المحتوى الرئيسى

الوجه الآخر للثقافة 2016.. إرهاب وفساد لا يعرفان الحياء

12/31 15:49

إسرائيل تزور المناهج الفلسطينية .. وقرار “إسلامية القدس” يصفعها

الحوثيون ينتهكون كتّاب اليمن .. ومظاهرات عربية للحرية والعيش

الخليج بواجهة مصادرات الكتب.. و”تاملت” الجزائري يموت بسجنه

عفو عن “بحيري” و”ناعوت” و”ناجي” وأهل السياسة “محلك سر”

تركيا وإيران والصين وسوريا بصدارة اعتقالات الأقلام

العالم يصرخ لأجل “حلب” .. والإرهاب يغتال “حتر” و”العاني”

أمريكيون يصفون ترامب “بالعنصري” وهجرة جماعية بعد فوزه

“ديلان” يحرج نوبل .. ومعلوف ضيف “قناة إسرائيلية”!

“عصفور” و”داود” متهمان بإهانة مقدسات .. و”زيدان” يسيء لعرب الجزيرة

أزمة التمويل تغلق “العربي” و”الإندبندنت” و”السفير” تبيع أرشيفها

“تزوير الكتب” يجتاح مصر .. وهجوم على “كهنة الشعر والأدب”

أزمات ثقافية عديدة شهدها العالم المتأجج بفعل حروب وفساد وإرهاب؛ إذ ليست الثقافة سوى انعكاس لأوضاع الإنسانية، صحيح أننا شهدنا رواجا للكتاب والمسرح والفنون المختلفة، ولكن العام نفسه كان شاهدا على تصاعد غير مسبوق بحملات اعتقال النشطاء والمبدعين، حرق الكتب وحظرها، التحريض على المخالفين بالرأي.

كما شهد 2016 تقليصا شديدا بميزانية الثقافة والعربية بالأخص، في مقابل زيادة الأنشطة الكرنفالية والمهرجانات التي لا تعود على المواطن بفائدة ملموسة ، مع تكريس للوجوه بالجوائز واللجان الرسمية الثقافية، وتوجه المنابر الإعلامية للآراء الأكثر إثارة للجماهير بغض النظر عن قيمتها ،وفي المقابل تزايد نعرات المتشددين وأفعالهم الإرهابية بحق المفكرين والمبدعين .. ووسط تلك الأزمات كان هناك دوما صوت مسموع ضد كل ما ينتهك كرامة الإنسان .. أو عقله .

تتناول السطور التالية بعض حالات الأزمة الثقافية التي عمت عالمنا خلال 2016 ..

ستكون البداية مع إسرائيل، الكيان الصهيوني الذي يعمل بدأب لمصادرة كل نشاط يعبر به الفلسطينيون – أصحاب الأرض- عن ذواتهم؛ ومن ذلك قرار الاحتلال بحظر تداول مناهج التنشئة الوطنية والاجتماعية الفلسطينية لطلبة الصف الثالث الابتدائي؛ والمبرر هو احتواؤها على مضامين لا تتفق مع سياسات إسرائيل!

وأوصت وزارة المعارف الإسرائيلية، بإدخال كتاب يهودي جديد إلى المرحلة الابتدائية، يصف الفلسطينيين بأوصاف عنصرية وسلبية. وباشرت الوزارة من جهة أخرى نشر قائمة منفصلة للكتب الموصي بها للقراءة في الوسط اليهودي المتشدد، لشريحة المدارس الإعدادية، وضمنها “مغامرات مكتبة ريمونيم” تأليف الحاخام “يكهيت روزين”، والذي كتب فيه “الأغيار العرب يعيشون بقرى خاصة بهم، ولا توجد لدينا أي رغبة بأن يبدأوا بالتجول بيننا، وخلال ذلك، ربما يمسون بنا أو سيتجسسون علينا”.

اسرائيل تستدعي سفيرها بعد قرار “إسلامية القدس”

دأبت إسرائيل أيضا على منع وفود أجنبية من حضور الأحداث الثقافية الفلسطينية، وهو ما جرى لوفد السنغال العام الحالي . كما أقدم المحتل على إغلاق مسرح الحكواتي الوطني بمدينة القدس المحتلة ، خاصة بعد عزمه تدشين ليلة موسعة لإحياء التراث المقدسي وتأكيد الهوية الفلسطينية.

واقتحمت القوات الإسرائيلية حرم جامعة القدس بفلسطين، وصودرت عدة مجلدات من معرض الكتب وبالطبع لم يسلم الأمر من إصابات بالغة للطلبة . كما تم اقتحام موقع دار “الجندي” للنشر، بالقدس، وتمت مصادرة مئات الكتب من الدار.

وقد اقترحت وزيرة الثقافة الإسرائيلية “ريغيف” وقف تمويل الثقافة “غير الموالية” للصهيونية، وركزت الوزيرة المنتمية لحزب الليكود المتطرف على مواد السينما والمسرح، الأكثر شعبية.وهاجمت الوزيرة نفسها بث إذاعة محلية برنامجا تناول قصائد للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، والتي تراها تحريضا فلسطينيا مستمرا .

.. لكن عام الأزمات انتهى نهاية بالتأكيد مبهجة للمسلمين والعرب حين صادقت منظمة (اليونسكو) على قرار ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، وهو القرار الذي سبب أزمة حادة بإسرائيل متهمين المنظمة بالانحياز . وقد تقدمت له ست دول عربية وتم إقراره بأغلبية الأصوات (24) وامتناع عشرات الأصوات الأخرى . وبهذا اعتمدت اليونسكو الأقصى ‘تراث إسلامي خالص” .. يأتي القرار وسط ازدياد عمليات خطيرة تهدد بنيان الأقصى عبر حفائر صهيونية تعمل بلا هوادة أسفله ومن حوله.

ولو انتقلنا لمشهد مصادرات الكتاب، سنجد بالعالم العربي أمثلة عديدة، جرى بعض مشاهدها بمعرض الرياض الدولي للكتاب، حيث تضاعفت قائمة المصادرات لمؤلفات لم تكن محظورة من قبل، ومن دون إعلان عن ذلك.

ومن أمثلة العناوين المصادرة ثلاثية الروائي السعودي تركي الحمد “أطياف الأزقة المهجورة” ، “حكايات وهابية” لعبدالله المفلح، مؤلفات الكاتب عبدالله القصيمي، كما تم حظر مقالات مقالات الكاتب حسين بافقيه من قبل، وشهد المعرض منع كتب المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية لصاحبه المفكر عزمي بشارة، والتي تعرضت لاحقا للحظر أيضا بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، المعروف بانفتاحه النسبي عن نظيره السعودي .

وقد صادرت السعودية كتب “مقهى الراوي” وهو مشروع ثقافي تأسف المثقفون - ومنهم جمال خاشقجي مثلا – لإغلاقه، خاصة وأن كتبه جميعا ليست ممنوعة، وتم شراؤها من معارض الكتاب الداخلية بالبلاد .

وفي السودان، صودرت أيضا بمعرض الخرطوم قائمة من الأعمال- وكالعادة- ومن بين الأسماء التي نشرتها وسائل الإعلام هذا العام روايات ماركيز وعبدالله الأسد، “ساعي الريال” لمبارك أردول، وبعض روايات الكاتب السوداني عبدالعزيز بركة .

.. لو انتقلنا لحالة اليمن، سنرى مواقف شديدة الهمجية بحق الصحفيين من قتل واختطاف وتشريد، تلك التي مارستها جماعات الحوثي الانقلابية، الساعية للسلطة. وقد أتلف الحوثيون أيضا العديد من كتب الدراسات الإسلامية والتي تخالف مذهبهم الشيعي! وقد وصل الحال بالفنان أيمن عثمان وأصدقائه لحرق أعماله الفنية أمام وزارة الثقافة احتجاجا على الترهيب الحوثي.

وفي مصر أيضا، شهدت الكثير من الكتب تضييقات أمنية وصلت لحد المصادرة، منها كتاب “الانفتاح على مصر” لممدوح حمزة، والذي تعرضت مناقشته للمنع أكثر من مرة برغم صدوره . وشهدت البلاد وقائع مؤسفة لتدخل الأمن ومن ذلك إغلاق مكتبات “الكرامة” التي تخدم المناطق العشوائية، لصاحبها الناشط الحقوقي البارز جمال عيد.

وفي العراق، أحرق “داعش” 30 ألف كتاب تراثي لمسيحيي العراق،و يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 سنة، في دير الآباء الدومنيكان في سهل نينوى. وبالطبع نال الآثار لطمة قوية من ذراعه التي دمرت مدنا تراثية بأكملها كنمرود.وأقدم التنظيم كذلك على حرق كتب شخصية للمواطنين تخالف النهج المتطرف الذي يؤمن به التنظيم .

كتب عراقية محترقة بفعل داعش

.. خارج عالمنا العربي تطل دولة تركيا بقائمة أولى الدول تقييدا لحرية الرأي، بعد سجن عشرات الكتاب الصحفيين وإغلاق مقار 16 قناة تلفزيونية و23 محطة إذاعية و45 صحيفة و15 مجلة و29 دار نشر وثلاث وكالات أنباء، بدعوى التحريض والانتماء للمعارضة.

ووصل الحال لمنع المسرح الوطني التركي أعمالا عالمية لشكسبير وتشيخوف وبريخت، بسبب أن “كتابات هؤلاء الكتاب تتعارض مع الروح الوطنية التركية ولا تشجع على الالتزام بالهوية التركية” !

سجن الكتّاب .. عرض مستمر

المسألة دوما ليست في صحة ما يكتب أو يقال، من قبل أحد أصحاب الرأي، ولا حتى اتفاقه مع قيم المجتمع وسياساته، إنما المشكلة في اختيار عقوبة الاعتقال والقصف والسجن بديلا عن مواجهة آراء ذلك الكاتب عمليا.. بفرض خطأها . وسننطلق من إحدى أعتى الأنظمة العالمية في قمع الرأي، أو إيران، حيث شهد العام حملات اعتقال لمبدعين وكتّاب بينهم الشاعرة هيلا صديقي المقربة من الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، وذلك بسبب قصائدها التي تهاجم النظام الإيراني، وقد أفرج عنها لاحقا بكفالة. كما قضت محكمة إيرانية بسجن “جولروخ إبرهيمي إيراي” الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الإنسان 6سنوات لكتابتها رواية عن عقوبة الرجم رغم أن روايتها لم تنشر بعد .

وفي دولة أخرى معروفة بانتهاكات الكتاب كالصين، سنجد اعتقال لكاتب عمود صيني بارز يدعى “جيا جيا” على خلفية مقالاته التي تنتقد الرئيس “شي جين بينغ” عبر موقع إلكتروني.

وقد اعتقلت الولايات المتحدة الأمريكية الكاتب الموريتاني “محمدو ولد صلاحي” صاحب كتاب “يوميات غوانتانامو” الصادرة عن دار الساقي اللبنانية للنشر، وفيه يصف صلاحي حياته قبل مغادرته بيته، في 28 نوفمبر عام 2001، واختفائه في سجن أميركي، ومن ثم «رحلته اللانهائية حول العالم» سجناً وتحقيقاً، وأخيراً حياته اليومية كسجين في غوانتانامو.

أما في تركيا، وضمن ما تحدثنا عنه بالسطور السابقة من حملات اعتقال ومداهمة على خلفية الانقلاب الفاشل، فقد تم اعتقال الروائية “أسلي أردوغان” للاشتباه بصلاتها بالمتشددين الأكراد. وقد أعلن حائز جائزة نوبل للأداب الكاتب التركي أورهان باموق، دعمه لكاتب يمثل أمام القضاء بتهمة “إهانة” الرئيس رجب طيب أردوغان.

ويلاحق الكاتب التركي مراد بلج بهذه التهمة إثر نشره مقالا في صحيفة “طرف” في سبتمبر 2015، لمح فيه إلى أن الرئيس التركي هو الذي أشعل النزاع مجددا الصيف الماضي في جنوب شرقي البلاد مع الأكراد لتحقيق مكاسب انتخابية.

ونذهب لعالمنا العربي، حيث توفي المدون والصحفي الجزائري البريطاني محمد تامالت الذي كان مضربا عن الطعام احتجاجاً على سجنه بسبب كتابته قصيدة هاجم فيها الرئيس الجزائري ونشرها على الانترنت.

وفي اليمن، اعتقلت “مليشيا الحوثي”، الكاتب الصحفي يحيى عبدالرقيب الجبيحي من منزله في العاصمة صنعاء واقتادته الى جهة مجهولة، بعد كتابته مقالات معارضة لها.

.. في مصر، انطلقت حملة دولية ترعاها منظمات بينها “العفو الدولية” للإفراج عن المعتقلين من الكتاب والنشطاء، ومنهم المصور الصحفي محمود أبو زيد المعروف باسم شوكان.

وقد شهدت البلاد حملات عفو رسمية مقننة للإفراج عن الكتاب المسجونين، تنفيذا لمطالب مؤتمر الشباب، وجاء بينهم “إسلام البحيري” المتهم بازدراء الأديان من خلال برنامج بثته قناة “القاهرة”، وكذا الشاعرة فاطمة ناعوت التي تواجه التهمة ذاتها بسبب تغريدة على الإنترنت تسخر من ذبح الخراف بالعيد، وأخيرا الكاتب أحمد ناجي المتهم بـ”خدش الحياء العام” بعد نشر فصل إباحي من روايته الجديدة “استخدام الحياة” بجريدة “أخبار الأدب” .

العفو المصري يشمل “الازدراء” و”الخدش”

ولم تكن حملة العفو مرضية للمجتمع المراقب والأوساط الصحفية والثقافية؛ إذ اكتفت بالمتهمين بتجاوز الخطوط الحمراء تجاه المقدسات والذوق العام، وهؤلاء حظوا بالفعل باهتمام دولي غير مسبوق ومطالب بالعفو عنهم، وتجاهلت من تجاوز الخطوط تجاه المسائل السياسية السائدة .

.. في السعودية واجه الشاعر الفلسطيني أشرف فياض حكم الإعدام، قبل أن تخففه المحكمة للسجن والجلد المشددين، على خلفية ديوانه المتهم بـ”الترويج للإلحاد” وهو ما ينفيه الشاعر مؤكدا أن الشكوى كيدية من مواطن سعودي.

أما بالأردن فقد شهد العام الإفراج عن الروائي أسامة عكنان، من أصول فلسطينية، والمعروف بمناهضته الشديدة للنظام الحاكم، بعد اعتقال قصير بمكان مجهول دام بضعة أيام، كما تم اعتقال رئيس جمعية مناهضة الصهيونية الكاتب “إبراهيم علوش” وهو من أصول فلسطينية كذلك، ومعروف بمناصرته لعدد من القضايا القومية العربية، وإن اتهم بالانحياز فكريا لجبهة نصر الله.

وفي فلسطين، تم اعتقال الروائي خضر محجز، من قبل جماعة حماس، على خلفية مقالاته وآرائه على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي.

أما بالمغرب، فقد تم الحكم بالسجن على الروائي عزيز بنحدوش، شهرين مع إيقاف التنفيذ، وتعرض للاعتداء الجسدي، بعد اتهام مواطنين له بسبهما وقذفهما في روايته الأخيرة “جزيرة الذكور” .

أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”، الشاعر محمد بشير العاني ونجله إياس، في مدينة دير الزور، على خلفية اتهامهما بالردة، وقد سيطر التنظيم الإرهابي ببداية العام على جزء كبير المحافظة الواقعة شرق سوريا على نهر الفرات.

بشير العاني ونجله .. أعدمهما داعش

وشهد العام اغتيال الكاتب الأردني اليساري ناهض حتر، برصاصات وجهها متطرف لرأسه، وقد تم إعدام مرتكب تلك الجريمة بعد إلقاء القبض عليه ومحاكمته، وقد اعترف بأنه ارتكب فعلته بعد نشر “حتر” رسما مسيئا للذات الإلهية على حسابه الإلكتروني، والحقيقة أن حتر نشر رسما يسخر من “إله داعش” وليس إله المسلمين، وهي سخرية من معتقداتهم وأفكارهم!

اتخذ العديد من الكتاب المشاهير مواقف حازمة هذا العام على خلفية سياسية؛ إذ الثقافة والمثقف جزء من النسيج العام للمجتمع بأوجاعه وأفراحه. وقد بحت أصوات المثقفين والمبدعين حول العالم تنديدا بالمجازر التي تجري في سوريا وبالأخص مدينة حلب، والتي تحولت لـ”مسلخة بشرية” بحسب تعبير أمين الأمم المتحدة، وشهد العالم وقفات بساحات أوروبية وتركية وعربية نداءات استغاثة من مثقفين سوريين سواء داخل البلاد أو من المهجر لإنقاذ البلاد وهجوما كبيرا على الموقف الروسي والإيراني المساند لبشار الأسد في إجرامه وانتهاك أرواح العزل، وهو ما جرى أيضا تضامنا مع العراق التي شهدت أعتى موجات الإرهاب الداعشي.

تظاهرة ببرلين لوقف مذابح حلب

ومن الاحتجاجات العالمية، تلك التي تزامنت مع وصول رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة، والذي ما إن أُعلن نبأ فوزه حتى ثار معارضوه وبينهم الكثير من الكتاب والمؤرخين البارزين، فنرى نعوم تشومسكي المفكر العالمي يصف وصوله للبيت الأبيض بـ”ردة أمريكية خطيرة” يؤكد قرب انهيار حضارتها قريبا لصالح الرأسماليين الجشعين وفي عالم بلا أخلاق أو ضمير. وأغلق الكاتب الأمريكي الشهير ستيفن كينغ حساباته على مواقع التواصل كتعبير عن الاحتجاج، ووصفه بـ”العنصري المحتال الذي صار رئيسا” ، ورفض الممثل الأمريكي سيلفستر ستالون عرضا برئاسة الصندوق الوطني للفنون في عهد ترامب، فيما تعهد الروائي العالمي حائز نوبل “وول سوينكا” بمغادرة أمريكا حال فوز ترامب.

تشومسكي : أمريكا بدأت بالفعل في الانهيار

وبعيدا عن ترامب، سنجد أعمالا احتجاجية على خلفية سياسية، مثلما رفضت الإيطالية جوزيبينا ماريا نيكوليني رئيسة بلدية جزيرة لامبيدوزا استلام جائزتها إلى جانب أدونيس الشاعر السوري الذي يقف بصف النظام السوري ، معبرة بذلك عن استيائها من منح جائزة السلام للشاعر الذي كان ومازال ضد الثورة في بلاده وموال لديكتاتور قاسٍ.

وقد أُدينت الروائية الدنماركية الناشطة المدافعة عن حقوق الطفل ليسبث زورينغ، في الدنمارك بسبب مساعدتها لعائلة سورية على الذهاب إلى السويد لطلب اللجوء فيها .وكانت تهمتها الترويج لـ”تهريب البشر” !

ونظمت مجموعة من المثقفين والأكاديميين تظاهرة فى منطقة “سقاريا” بوسط العاصمة التركية أنقرة احتجاجا على قرار حكومة “العدالة والتنمية” بشن حملات اعتقال تستهدف المثقفين والأكاديميين فى عموم المدن التركية بسبب توقيعهم على بيان يطالب بوقف العمليات العسكرية والاعتداء على الأكراد فى مدن جنوب شرقى تركيا.

في إثيوبيا التي تشهد أعتى موجة احتجاجات تنظمها جماعتا “الأورومو” و”أمهرة” وهما أكبر المجموعات العرقية في البلاد، وتمثلان معا 80% من سكان إثيوبيا، ضد حالة الطواريء والتهميش لصالح مجموعة تيغراي المتهمة بالاستحواذ على المناصب الحكومية والعسكرية المهمة.وهي الاحتجاجات التي شارك فيها عشرات المثقفين والروائيين البارزين.

أما عالمنا العربي، فحدث فيه ولا حرج، وقد طالب أعضاء باتحاد كتاب فلسطين بإقالة أمينه العام، الشاعر مراد السوداني، إثر لقائه نجاح العطار، نائب رئيس سوريا بشار الأسد في دمشق، ضمن وفد ضم عضو الأمانة العامة للاتحاد، الكاتب وليد أبوبكر، والروائي رشاد أبو شاور، والشاعر خالد أبوخالد.

كتاب فلسطين بضيافة نظام الأسد!

واندلعت العديد من الوقفات الاحتجاجية، بمشاركة مثقفين، بدول المغرب العربي الثلاث، تونس والجزائر والمغرب، وفي لبنان أيضا، احتجاجا على الأوضاع المعيشية وفشل مخططات التنمية، والقوانين الجديدة التي لا تتناسب مع واقع المواطنين. وفي المغرب بالتحديد تزايدت حدة الرفض بعد مقتل بائع سمك بسيط ، وتدهور أوضاع شرائح كثيرة تعاني من مخاطر الفقر، وهو ما شهده السودان بعد مظاهرات تحالف قوى المستقبل الذي يضم 40 حزبا سياسيا.

أما في فلسطين فقد تواصلت حملات المثقفين احتجاجا على قوانين الردع الإسرائيلية الأخيرة كزيادة المستوطنات ومنع الأذان واقتحام الحرم القدسي وتهديده.

ستكون بدايتنا مع أزمات مصر؛ والتي شهدت العديد من مظاهر التراخي والتخبط وتكريس الوجوه الثقافية خلال 2016، وهو ما دفع عشرات المثقفين للمطالبة بخريطة للخروج من عنق الزجاجة.

وقد شهد مقر اتحاد كتاب مصر بالزمالك انقلابا ناعما على رئيسه المنتخب د. علاء عبدالهادي، من قبل كتاب معارضين لسياساته المالية والإدارية، ويتزعمهم الكاتب د. حامد أبوأحمد، كما انتهج البعض سياسة الاستقالات من قبل 19 عضوا بمجلس الاتحاد من أصل 30 كاتبا، ومنهم الكاتبة هالة فهمي ود. صلاح الراوي ود. جمال التلاوي ود. أسامة أبوطالب والشاعر أحمد عنتر والناقد د. مدحت الجيار والشاعر زينهم البدوي، والذين احتجوا على “الجو العبثي الذي يسوده الصراع داخل المجلس دون بادرة تغيير” ، وقد انتهت فصول الأزمة ظاهريا على الأقل بعودة “عبدالهادي” لمهام منصبه بحكم المحكمة .

أما ثاني فصول الأزمة الثقافية بمصر خلال 2016، فقد اكتملت بمشهد استقالة مفاجئة للأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. أمل الصبان، قبل ليلة واحدة من انطلاق ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، على خلفية تقارير فساد مالي وإداري من إحدى الجهات الرسمية، وقد شهد ملتقى الشعر أزمة حادة نجمت عن الاعتذارات المتوالية لكبار الشعراء بمصر والعالم العربي عن المشاركة، مبررين موقفهم بتكريس أسماء بعينها لإدارة المشهد بعيدا عن الشفافية والعدالة، إضافة لنمطية الأبحاث المقدمة بالملتقى والتي لا تحمل أي تجديد، وقد مُنح الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة جائزة الملتقى هذا العام، وهو ما علق عليه شاعر العامية البارز جمال بخيت بقوله :أصحاب الكهانة لا يخجلون، يقيمون الجوائز ويمنحونها لأنفسهم! .

أبوسنة يفوز بجائزة ملتقى الشعر العربي

وجرى انتقاد حاد من قبل الناشرين المصريين والعرب للحكومة المصرية حين رفعت إيجارات المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب دورته المقبلة الـ48 ، فيما يعاني معظمهم من ارتفاع تكلفة الكتاب بعد تزايد أسعار الدولار، وهو ما تداركته الحكومة لاحقا بتحجيم إيجار المصريين، والإبقاء على نسبة تخفيض للعرب.

أما في تونس فقد خرجت مطالبات باستقالة وزير الثقافة الجديد محمد زين العابدين ، متهمين إياه بالدعاية لنظام “بن علي” المخلوع بفعل ثورة تونس 2010 .

وفي تونس أيضا، شكا المراقبون من عجز أنشطة تظاهرة ” صفاقس عاصمة الثقافة العربية ” لضعف التمويل وقام نوّاب صفاقس في مجلس الشعب بمراسلة وزيرة الماليّة لمياء الزريبي ، وهو ما ردت عليه بقولها “ماعنديش فلوس”!

أما في الجزائر، فقد تصدرت قرارات التقشف الحكومي بأنشطة الثقافة عناوين الصحف وتظاهرات المحتجين ضد قرار الوزير عز الدين ميهوبي.

وعربيا، كان العجز المالي كذلك عنوانا لإغلاق عدد من أشهر الصحف والمجلات العربية والعالمية، ومنها “العربي” الكويتية العريقة، “السفير” اللبنانية” التي اضطرت لبيع أرشيفها في سابقة خطيرة، و”الإندبندنت” البريطانية في طبعتها الورقية و”البابيس” الإسبانية الشهيرة أيضا.

شبح الاغلاق يطارد مجلة العربي

.. عالميا ، هددت الصين بسحب تمويلها السنوي لمنظمة اليونسكو، بعد قرار المنظمة بضم الوثائق الخاصة بمذبحة نانجينغ، لسجل ذاكرة العالم، وهى المذبحة التى كان ارتكبها الجيش الامبراطورى اليابانى بعد هجومه على مدينة نانجينغ الصينية فى عام 1937 حيث، ووفقا لما يقوله المؤرخون، تم وقتها قتل ما بين 200 إلى 300 ألف من الصينيين أغلبهم من المدنيين.

- مؤلف الأغاني والمطرب العالمي بوب ديلان تسبب بأزمة كبرى لمؤسسة جائزة نوبل، بعد تجاهله لفوزه بجائزتها للآداب هذا العام، والذي أثار حفيظة قطاعات واسعة من المثقفين حين أكدوا أن تأليف الأغاني عمل مختلف عن مفهوم الأدب المدون بالكتب والذي يعاني أصحابه من الحاجة المستمرة للتشجيع وسط تراجع معدلات القراءة، فيما اتهمه كتاب عرب بالميول الصهيونية. لكن المثير حقا هو عدم اكتراث “ديلان” بالجائزة وعدم حضوره حفل توزيعها، رغم اعترافه بأنها شعور يشبه “الوقوف على القمر”!!

- تصدر د. يوسف زيدان أزمة كبرى، بعد تصريحات في مهرجان “ثويزا” بطنجة، بأن عرب شبه الجزيرة العربية “سُراق إبل ” ما أثار ضجة كبرى بدول الخليج، وأن اللغة العربية منبعها اليمن قبل انهيار سد مأرب.

زيدان من جدل القدس .. لجدل عرب الجزيرة

- الشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي كان مثار أزمة إيرانية تركية أفغانية، حين ادعت كل منهم ضمه لتراثها الثقافي بقائمة اليونسكو، وولد الشاعر الصوفي بالفعل في خوراسان في أفغانستان الحالية، وكتب ديوانه الشهير “المثنوي” بالفارسية. ولكنه أمضى جل حياته في أراضي ما سيصبح لاحقا الدولة العثمانية.

- تهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني حامت بعدد من الوجوه الثقافية العربية هذا العام، وأحد هؤلاء كان وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني حين دعا لرؤية التطبيع “من زاوية جديدة” داعيا لـ”ترجمة الأدب العبري للعربية” مباشرة. أما الأديب اللبناني الفرنسي أمين معلوف فقد حلّ ضيفا بالفعل على القناة الإسرائيلية i24 ، ما دعا كاتب كبير بحجم واسيني الأعرج للتساؤل متأسفا : ما الذي ينقص معلوف ليسقط هذه السقطة التي تحرق تاريخه بذاكرة قرائه العرب؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل