التغذية الحدسية والوجبة البطيئة تجعلك تستغني عن كل حمية
بعد فترة أعياد الميلاد وما تخللتها من أطعمة عديدة ومتنوعة، فإن الاحتفالات برأس السنة الميلادية تعد بالنسبة للكثيرين فرصة إضافية لإعداد موائد احتفالية مليئة بما لذ وطاب وطبعا الإسهاب في أكل كل شيء من لحم وحلوى ومعجنات وغيرها. ويجد بعدها الكثيرون أنفسهم يواجهون السمنة أو على الأقل زيادة كبيرة في الميزان. البعض يحاول التخلص منها عبر حميات شاقة قد تحقق الهدف المرجو. فيما يفضل البعض الآخر اللجوء إلى طرق أقل قساوة وأكثر صحية. ومن بين تلك الطرق: توجه غذائي جديد يهدف إلى استبدال كل حمية بالتغذية البطيئة، وفقا تقرير لمجلة فوكوس الألمانية نشرته على موقعها اليوم الخميس (29 ديسمبر/كانون الأول 2016).
الفكرة وراء الأكل ببطئ تكمن في تناول الطعام انطلاقا من الحدس بدلا من احتساب السعرات الحرارية. فكرة توصف بأنها صحية أكثر وأنها تجلب الهدوء إلى الطعام. ففترة الشتاء عادة ما تتغير عادات الناس الغذائية.فالبرد وقصر النهار والسماء الرمادية التي تكسوها الغيوم تجعلنا نفضل البقاء في الدفء في البيوت ونحتسي البعض من المشروبات الساخنة المسكرة ونأكل قطعا من الحلوى. كما أن فترة الأعياد خلال نهاية العام والمعايدات المختلفة بين الأهل والأصحاب تجعلنا نتناول العديد من الأطباق لذيذة وقطعا من الحلوى. فمثل هذه الأطباق تجعلنا نشعر بالاستمتاع ونقضي أوقاتا جميلة، خاصة بعد سنة طويلة من الكد والجد.
الأسباب متعددة – والنتيجة واحدة: السمنة
الأكل السريع وغير المنظم أحد أهم أسباب الإصابة بالسمنة...
كما أن الطعام يجب أن يكون في الآن لذيذا وصحيا يجعلنا أكثر قوة وحيوية ونشاطا. لكن الأمر يصبح صعبا جدا إذا ما تمسكنا بعاداتنا الحالية في الطعام: فنحن نأكل بسرعة دون الانتباه لما نأكله. كما أننا لا نعير أي اهتمام للطعام الذي نتناوله وبدلا من ذلك نتحدث ونتناقش ونركز انتباهنا أحيانا على هاتفنا الذكي. وبذلك نجهد أنفسنا عصبيا والطعام يتحول إلى مجرد وجبة سريعة نسد بها رمق جوعنا.
وكردة فعل على ذلك تطورت خلال السنوات الـ25 الماضية حركة الوجبة البطيئة (Slow-Food) والتي كانت تدافع عن مبدأ مفاده: "من خلال كل وجبة نتناولها، فإننا نتخذ قرارات ذات تداعيات كبيرة على حياتنا. فالأمر يتعلق هنا بالمذاق والجودة الإيكولوجية والجهوية وجودة المطعم أيضا"، وفق ما جاء في التقرير الالكرتوني لمجلة فوكوس الألمانية.
فإذا ما تناولنا قطعة خبر مثلا هكذا ونحن مشغولون إما بالعمل أو بالقيام شيء آخر، فلا عجب إذن أن نشعر بعدها بساعات قليلة بالجوع. حينها نتساءل: "ما الذي أكلته اليوم؟ وهل أكلت شيئا بالفعل؟" ثم نجد أنفسنا نتناول شيئا آخر دون أن تكون لنا في الواقع أي شهية للطعام.
أستاذ التأمل تيش نهات هان متخصص في تدريس تناول الطعام ببطئ وبانتباه. يؤكد في تصريح لمجلة فوكوس الألمانية أن الأمر لا يتعلق هنا بنوعية الطعام الذي نتناوله وإنما بالطريقة التي نتناوله بها. ويوضح أنه من خلال مثال التفاحة يمكننا أن نتدرب على ذلك جيدا، بحيث يقول: "اقضم قطعة من التفاحة وأمضغها ببطئ مرات عديدة. لا تدع أحدا أو أي أمر آخر يلهيك عن ذلك. استمتع بكل مضغة وبأكل التفاحة."
الاستمتاع بالأكل والإصغاء لإشارات الجسد
ابتعد عن الزيوت والوجبات السريعة واستبدلها بوجبات من الخضار الطازجة أو المسلوقة.
السمنة والوزن الزائد مشكلتان كبيرتان لدى كثير من الناس. لكن يمكن تجنبها بسهولة إذا اتبعت بعض النصائح البسيطة في طريقة التغذية. تعرف على أهم هذه النصائح في ألبوم الصور التالي.
حتى الأطعمة الصحية يمكن أن تضيف لك سعرات حرارية فائضة تسبب السمنة. الحل هو تنظيم الطعام على شكل وجبات غذائية متعددة، إذ ينصح الأطباء بتناول خمس وجبات غذائية على الأقل في اليوم.
تناول الطعام عند البعض هو مسابقة لمعرفة سرعة وكمية الأكل! استمتع بوجبتك الغذائية وامضغ الطعام جيداً حتى تشعر بالمتعة والشبع.
الصحون الكبيرة لا تعني فائدة أو فيتامينات أكثر، بل على العكس، يُنصح بتناول ما خف وقل من المواد الغذائية، كقطعة صغيرة من اللحم أو السمك وكوب جبن أبيض أو لبن، أو ملعقة طعام من الدهون.
تجنب الخبز والطحين والسكر الأبيض واستبدلها بالخبز والطحين والسكر الأسمر. وبذلك تحمي نفسك من أمراض السمنة وأمراض تصلب القلب والشرايين.
المشروبات الغازية مضارها كثيرة وتسبب عسر الهضم وارتفاع نسبة السكريات في الدم، بالإضافة إلى أمراض السمنة. بينما يعتبر الماء مادة أساسية لهضم الغذاء وسريان الدم في الجسم وتنشيط الدورة الدموية. ويُنصح بشرب لترين من الماء على الأقل يومياً.
أوقات تناول الطعام عند البعض ثابتة وروتينية، وقد يتناولون الطعام على الرغم من عدم شعورهم بالجوع. والأفضل تناول الطعام فقط عند الشعور بالجوع والتوقف مباشرة عند الشعور بالشبع.
ابتعد عن المواد الغنية بالدهون المشبعة والسكريات واستبدلها بمواد ذات دهون طبيعية أو تحتوي على مادة أوميغا 3، مثل السمك.
المشي بعد الطعام مفيد جداً لهضمه، بالإضافة إلى تزويد الجسم بالأكسجين. أما الخمول والكسل فهما طريقك إلى السمنة.
عاهد نفسك أنك لن تستسلم لمغريات الطعام. صحتك ومستقبلك أهم من قطعة شوكولاتة فاخرة أو علبة مشروبات غازية لذيذة أو وجبة طعام دسمة.
Comments