المحتوى الرئيسى

«شوفينمون»: يسارى فشل فى الفوز برئاسة فرنسا فهاجم المسلمين ثم تولى قيادتهم

12/30 20:28

هو مسيحى يسارى متمسك بالأفكار العلمانية الصارمة، ليست له علاقة بالإسلام، بل حين كان وزيرًا للداخلية، ثم الدفاع فى بلاده فى الثمانينات والتسعينات، كانت تصريحاته كلها موجهة لانتقاد المسلمين ومهاجمتهم بتهمة عدم الاندماج والتسبب فى اثارة المخاوف والعنصرية ضدهم، حتى عندما فشل فى الفوز فى الانتخابات الرئاسية ببلاده عام 2012، وفار بها فرانسوا هولاند، لم يخلوا برنامجه الانتخابى من توجيه اللوم للمسلمين، لذا كانت مفاجأة للفرنسيين سواء مسلمون أم غير مسلمين، ولكل العالم الإسلامى ان يتم اختياره رئيسا لأول مؤسسة إسلامية رسمية تابعة للحكومة فى فرنسا تحمل اسم «إسلام فرنسا» فى أغسطس الماضى، إنه اليسارى جان بيار شوفينمون.

ولد شوفينمون- 77 عاما- وهو من اسرة ليست لها علاقة حقيقية بالسياسة، ومع ذلك برز اسمه كيسارى نشط فى حزبه «الاتحاد من اجل الحركة الشعبية»، ونجح حزبه فى الدفع به لحمل حقيبتين وزاريتين، الأولى للداخلية، ومن بعدها الدفاع، وخاض فى عام 2012 المنافسة فى الانتخابات الرئاسية امام فرانسوا هولاند، إلا انه خسر الانتخابات، وكانت توجهاته السياسية صارمة وحاسمة، وطالت صرامته الجاليات المسلمة، فوجه اليها الانتقادات المتعددة، وهاجم سلوكيات المسلمين التى اعتبرها انعزالية، ومسببة فى إثارة العنصرية ضدهم من الفرنسيين، وقال «بصراحة أعتقد أنه يجب ألا نوجه أصابع الاتهام دائمًا إلى المجتمع المضيف».

ومع ذلك والمثير فى الأمر، انه عندما قررت فرنسا انشاء مؤسسة سياسية رسمية للمسلمين، لتكون جسرًا للتواصل بين المسلمين والمجتمع الفرنسى، تم اختياره كرئيس لمؤسسة الإسلام السياسى، وتعد أول مؤسسة رسمية تعمل على دمج المسلمين فى المجتمع الفرنسى، وقدمته الكثير من الأوساط على أنه أحد العارفين الكبار بالعالم الإسلامى، حتى ان وزير الداخلية الفرنسى وصف هذا الاختيار بأن شوفينمون «يمتلك كل الكفاءات» التى تساعد على «بناء إسلام فرنسى يحترم القيم الجمهورية، وتم اعتباره على انه تلميذ لجاك بيرك، الاختصاصى المشهود له فى الشأن الإسلامى الذى قام بترجمة القرآن، إلا أنه بعد تعيينه بفترة قصيرة فى رئاسة المؤسسة الإسلامية تعرض لانتقادات بسبب تغريدات قال فيها إنه على المسلمين أن «يتصرفوا كالباقين» كما انتقد ارتداء «البوركينى» وهو المايوه الشرعى على الشواطئ الفرنسية، وقال أمام مجموعة من المراسلين الأجانب إنه «ليس من الذوق أن تتوجه النساء اللواتى يرتدين البوركينى إلى الشواطئ بعد أسبوعين من هجوم «نيس» التى لا تبعد سوى 20 أو 30 كيلو مترًا، فمن المحتم ان ذلك سيسبب الدهشة، والفزع وعدم الارتياح بين الناس، لذا اطلب من أبناء وطنى المسلمين بدافع الصداقة أن يبذلوا جهدًا طفيفًا للتأقلم مع عادات المجتمع المضيف، ولم يعارض أبدا منع العديد من شواطئ بلدات فرنسا ارتداء البوركينى.

وينسب اليه رغم تناقضاته مع المسلمين فى المواقف والتصريحات، ينسب له انه أول الداعين إلى تأسيس مؤسسة من هذا النوع، تجمع مسلمى فرنسا، وتعمل على قلب المعادلة فى الدولة المسيحية لفائدة الفكر الإسلامى المستنير على حساب التيارات المتشددة المنتشرة فى البلدان العربية او التى تحاول اختراق الدول الأوروبية ومنها فرنسا، لكنه هو ايضا من قال مؤخرا لصحيفة «لوباريزيان» تعليقًا على ضاحية «سان دونى» فى باريس، إن «الفرنسيين على طريق الانقراض فى هذا الحى» اشارة منه الى هيمنة الأصول الأخرى والأجانب بالمنطقة، وهو الذى دعا المسلمين ايضا إلى ألا يكونوا مرئيين بشكل كبير أثناء ممارستهم لعبادتهم، اى يعمدون الى الاختفاء اثناء اداء عباداتهم، وهو ما جعل عبدالله زكرى، وهو رئيس المرصد الفرنسى لمكافحة الإسلاموفوبيا، الى الرد بأن «المسلمين ليسوا فئرانًا حتى يختفوا عن الأنظار لممارسة عبادتهم»، كما قالت تغريدات ساخرة من النشطين المسلمين بأنه على المسلمين الذاهبين إلى المسجد للصلاة، أن يقولوا إنهم فى رحلة للبحث عن البوكيمونات، ووصفوا دعواته بالتعارض ضمنيًا مع هدف الحكومة الاشتراكية لفتح فصل جديد فى العلاقات بين فرنسا والمسلمين البالغ عددهم ما بين 4 إلى 5 ملايين نسمة بعد سلسلة من الهجمات الجهادية، وذلك من خلال إنشاء المؤسسة الإسلامية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل