المحتوى الرئيسى

الأزمة اليمنية: ماذا حدث في 2016 وماذا سيحدث في 2017.. ولماذا تناساها العالم؟

12/30 20:57

بدأت الأزمة اليمنية منذ أربعة أعوام تقريبا، وكلما مر الوقت اشتدت وطأة الحرب خاصة على المدنيين، فوسط تبادل أطراف النزاع (المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة) الاتهامات، وإلقاء كل منهما اللوم على الآخر، بالإضافة لتورط المملكة العربية السعودية في الأزمة، تدهورت القيمة الشرائية للعملة، مما تسبب في تفاقم الأزمة الغذائية، وزيادة نسبة النزوح في اليمن، إذ اضطر ملايين لمغادرة منازلهم، دون العثور على مكان يحميهم من خطورة الأوبئة والأمراض.

وبالرغم من زيادة عدد القتلى والجرحى، وتشرد العائلات، تيتم الأطفال، إلا أن المجتمع الدولي لم يمنح اليمن الاهتمام الكافي، والذي تستحقه، وفي هذا التقرير نستعرض ماذا حدث لليمنيين خلال 2016، وماذا سيحدث العام المقبل، بحسب خبراء سياسيين وعسكريين.

- كيف أثرت الأزمة على أحوال المواطنين؟

قدّرت التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية الصادرة في أغسطس الماضي، عدد القتلى نتيجة الصراعات في اليمن، بحوالي 6 آلاف و600 شخص، بداية من مارس وحتى أواخر يوليو الماضي، وسجلت التقارير 32 ألف و 964 جريحا خلال نفس الفترة.

وقالت التقارير الصادرة عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن الهجمات الجوية للتحالف بقيادة السعودية مسؤولة عن مقتل ما يقرب إلى 60 % من إجمالي عدد القتلى. 

تسببت النزاعات في ارتفاع نسبة النزوح لتصل إلى أكثر من 3 مليون ومائة ألف شخص، من بينهم مليونان ومائتا ألف مشردين داخليا، بحسب التقرير الصادر عن الأمم المتحدة هذا العام.

ويشير التقرير إلى ارتفاع نسبة نسبة النزوح بجميع أنحاء اليمن لتصل إلى 7% منذ أبريل الماضي، ويعيش حوالي 62 % من النازحين في أماكن إيواء غير ملائمة.

أصبحت أزمة وفاة الأطفال بسبب بعض الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسهولة مثل سوء التغذية، والإسهال أعلى معدلاتها هذا العام، إذ أوضحت تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن طفلا واحدا يموت في اليمن كل 10 دقائق.

وبحسب تقارير اليونيسيف، فإن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، الذي يعرضهم للوفاة في أي لحظة، ارتفع ليصل إلى 200 & مقارنة بعام 2014.

وبعيدا عن إصابة الأطفال بالأمراض، فإن الأطفال الذين تسربوا من التعليم، بسبب قسوة الظروف، ومقتل ذويهم، أصبحوا أكثر عرضة للتجنيد أو الاستغلال الجنسي، بحسب المتحدث الرسمي باسم اليونيسيف في اليمن محمد الأسعدي.

في مطلع نوفمبر الماضي، نشرت الأمم المتحدة تقريرا يحمل عنوان "اليمن على شفا مجاعة"، وحث منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، على وقف الحرب في اليمن، وإنهاء معاناة أهله فورا.

وفقا أوبراين، فإن القتال في اليمن تسبب في كارثة جعلت أكثر من 21 مليون شخص، أي ما يقرب من 80 % من اليمنيين، في حاجة للمساعدات الإنسانية، ومن بينهم أكثر من مليوني شخص يعانون سوء التغذية.

وأظهر تقييم أجرته الأمم المتحدة وعدة منظمات إنسانية حقوقية، أن حوالي 19 محافظة يمنية من بين محافظاتها الـ22، تواجه انعداما حادا في الأمن الغذائي، وحذرت من أن الوضع في المناطق المتضررة سيزداد سوءً مع مرور الوقت، واستمرار النزاع. إذ أن 70 % من السكان في بعض المحافظات يجدون صعوبة بالغة في الحصول على طعام.

تفشت الأوبئة في العديد من المناطق باليمن، نظرا لإجبار المواطنين على النزوح، وانقطاع المياه، ونقص المواد الغذائية، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فتم تأكيد إصابة 103 شخص بالكوليرا، وأكدت سجلات وزارة الصحة العامة والسكان وفاة 61 شخصا بسبب الوباء نفسه.

لماذا لم تحصل الأزمة اليمنية على اهتمام المجتمع الدولي؟

مقارنة بالاهتمام الواضح الذي تحصل عليه الأزمتين السورية والعراقية بالتحديد، وحرص المجتمع الدولي على انهائها، والعثور على سبل مناسبة لفض النزاعات هناك، فإن الأزمة اليمنية تعيش في الظلام ولا يهتم بها أحد، ويتجاهلها أغلب الزعماء السياسيين.

وفي مقال نُشر بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية في أكتوبر الماضي، فإن تناسي العالم الدولي للصراع اليمني، بالرغم من كونه أحد أكثر الصراعات قسوة، في أكثر البلدان فقرا، قد يرجع إلى أنها لا تمثل خطورة كبيرة على روسيا مثلا، أو الولايات المتحدة الأمريكية، وليس لها تأثير قوي على المصالح الأوروبية والأمريكية، على عكس الأزمة السورية، أو العراقية.

وقالت الصحيفة إن الحرب اليمنية لا تعد أول حرب يتناساها العالم، فسبق وتجاهلوا الحرب في جنوب السودان، في سريلانكا، لأنهم لا يشكلون خطورة رئيسية على الدول الكبرى، كما أن معدل الوفيات في اليمن أقل كثيرا منه في سوريا والعراق.

يتفق الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مع تحليل الصحيفة الأمريكية، فقال في اتصال هاتفي مع مصراوي إن سوريا شهدت تدميرا كبيرا، وشهدت إبادة، وتورطت فيها دول كبرى، بالإضافة لتحرك روسيا على الحدود التركية، مما أزعج دول الحلف الأطلسي، وأزعج السعودية ودول الخليج العربي.

وشبه حسين، ما يجري في اليمن بما حدث في أفغانستان، فلم يكن العالم مهتما بما يحدث فيها، حتى تدخلت روسيا، فاستيقظ العالم، وانتبه أنه بسيطرة روسيا على الأراضي الأفغانية، ستصبح المنطقة القوقازية بأكملها تحت سيطرتها.

ويبرر العقيد حاتم صابر، خبير الإرهاب الدولي، عدم منح العالم الاهتمام الكافي لليمن، في كونها هدف رئيسي وهام للمملكة العربية السعودية فقط، على عكس سوريا والعراق اللتين تتشابك فيهما الكثير من المصالح الدولية، فاليمن دولة خالية من الثروات الطبيعية، ولا يمكن أن تحقق فيها أي مصالح دولية.

ويقول، في اتصال هاتفي مع مصراوي، :"إن العالم كله يتنازع سياسيا في سوريا، لكن اليمن لا تُذكر سياسيا، ولم تستطع السعودية تحقيق أي انتصارات هناك".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل