المحتوى الرئيسى

الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي لـ"الدستور " تعطل "العقل الإسلامي" وغياب المرجعيات العلمية الراشدة تسببا في نمو ظاهرة الأفكار المتشددة

01/01 11:15

* الدول الإسلامية أهملت الأقليات المسلمة في العالم علي الرغم من تبوئهم مناصب هامة

*نجاح تجربة الإسلاميين في المغرب يرجع إلي فصلهم الدين عن السياسة واعترافهم بشرعية الملك

قال الدكتور محمد البشاري، أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، أن الأطماع المذهبية في الوطن العربي تتطابق مع نظيرتها الصهيونية، في رغبة كل منهما في ابتلاع العرب، وأن الإطاحة بالحرمين الشريفين، هو الهدف المشترك لكل منهما.

و أشار إلي أن تيارات الإسلام السياسي فشلت في تجربتها السياسية عقب الربيع العربي، في الوقت الذي نجحت فيه تجربتهم في المغرب عبر حزب العدالة و التنمية لكونهم قاموا بفصل الدين عن السياسة و اعترافهم بشرعية الملك الدينية والسياسية في الوقت الذي يقدم فيه الاسلاميون البيعة للمرشد أو للفقيه.

وأضاف في حواره لـ "الدستور "، أن تعطيل العقل الإسلامي، وعدم اللجوء للتطوير، والتجديد، وراء انضمام الشباب للتنظيمات الإرهابية، مؤكدا علي أن تنظيم داعش في مراحلة الأخيرة، لكن هذا لا ينفي وجود الفكر الداعشي في العقول والذي ما يلبث أن يتجمع مرة أخري من جديد و يعود في صور ومسميات جديدة.. ومع نص الحوار ..

بداية ما تفسيركم لزيادة العمليات الإرهابية من قبل بعض الجماعات المتشددة ؟

أعتقد أن هذا هو امتداد طبيعي، لتعطل العقل الإسلامي عن التفكير، حيث يجيّش الألاف من أبنائنا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ومع غياب المرجعية الشرعية الموحدة والراشدة واضطراب المفاهيم، وعدم وجود جهود منسقة و موحدة في العالم العربي و الإسلامي، تكمن كلمة السر في اتساع رقعة الإرهاب، وإن كانت هذه الأسباب ليست مبررًا لتلك الأفعال التي نرفضها ولا نقرها ، حتي مع التهميش الإقتصادي و الحيف السياسي الذي نشهده في بعض البلدان، لكن العمل الإرهابي يظل ُمجرماً ومدان كيفما كانت الأسباب.

لكن ماهي أسباب انتشارها في أوربا مؤخراً ؟

هناك أسباب كثيرة لنمو العمليات الإرهابية بشكل عام، الأمر يعود كما ذكرنا إلي الضبابية في المرجعيات الدينية الإسلامية، وتضاربها في بعض المناطق بالإضافة إلى انتشار الطائفية والمذهبية التي بدأت تظهر بقوة للأسف الشديد، والعمل علي مشروع لتجييش المسلمين، لصالح هدف محدد وبعض البلدان التي لها مصلحة في تشويه صورة المسلمين، ويدفع باتجاه تفجير نيران الفتنة، لتدمير صورة الإسلام أمام العالم، فالحرب في العراق، وسوريا، وظهور داعش، كلها أمور تخدم مصالح بعض الدول، التي تريد ضرب مقومات الوحدة الوطنية، أو التشكيك في العقيدة ونري أن التمذهب والتطهير العرقي الذي بدأ بالفعل في العراق، وسوريا، هذا كله يعطي دافعا لشبابنا لكي يلتجئ إلي الإنضمام لهذا الحلم المسمي بدولة الخلافة.

هذا قد يدفعنا للحديث عن دور بعض الدول التي تسعي إلي إحداث خلخلة في الدول العربية و الإسلامية والتفريق بينهم – كيف تري ذلك ؟

واجب الدول العربية الأن الوقوف مع عاصفة الحزم و التحالف الإسلامي لأن هذا اعتبره الأن واجب شرعي، لأن هناك تطهير عرقي و مذهبي يمارس باسم الدين وباسم طائفة معينة، ومن ثم يتوجب الأصطفاف العربي وتخندق علماء الأمة لأنه لا يعقل الأن أن نري أخواننا يقتلون و يذبحون باسم مذهب معين و نقف موقف المتفرجين، واعتقد أن هناك مخططات تهدد السلم المجتمعي في المنطقة، من بينها المخطط الصهيوني، المبني علي عقيدة، وهدفه الإطاحة بمكة والمدينة.

اذا نحن أمام مشروع دولة إسرائيل الكبري الذي يهدف إلي ابتلاع العرب وتحطيم كل مقومات العنصر العربي و العنصر الإسلامي، ثم المخطط الذي دخل في حيذ التنفيذ وهي العواصم الأربعة من طهران وصنعاء و بغداد و دمشق، ويراد الأن زعزعة الأمن الروحي في السعودية و الكويت و البحرين وفي كثير من المناطق العربية .

ما هو تعليقك علي الأزمة السورية – في ظل ما نراه من اختفاء شبه كامل للدول العربية في سبيل حل الأزمة ووجود تباين في وجهة النظر العربية لهذه الأزمة ؟

ما جري بالربيع العربي ، نتج أو أظهر أمرين الأول هو فشل الإسلام السياسي، وأنه بالرغم مما كان يطمح إليه فإنه فشل في ذلك، الأمر الأخر هو ظهور التيار السلفي، والذي يمكن المزج بين هذا وذاك فيما بعد النظام السوري، فهذا الأمر سبب إرباك للكثير من الدول ، وبالتالي الحل الأمثل يكون في حل سياسي قائم علي الحفاظ علي وحدة دولة سوريا و عدم تقسيمها علي أساس طائفي و عرقي هو من أولويات الدول العربية التي يتوجب عليها الإجتماع الأن، لإستئصال كل المسببات المؤدية للانفصال و قتل و ابادة الشعب السوري.

على ذكر ذلك كيف تقيمون موقف الدول العربية في أزمة اليمن ؟

ما يحدث من عملية عاصفة الحزم في اليمن هو دفاع عن العرب أجمعين ، لذا فأنا أحيي بشدة، يقظة المملكة، لذا أطالب الدول الإسلامية، والعربية منها على وجه خاص، بالوقوف مع المملكة، باعتبار ذلك واجب شرعي، لحماية المسلمين، من حملات التطهير العرقي.

والحديث عن محاربة الإرهاب والمقصود به القضاء علي المسلمين السنة، وهذه أكذوبة تاريخية، نرفضها نحن الأقليات المسلمة في أوربا، ومن ثم يتوجب وجود جيش قوي وإرادة سياسية قوية تجمع الدول العربية والإسلامية.

التوجه الأمريكي الأخير تجاه بعض الدول العربية كيف تراه ؟

ما تفعله أمريكا الأن مع بعض الدول العربية أراه أحد أنواع الابتزاز، خاصة أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اعترفت أن الحرب على داعش طويلة الأمد، وتحتاج إلى 550 مليون دولار، لذا فهم يريدون استنزاف قوي العرب، العقلية و البترولية، حتى ينفقوا على التخلص من داعش دون إرهاق لميزانيات دولتهم .

هل يوجد لوبي عربي قوي لمواجهة هذه التحديات التي تحاك ضدهم ؟

اذا تحدثنا مثلا عن دولة إيران، فهي دولة قوية ولها نفوذها في الدول العربية تعتمد استراتيجية التغلغل، بالفن، والرسم، والسينما، وحتي رجال الدين ، في الوقت الذي نري فيه الفضاء السني إما فضاء تكفيري إقصائي حتي دخلنا في المتهات و المعارك الفقهية التي يجب تجاوزها في هذه المرحلة.

لذا أصبحنا بحاجة إلي لوبي عربي قوي، فقد أثبت اللوبي الذي يعتمد علي الصداقات أو المال بأنه لوبي فاشل ، لذا يجب علينا أن ننتبه إلى ذلك، ونصنع بأنفسنا آلية فعالة، وإنتاج مشروعي نهضوي عربي واحياء مشروع جامعة الدول العربية بشكل حقيقي و فعال ، واعطاء دور اكبر لمؤتمر التعاون الاسلامي، مع الاهتمام بالأقليات الإسلامية، والتي يبلغ عددهم 450 مليون مسلم ، يحتاجون دعمهم في كل دول العالم، باعتبارهم سفراء لأمة المليار مسلم، خاصة أن منهم من وصل بالفعل إلى مراكز صنع القرار السياسي في دول كبرى، وأصبح منهم وزراء في مثل فرنسا، وبريطانيا، وهولندا ، لكنهم يعانون من الاقصاء و التهميش من قبل الدول العربية و الاسلامية، نحن نحتاج لعقل عربي فذ وحكيم، يخرج من الضغوطات و يبدأ العمل ، فليست القضية قضية وقت وإنما قضية عقل عربي .

هل تقصدون أنه يمكن الاستفادة من الأقليات الإسلامية بالدول الغربية بشكل أفضل؟

هذا صحيح بالفعل فالأقليات الإسلامية، أصبحت تمثل عنصرا مهما في نسيج المجتمعات الغربية لذا فيجب الاستفادة منهم كروافد للدعوة الإسلامية، التى نعلق عليها الآمال، في إيصال صورة صحيحة، وواضحة عن أصل الإسلام، وما يجب أن يكون عليه المسلم، حتى وإن كان مستضعفا لقلة العدد، واقترح إنشاء مدونة تضم الأصول، والمقاصد، التي يمكن الاستفادة منها فى هذا الصدد، على أن تقدم المؤسسات الإسلامية ذات الصلة بالبحث العلمي، دعمها للأقليات الإسلامية، سعيا لتوحيد جهودها، وإنشاء مرجعية إسلامية واحدة تواجه الغرب، وتنشر صحيح الدين

كيف ترون مستقبل تنظيم داعش؟

نحن الأن في مرحلة ما بعد داعش ، داعش سينتهي قريبا، فالتاريخ علمنا أن من يعتمد على القتل وسفك الدماء لتحقيق أهدافه يسقط سريعا، لكن هل يعني هذا أن الفكرة ستموت؟، و أعتقد أن الإجابة لا، فمازال الدواعش موجودون بيننا، فكرا، ومنهجا، داعش ما هو إلا عنوان لهذا الفكر، لذا فعلينا ألا نتوقف عند مجرد القضاء على الدواعش كتنظيم، ويجب أن نعي أن علينا أن نقضي على داعش كفكر، وعقيدة فاسدين .

مازال في كتبنا و تعليمنا من يولد في كل لحظة دواعش جدد، وجماعات و حركات و تكفيرية، القاعدة و داعش و بوكو حرام كلها مسميات تظهر و تختفي، لكن الفكر مازال في العقول، ومن الوارد أن تعود القاعدة و تجمع كل هذه الجماعات أو تظهر جماعات جديدة بمسميات جديدة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل