المحتوى الرئيسى

30 عاماً من الفشل الأميركي في الشرق الأوسط.. تساؤلات مربكة ومحبطة حول استراتيجية واشنطن بالمنطقة

12/31 08:10

أرى أنك اطلعت على تغريدته الأخيرة خلال الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إن على أميركا تعزيز قدراتها النووية إلى أن "يعود العالم إلى رشده".

من يعرف ماذا يعني بهذا الكلام؟ آمل فقط أن يأخذ العالم تغريدات ترامب على أنها نوع من الدعابة، وينتظر حتى يدخل الرئيس المنتخب إلى واشنطن ونرى ما الذي سيحصل حينها. عندها سيكون لدى ترامب مستشارون ومساعدون يتحدثون بالنيابة عنه سيكون بإمكان هؤلاء تفسير ما كان يعنيه أو ما كان يجب أن يفهم من كلامه، ولكن الأسلوب المتسرع الذي يعتمده ترامب الآن يبدو بلا شك غبيا ومثيرا للقلق.

يبدو ترامب كسياسي هاوٍ لا يملك أية رؤية محددة للملفات الجغراسياسية، فمن الذي سيحدد سياسته الخارجية؟ وهل يمكننا توقع ما ستكون عليه هذه السياسة؟

لذلك نحن نتابع بكل اهتمام طريقة تشكيل دائرة المقربين من الرئيس، فعندما نرى أن الجنرال المتقاعد مايكل فلين سيكون مستشاره للأمن القومي، لا يمكننا أن نشعر بالارتياح. فالجنرال فلين شخص متشدد ومصاب بالإسلاموفوبيا، لدرجة أنه يتبنى نظرة مفادها أن هذا العالم مليء بالمخاطر والأعداء، وأن "الولايات المتحدة مطالبة بمضاعفة جهودها لمحاربة الوحوش".

وفي المقابل، شاهدنا تعيينات أخرى على رأس وزارتي الدفاع والخارجية، وهؤلاء المعنيون يبدون كأشخاص يستحقون الثقة. ولكن ما هي نواياهم؟ بصراحة لا أرى أن المؤشرات تبشّر بخير، خاصة تعيين رئيس تنفيذي لشركة نفطية عملاقة على رأس وزارة الخارجية.

من جهة أخرى، يبدو الجنرال المتقاعد من البحرية جايمس ماتيس في كل الأحوال كشخص يحظى بالاحترام داخل الجيش، وهو رجل ذكي، وعلى عكس ترامب فهو يقرأ الكتب ويأخذ الأفكار على محمل الجد. ولكن ما الذي يعنيه أن يكون المسؤول عن وزارة الدفاع جنرالاً يحمل أربع نجمات على كتفه وقضى 15 سنة في إدارة الحروب؟

لا يمكننا التنبؤ بأي شيء.

دعني أسألك بشكل أكثر تحديدا حول الصين، هذه القوة العالمية التي لم تفصح بعد عن طموحاتها في القرن 21، كيف ترى حدود الدور الأميركي في التأثير على طريقة تفكير الصينيين؟ وما هي الآثار بعيدة المدى لذلك؟

أنا متردد في قول هذا، بما أنني لست متخصصا في الشأن الصيني. وأنت لخصت رأيي بشكل دقيق، من خلال قولك إن السؤال المحوري هو "ما الذي تريده الصين؟" كيف يرون موقعهم مستقبلا في النظام العالمي؟ ما هي طموحاتهم؟ في تقديري هم أنفسهم لم يقرروا هذا بعد.

والجدير بالذكر أن مهمة الولايات المتحدة تتمثّل في فعل كل ما بوسعها لتجعل من صعود الصين لمصافّ الدول العظمى أقل ضرراً لمصالحها. يجب أن لا نحرم الصين من الاحترام الذي تتوقعه هي منا كقوة عظمى، ونجد طريقة لتتأقلم طموحاتنا مع طموحاتها وطموحات اليابان وكوريا الجنوبية ومجموعة من الدول الأخرى.

لقد شارف الوقت على الانتهاء، لذلك أود أن أسمع توقعاتك بشكل عام حول ما تسير إليه الأمور، إذ يبدو أن النظام العالمي الذي تم ترسيخه بعد نهاية الحرب الباردة يتآكل شيئاً فشيئاً.

إلى أين يجعلنا نسير؟ هل نحن إزاء نظام عالمي ثنائي القطبية أم متعدد الأقطاب أم أن الأمر يتعدّى ذلك؟

أعتقد أننا نسير نحو عالم متعدد الأقطاب. سنحافظ على مكانتنا باعتبارنا اللاعب الأكثر أهمية وقوة على الصعيد الدولي، ولكن القواعد التي تم وضعها مع نهاية الحرب الباردة حول عالم أحادي القطبية تحكمه قوة عالمية واحدة مسيطرة أصبحت الآن أمراً مذموماً، وهذا موقف مفهوم.

إن ما نراه الآن هو نظام عالمي سيكون فيه عدد من اللاعبين الكبار، وسيتوجب أخذ مشاغل ومخاوف كل هؤلاء اللاعبين بعين الاعتبار. من جهة، توجد الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وروسيا، ومن جهة أخرى توجد عدد من الدول الأخرى ذات الدور الأقل أهمية على غرار تركيا وكوريا الجنوبية.

ولذلك فإن التحدي الذي نواجهه يتمثل في التوصل لطريقة ما للمحافظة على نوع من التوازن والاستقرار، وكيف يمكن جعل هذه القوى تتعامل بشكل إيجابي فيما بينها. كما يجب أن يكون التعايش المشترك هو هدفنا، ليس فقط الشعارات الجوفاء مثل "السلام على الأرض" و"النوايا الطيبة تجاه الإنسان"، التسامح والتعايش المشترك يجب أن يكون هدفاً واقعياً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل