المحتوى الرئيسى

هل يصمد وقف إطلاق النار في سوريا؟

12/31 18:04

"تدعم روسيا وتركيا أطرافًا مختلفين في النزاع السوري، فهل ينجح الجانبان في وضع حد للصراع المستمر بهذا البلد منذ نحو ستة أعوام بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؟".

سؤالٌ طرحته صحيفة "لانوفيل ريببليك" الفرنسية، حول دخول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، المدعوم من روسيا وتركيا، حيز التنفيذ في أحدث مسعى لإنهاء إراقة الدماء هناك.

وقالت الصحيفة: "دخلت الهدنة التي تنص على وقف شامل لإطلاق النار في سوريا بين الثوار والنظام، حيز التنفيذ منتصف أمس الجمعة؛ تمهيدًا لبدء مفاوضات سلام، بموجب اتفاق تمَّ التوصُّل إليه برعاية روسية تركية، وبدون الولايات المتحدة الأمريكية".

وأضافت: "من المتوقع أن يمهِّد الاتفاق الطريق أمام إيجاد تسوية للنزاع، الذي دمر هذا البلد الواقع بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد أسبوع من استعادة النظام سيطرته على كامل مدينة حلب بدعم من طائرات حليفتها روسيا ومقاتلين إيرانيين وعراقيين ولبنانيين".

وأوضحت: "استعادة ثاني أكبر مدن سوريا هو أكبر انتصار لنظام بشار اﻷسد منذ بدء الصراع في 2011، وبعد عدة لقاءات في تركيا التي تدعم المتمردين ومبعوثين روس وممثلين عن المعارضة، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين بدء هدنة في سوريا  وهو اﻷمر الذي أكده الجيش السوري والائتلاف الوطني السوري المكون الرئيسي للمعارضة في الخارج".

وحسب الصحيفة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول بالمعارضة أنَّ اشتباكات وقعت بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على امتداد الحدود الإقليمية بين إدلب وحماة، وأنَّه تمَّ سماع إطلاق نار على نحو متفرق في جنوب البلاد، بعد أقل من ساعتين من سريان الهدنة، لكن الأطراف المتحاربة توقفت على الأرجح عن إطلاق النار في الكثير من المناطق الأخرى.

من جانبه، أكَّد متحدث باسم الجيش السوري الحر الالتزام بوقف إطلاق النار، معبِّرًا عن تفاؤله بصمود هذا الاتفاق الذي يعد ثالث محاولة هذا العام لوقف إطلاق النار في سائر أنحاء البلاد.

وسادت حالة من التشوش حول جماعات المعارضة التي سيشملها الاتفاق، إذ قال نظام الأسد إنَّ اتفاق الهدنة لا يشمل تنظيم الدولة "داعش" ولا المقاتلين التابعين لجبهة فتح الشام "النصرة سابقًا" ولا أي فصائل على صلة بتلك الجماعات.

فيما قال مسؤولين بالمعارضة إنَّ الاتفاق يضم جبهة النصرة التي أعلنت قطع صلتها بتنظيم القاعدة، وذكرت حركة "أحرار الشام" أنَّها لم توقع على اتفاق وقف إطلاق النار، وأنَّ لديها "تحفظات" ستوضحها في الوقت المناسب.

ويعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي جاء في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس باراك أوباما، أول مبادرة دبلوماسية دولية كبيرة في الشرق الأوسط خلال عقود لا تشمل الولايات المتحدة.

ودخل الاتفاقان السابقان اللذان توسطت فيهما روسيا والولايات المتحدة حيز التنفيذ في فبراير وسبتمبر الماضيين، لكنهما انهارا خلال أسابيع، فيما تبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة وازدادت حدة القتال.

وتنوي روسيا بعد التوصُّل إلى وقف إطلاق النار في سوريا، عقد محادثات بين المعارضة السورية والحكومة؛ لبحث الحل في البلاد، إذ قال الرئيس فلاديمير بوتين إنَّ الأطراف على استعداد أيضًا لبدء محادثات سلام المقررة في أستانة عاصمة كازاخستان.

وقالت وسائل إعلام سورية إنَّ هذه المحادثات ستبدأ قريبًا، لافتةً إلى أنَّ جماعات المعارضة والحكومة السورية وقعتا عددًا من الوثائق، بينها اتفاق وقف إطلاق النار وإجراءات مراقبة الاتفاق وبيان بشأن الاستعداد لبدء محادثات السلام.

وستفاوض الحكومة السورية هذه المرة من موقف قوة بعد أن تمكنت قواتها وحلفاؤها، من دحر المعارضة في آخر معاقلها بحلب هذا الشهر.

ويأتي هذا الاتفاق حول سوريا، في أعقاب عودة الدفء للعلاقات بين روسيا وتركيا.

واكتسبت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار زخمًا بعد أن قالت روسيا وإيران وتركيا إنَّها على استعداد لدعمه وتبنت إعلانًا يحدد مبادئ سيتعين على أي اتفاق أن يلتزم بها.

ورغم أنَّ أنقرة من كبار رعاة المعارضة المناهضة للأسد، فإنَّ الإطاحة به أصبحت عنصرًا ثانويًّا مقارنة بمحاربة التوسع الكردي في شمال سوريا، فيما تبدو فرص معارضي الأسد في الإطاحة به أبعد من أي وقت مضى طوال الحرب.

وأعربت واشنطن عن ارتياحها من اتفاق وقف إطلاق النار واصفةً إياه بـ"الإيجابي"، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: "نأمل أن يتم تنفيذه بشكل كامل واحترامه من كل الأطراف".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل