المحتوى الرئيسى

مصر قررت أن تفرح! | المصري اليوم

12/31 22:59

«كل سنة وإحنا مصريين».. لا تعرف فينا المسلمين من المسيحيين.. ولا تعرف فينا المسيحيين من المسلمين.. مصر قررت أن تفرح فى عيد الميلاد المجيد.. لا يعكر صفوها قانون أمريكى، ولا تمويل عربى أو تركى.. مهما حاولوا الوقيعة بيننا.. ومهما تخيلوا أنهم يستطيعون.. فلن تجد أعظم من هذا الشعب.. لا ينكسر ولا ينهزم.. مهما كانت التحديات.. ومهما كانت المحن والأزمات.. مصر قررت أن تفرح!

فالذين قضوا ليلة رأس السنة أكثرهم مسلمون.. والذين احتفلوا مصريون.. هم فى الأصل مصريون.. يؤمنون بالشعار الخالد «الدين لله والوطن للجميع».. ولذلك كانت الكنائس صادقة مع نفسها، وهى ترفض مشروع القانون الأمريكى الخبيث بالتدخل لحماية مصريين فى وطنهم.. كانت واعية ومصرية فى وقت واحد.. بعضهم التقط الخيط أنها مسألة وقيعة لا أكثر.. قالوا لأوباما: ارحل وعارك فى يديك!

ومن أراد أن يعرف مصر، فليقرأ ردود الكنائس المصرية على أوباما وعلى الكونجرس.. ومن أراد أن يعرف لماذا بقيت مصر واحدة على مر الزمان، فليقرأ مواقف البابا تواضروس.. وطبعاً من قبله مأثورات ومواقف البابا شنودة.. وهى مواقف وطنية بامتياز، تترجم حقيقة المصريين تجاه وطنهم.. ومن أراد أن يعرف همة المصريين فليذهب إلى الكنيسة البطرسية ليعرف كيف أصبحت بعد تدميرها؟!

فى اليوم التالى لتفجير الكنيسة البطرسية، قلت إن المصريين يبنون كنيستهم.. فهى ليست كنيسة مسيحيين.. وهى ليست دار عبادة لمسيحيين فقط.. لكنها دار عبادة مصرية يبنيها المصريون.. وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. انطلق العمال المهرة ليعيدوا بناء الكنيسة.. واصلوا الليل بالنهار.. اشتغلوا 24 ساعة.. قرروا أن تقام فيها الصلاة ليلة عيد الميلاد.. وقد حدث فعلاً.. وهو شىء لا يصدقه عقل أبداً!

وربما لم يصدق أشقاؤنا وهم يؤدون صلاتهم بالأمس.. بدت الكنيسة فى أبهى حلة لها.. تزينت مثل سائر الكنائس.. فراحوا يتفقدون كل شىء.. كانوا يصلون هذه المرة باطمئنان شديد.. فلم يكونوا فى حاجة إلى قانون الكونجرس بترميم الكنائس.. ولم يكونوا فى حاجة إلى من يتاجرون بهم دائماً.. كل الإمكانيات هنا تحت أمرهم.. فلا يوجد هنا من يفرق بيننا.. ولا يوجد كائن من كان ليزرع فتنة طائفية فى مصر!

مصر قررت أن تفرح، لأن الفرحة قرار، ولأن الفرحة اختيار.. لا يعكر صفونا إرهاب.. ولا يعكر حياتنا خونة وعملاء.. يا ما دقت على الراس طبول، وبقيت مصر شامخة أبية، عزيزة على السقوط والتقسيم.. وستبقى مصر عزيزة أبية على طول الزمان.. يحيا الهلال مع الصليب فى وطن واحد.. يحيا الهلال مع الصليب، ونخرج لساننا لكل دعاة الفتنة.. ونودع أوباما بما يستحق من لعنة: ارحل وعارك فى يديك!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل