباراة أرسنال سجل صلاح أول أهدافه مع الفريق الأزرق، وواصل صلاح الجلوس علي دكة البدلاء، مع لعب دقائق معدودة في الشوط الثاني، وهنا سأل نفسه هل أخطأت برفض ليفربول والانضمام لتشيلسي؟، فقرر أن يصحح من وضعه، فذهب إلى إيطاليا، ليلعب لفيورنتينا، على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر، فظهر صلاح أو "بيكاسو" الجديد كما أطلقت عليه الصحف الإيطالية مرة أخرى، ليثبت لمورينيو أنه أفضل من "كوادرادو"، الذي فضله مورينيو على الفرعون المصري.

وفي إيطاليا، وجد صلاح نفسه، فتألق مع فيورنتينا في الدوري والكأس والدوري الأوروبي، فسجل 9 أهداف في 26 مباراة.