المحتوى الرئيسى

2016 في الدول العربية.. هجرة وحصار وأشلاء تحت الأنقاض

01/01 15:57

وسط أحداث دامية وأزمات سياسية وإنسانية وصراعات عسكرية، يودّع العالم العربي عام 2016 بمزيد من الأحزان والآلام.

البلدان العربية كانت صاحبة النصيب الأكبر من الصراعات المسلحة والأزمات الإنسانية، فكان صوت الرصاص ولون الدماء البطل الأول في حياة ملايين من العرب.

أشلاء المدنيين والمهجرين في سوريا تتناثر تحت أنقاض المنازل، يقابله الوضع ذاته في اليمن والعراق، في حين ينهش داعش أجساد الليبيين على حدود طرابلس، بينما يتصارع الساسة في المغرب والجزائر، يقابله انقسام وصراع في لبنان والسودان والصومال، وأزمات اقتصادية في مصر وتونس، وتقشف الخليج.

ففي سوريا، كان العام الماضي دمويًا وأكثر بشاعة مما سبقه، مجازر روسية في غالبية مناطق السنة وحرب طائفية يشنها شيعة إيران وحزب الله، وتهجير قسري ضد المدنيين.

عام 2016 كان الأكثر دموية في سوريا، ففيه سقطت حلب معقل الثورة، وتمكن الشيعة من السنة، واستباح الروس "الشهباء" واغتصبت النساء وقتل الأطفال والشباب، وسيظل العام هو الأصعب في تاريخ سوريا، والتي تقسمت أرضها، وهجر سكانها بعد أن قتلهم الحصار والرصاص والجوع.

وتوج العام بأحداث حلب، التي وُصِفت بأنها الأكثر مأساوية منذ الحرب العالمية الثانية، وذكّرت مشاهد الحرب والدمار فيها بما جرى من مجازر جماعية ضد البوسنة وأيضا كما حدث في هيروشيما.

وفي اليمن كان الوضع مشابها؛ حصار وتجويع وقتل بطيء، الجماعات الحوثية تسيطر على العاصمة صنعاء قبل عام ونصف العام، حولت شوراع المدينة لثكنات عسكرية، يقابله قصف عربي بقيادة السعودية لتلك الجماعات المسلحة، يستهدف إحداها مدنيين.

وأيضًا لم تسلم الأسر والعوائل اليمنية من بطش الحوثي خاصة الواقعة بيد الشرعية، في تعز وعدن، وسط انسداد سياسي رعاه المبعوث الأممي ولد الشيخ.

وفي العراق يظهر اضطهاد السنة في الفلوجة والموصل وصلاح الدين ونينوى، وكذلك تفجيرات الأسواق كانت سمة عام 2016 في العراق.

فالعراق لم يكن الوضع أحسن حالاً مما في اليمن، حيث طغت على أحداث العام المنصرم حروب استعادة المدن من سيطرة تنظيم الدولة، وأهمها حرب استعادة مدن الفلوجة والرمادي وأخيرًا الموصل؛ حيث لا يزال الوضع يراوح مكانه، خصوصًا مع تصريحات المسؤولين التي تنبئ بحرب طويلة في المدينة.

التفجيرات أبت إلا أن توقع على نهاية العام كما وقعت على كثير من ساعاته وأيامه، فكان التفجير المزدوج في بغداد بالأمس، وقبله بأشهر تفجير الكرادة في بغداد الذي أودى بحياة ثلاثمئة شخص.

وكان للخلافات السياسية وللمظاهرات المطالبة بالإصلاحات السياسية نصيبها في المشهد السياسي العراقي، وشهدت ساحات العاصمة بغداد وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة طالبت بالإصلاح ومكافحة الفساد، وتظاهر أتباع مقتدى الصدر واعتصموا في المنطقة الخضراء.

وفي ليبيا، فالأزمة السياسية وصلت لطريق مسدود، انتهت بصراع لثلاث حكومات على الشرعية، فضلاً عن الانتشار الكبير للجماعات المسلحة التي تنمو في ظل الخلافات بين القوى المختلفة.

فليبيا في العام الماضي استبشر العالم خيرًا بالتوصل لاتفاق سياسي نهاية عام 2015 إلا أن الأحداث الأخيرة وتغلغل داعش وعودة الجنرال العسكري خليفة حفتر للصراع العسكري أثقل كاهل الليبيين.

الصراع في ليبيا لا يزال مستمرًا مع قدوم العام الجديد، حكومة السراج والغويل وحفتر وطبرق، الجميع يمزق ليبيا.

وفي مصر، فالأوضاع الاقتصادية في ظل حكم السلطة القائمة الآن، أثقلت كاهل المواطن، وشهد سعر  الجنيه المصري انخفاضًا كبيرًا مقابل الدولار، مما ساهم في موجة غلاء فاحش وخلو الأسواق من مواد أساسية كالسكر وغيره.

الأوضاع الاقتصادية قابلها وضع أمني مرتبك في بعض الأحيان، كشفه سلسلة من التفجيرات التي ضربت العاصمة المصرية قبل أيام آخرها تفجيرات الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية والتي راح العشرات بين قتيل وجريح، وما سبقه من ارتباك بشأن إسقاط الطائرة الروسية وتوقيع الاتفاق بين مصر والسعودية على جزيرتي تيران وصنافير.

وفي فلسطين، فالقضية الفلسطينية تراجعت بشكل كبير في ظل إرهاب إسرائيلي وقمع للانتفاضة، يقابله انقسام فلسطيني، وحصار عربي صهيوني على قطاع غزة، رغم أن نهاية العام شهدت انتصارا للدبلوماسية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي الذي تبنى قرارا بمطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان.

وفي لبنان استمرت الصراعات السياسية، إلى أن انتخب رئيس جديد للبنان "ميشال عون"، ولكن ما يزيد الأمور تعقيدًا في لبنان هو استمرار حزب الله في الحرب على سوريا يقاتل إلى جانب إيران والروس.

وفي الأردن، أبى العام المنصرم أن يترك بلدا عربية بغير ألم، فودعت الأردن هذا العام بتفجير الكرك والتي قتل فيه عسكريون ومدنيون وأجانب، إضافة إلى المهاجمين. وأثارت الهجمات موجة غضب في الشارع الأردني حيال التعاطي الأمني مع مثل هذه الأحداث.

أما السعودية، فباتت القوى الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط، لكنها ومع تراجع اقتصادها، وتعافي عدوتها إيران اقتصاديا مع رفع العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي عليها بسبب برنامجها النووي، أضعف السعودية في صراعها الإقليمي، وشجع طهران على توسيع نفوذها.

لكن الرياض دخلت العام 2016 باتخاذ خطوات تصعيدية ضد إيران ومعاونيها، فأعدمت رجل الدين الشيعي المدان بتهمة الإرهاب والقتل نمر باقر النمر، تلته بقطع العلاقات الدبلوماسية، إثر تعرض سفارتها في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، لاعتداءات على يد مؤيدي النمر. ثم قطع العلاقات التجارية بعد يوم واحد.

وإلى جانب الصراعات الإقليمية، دخلت السعودية في مع القاهرة بسبب جزيرتي تيران وصنافير من جانب، وموقف الرياض والقاهرة المتعارض من الأزمة السورية.

أما البحرين، فخلال العام 2016، قامت السلطات البحرينية بحل جمعية الوفاق، كبرى جمعيات المعارضة السياسية بالبلاد، وأسقطت الجنسية عن أفراد أدانتهم بالتبعية "لمرجعية سياسية دينية خارجية.

الوضع في تونس، لم يختلف كثيرًا عن الوضع المصري، فالاقتصاد كان أحد أهم العوامل التي أربكت الشارع التونسي طيلة العام الماضي، قابله تظاهرات يومية طلبا لتحسين الأوضاع المعيشية.

وفي السودان، فحمل العام الماضي سلسلة من الصراعات السياسية تارة، والمجتمعية تارة أخرى والتي آخرها دعوات المعارضة السودانية لعصيان مدني أجج شوارع الخرطوم لساعات، لكن السلطة السودانية سرعان ما استجابت وطلبت الجلوس للتفاوض ووضع حلول سياسية، قبل أن تعلق تلك المفاوضات قبل أيام.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل