المحتوى الرئيسى

نقاد: «أفراح القبة» أهم ظواهر دراما 2016 ومحمد رمضان أكد نجوميته بشكل مطلق

12/30 10:51

• طارق الشناوى: نيللى كريم حصلت على درس قاسٍ وغادة عبدالرازق استنفدت مرات الرسوب

• حسنى صالح: جراند أوتيل عمل يهدد الهوية المصرية وليالى الحلمية كُتب له الفشل منذ البداية

• نادر عدلى: ورش الكتابة أفقدت المسلسلات طعمها والأعمال الكوميدية كانت فى أضعف حالاتها

• ماجدة موريس: ارتفع سقف الحرية فأبدع المخرجون وشهدنا شجاعة فى الطرح والتناول

اجتمع النقاد وصناع الدراما على ان مسلسل «أفراح القبة» يعد أحد اهم الظواهر الايجابية للدراما لعام 2016، سواء على مستوى الموضوع أو الاخراج والتمثيل، وأكدوا ان موسم الدراما هذا العام شهد العديد من الظواهر التى تستحق الوقوف عندها والحديث فى تفاصيلها سواء على مستوى المحتوى الدرامى، أو على مستوى الفنانين أنفسهم فمنهم من اكد على نجوميته والمكانة التى وصل اليها، ومنهم من حصل على الكارت الاصفر او الانذار فى اشارة إلى ان البساط قد ينسحب من تحت أقدامه اذا لم يتم تدارك الازمة التى واجهها هذا الموسم، و«الشروق» تستطلع آراء بعض النقاد وصناع الفن عن أهم ظواهر الدراما التليفزيونية هذا العام.

الناقد طارق الشناوى قال: شهد هذا العام العديد من الظواهر الفنية، فى مقدمتها ظاهرة الفنان محمد رمضان، الذى اكد على نجوميته والمكانة التى وصل اليها بشكل مطلق، ويكفى ان المقاهى ازدحمت عن اخرها أثناء عرض مسلسله «الاسطورة» بنفس الازدحام اثناء عرض مباراة كبيرة لكرة القدم، ويعد مسلسل «أفراح القبة» احد اهم الظواهر الدرامية ايضا خاصة انه خرج عن المألوف، وراهن على فكرة خارج الصندوق وقدم شكلا جديدا من الدراما قريب من الدراما التجريبية والقصة مأخوذة من نص ادبى للاديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، وهنا لابد من الاشادة ايضا بـ«جراند اوتيل» الذى اعادنا إلى الماضى بشكل غاية فى الرقى وحقق نجاحا واضحا.

وأضاف: قدم عام 2016 عددا من الانذارات لكثير من النجوم منهم الفنانة نيللى كريم، التى حصلت على درس قاسٍ هذا العام بعد ان واصلت تقديم جرعات «حزن ونكد» للجمهور الذى كان له موقف حاسم من هذه النوعية من الاعمال وهو ما دفعها لكى تقدم عملا كوميديا العام المقبل، وإنذار اخر للفنانة غادة عبدالرازق التى استنفذت عدد مرات الرسوب لعامين متتالين ليصبح عام 2017 هو العام الحاسم لها اما ان تنجح أو تنسحب تماما من المنافسة، وفشل جيل الكوميديا الجدد «على ربيع ومحمد اسامة ومحمد عبدالرحمن فى الاستفادة من الفرصة التى منحت لهم من خلال مسلسل «صد رد» وحققوا اخفاقا كبيرا قد يؤثر على منحهم فرصا جديدة، بينما اثبت الثنائى دنيا سمير غانم وشقيقتها ايمى قدرتهما على تكوين دويتو فنى جيد بشرط اختيار نص جيد وعدم الاستسهال، وشهد موسم دراما 2016 سقوطا مدويا للمطربين سواء لطيفة أو محمد منير، ولابد من الاشارة لمسلسل «ليالى الحلمية» الذى صنع حائطا كبيرا امام كل من يرغب فى استثمار نجاح عمل قديم بعد الفشل الذى حققه. خاصة انه لو نجح لأصبح موضة.. وأخيرا اقول ان الجيل القديم اصبح «يعافر» بصعوبة للتواجد فهناك اسماء لم يعد لها مكان على خريطة الدراما واسماء مثل عادل امام تقاوم للاستمرار على الخريطة.

من ناحيته قال المخرج حسنى صالح: لفت انتباهى هذا العام مواصلة تمصير الاعمال الاجنبية من خلال «جراند اوتيل» و«هبة رجل الغراب» وهى ظاهرة خطيرة، لابد ان ننتبه جيدا لها خاصة انها تمثل تهديدا حقيقيا لهويتنا المصرية والعربية، ولابد من وضع حدا لها حتى لو حققت نجاحا كبيرا، فنحن لدينا مؤلفون كبار واعمال ادبية تستحق ان نهتم بها بدلا من تمصير اعمال غريبة عنا وعن عاداتنا وتقاليدنا، مثلما حدث مع مسلسل «أفراح القبة»، هذا العمل الكبير الذى لابد من الاشادة بمخرجه محمد ياسين الذى قدم لنا ملحمة فنية متناغمة ومتجانسة وراقية بشكل رائع، تستحق دراستها وهو عمل مأخوذ عن نص لصاحب جائزة نوبل المصرى نجيب محفوظ، وعليه اندهش بشدة من هؤلاء الذين يبحثون عن نص اجنبى، ورغم ان لدى مشروع فيلم مأخوذ من احدى روائع جارسيا ماركيز وقد يظن البعض اننى شخص متناقض أو اكره لغيرى ما احبه لنفسى، ولكن الوضع هنا مختلف فما يحدث فى هذه الاعمال هو طمس كامل للشخصية المصرية ويمثل طريقة جديدة للاستسهال وعدم بذل جهد، مع العلم اننى معجب للغاية بالمخرج محمد شاكر خضير، فرفضى لتمصير الاعمال لا يعنى اعطاءه حقه فلقد اثبت نفسه وبقوة فى المسلسل كمخرج بارع ومحترم.

وأكمل: ومن احد اهم ظواهر دراما 2016 هو تأكيد محمد رمضان على نجوميته وهو فنان غاية فى الذكاء، ورغم انه قدم عملا رفضه الصفوة وشريحة المثقفين الا انه كان مدركا انه بصدد عمل سيكتسح ويحقق نسبة مشاهدة كبيرة، فهو يسعى لتثبيت قدمه كنجم اول وهو ما تحقق له هذا العام من خلال «الاسطورة»، وبخلاف هذا النموذج شهد عام 2016 سيطرة بعض النجوم على الورق، بمعنى استمرار ظاهرة رهان بعض المنتجين على اسماء بعينها من الفنانين ثم اللجوء لمؤلفين يكتبون عملا تفصيلا لهم دون وضع فى الاعتبار اهمية عنصر خيال المؤلف وتأثيره على العمل، فالمؤلف هنا يكون رهن اشارة من الممثل الذى يعطى لنفسه الحق فى حذف أو اضافة كل ما يريده بالسيناريو.

وأشار: توقفت كثيرا عند مسلسل «ليالى الحلمية» فمع احترامى وتقديرى للمخرج مجدى ابو عميرة وفريق التأليف ايمن بهجت قمر، وعمرو محمود ياسين لكن كان خطأ عظيما الاقتراب من الثنائى الاكثر تأثيرا فى الدراما المصرية والعربية عموما ــ اسامة انور عكاشة، والمخرج اسماعيل عبدالحافظ ــ فهى مغامرة محفوفة بالمخاطر اضافة إلى ان «ليالى الحلمية» كانت تعتمد على عنصرين غاية فى الاهمية هما يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وغيابهما اضافة إلى غياب مؤلف ومخرج العمل الاصليين من شأنه ان يبشر بفشل التجربة، وهو ما تحقق للأسف، وعليه حينما عٌرض على اخراج الجزء الثانى من «حدائق الشيطان» استكمالا لمشوار المخرج الراحل اسماعيل عبدالحافظ رهنت موافقتى على موافقة الابطال الرئيسيين للعمل سواء جمال سليمان أو سمية الخشاب ورياض الخولى الذين ارتبط الجمهور بهم.

واتفق الناقد نادر عدلى مع المخرج حسنى صالح فيما يخص ظاهرة التمصير وقال: اندهشت كثيرا حينما اختار بعض النقاد مسلسل «جراند اوتيل» باعتباره المسلسل رقم 1 فى عام 2016، فهو مقتبس من الالف للياء بنفس شكل الملابس والديكور ونفس الاسم ايضا من المسلسل الاسبانى، وكان لابد من انتقاد هذه التجربة بدلا من الاحتفاء بها، خاصة ان التمصير أو الاقتباس يعد ظاهرة سلبية للغاية فهو يقضى على عنصر الابداع واجتهاد المؤلف ليقدم فكرة جديدة وبتناول مختلف، والمعادل السلبى لهذه الظاهرة ايضا ورش الكتابة التى انتشرت كثيرا هذا العام ومعظم الاعمال لم تخلُ من وجود اكثر من اسم شارك فى كتابة العمل، رغم ان الكتابة هو عمل ذاتى للغاية ويعكس فكر المؤلف وتوجهاته، ولذا فمعظم هذه الاعمال تفتقد للرؤية والطعم المميز واصبحت تعانى من التشتت وهو أمر لابد من احتوائه العام المقبل فالكتابة اصبحت فيما يشبه «السبوبة» فنجد ان الحلقة الواحدة يشارك فى كتابتها 5 أو 6 وتتكرر اسماؤهم فى اعمال مختلفة.

وأضاف: من اهم ظواهر 2016 انسحاب الاعمال الكوميدية من المنافسة، رغم انها كانت إحدى اهم الوجبات الدرامية على مائدة الدراما المصرية، وكانت تنافس وبقوة، ولكن وبالرغم من وجود اكثر من عمل منهم «نيللى وشيريهان» و«صد رد» و«يوميات زوجة مفروسة» وغيرها الا ان الكوميديا هذا العام كانت فى أضعف حالاتها، بخلاف الدراما البوليسية التى انتعشت كثيرا هذا العام وشاهدنا اكثر من 4 اعمال بوليسية متنوعة، واثبت وجودها بشكل كبير على خريطة الدراما بل وتطور التكنيك المستخدم فيها سواء فى «الخروج»، و«الميزان»، و«سبع ارواح» وغيرها.

وأعلن: ويعد مسلسل «أفراح القبة» اهم عمل درامى شهده هذا العام، وهو بمثابة ظاهرة مستقلة بذاتها اولا لانه قدم نمطا مختلفا تماما عما اعتدناه فى الدراما العربية، ونجح المخرج محمد ياسين ان يقدم مسلسلا أقرب لفيلم سينمائى شهد سيطرة المخرج سيطرة كاملة على كل عناصر العمل بخلاف طبيعة المسلسل حيث تكون السيطرة للمؤلف اولا واخيرا، لكن محمد ياسين احكم سيطرته بشكل تام على العمل وقدم لنا مسلسلا رائعا متكاملا فنيا وتمثيليا وكل شىء، واستحق ان يكون رقم 1 بجدارة، والشىء بالشىء يذكر فالفنان محمد رمضان استحق هو ايضا ان يكون النجم رقم 1 لهذا العام اولا لانه قدم العمل الوحيد الميلودرامى بمعنى الكلمة، ثانيا انه قدم نموذجا اختفى تماما من الساحة الفنية منذ سنوات وهو نموذج البطل الشعبى الذى يرفع المظالم عن الناس حتى لو كان مجرما، فهذه الصيغة ادت إلى نجاح المسلسل بشكل كبير رغم كل الانتقادات التى وجهت له فهو المسلسل الوحيد الذى نجح فى مخاطبة الناس، بخلاف ما قدمه النجوم الكبار امثال عادل امام والراحل محمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى وليلى علوى ويسرا الذين يحاولون الصمود امام الاجيال الجديدة متمسكين بوجودهم فى الدراما التليفزيونية بعد ان توقفوا عن العمل بالسينما تماما.

وقال: وشهد عام 2016 خروج «قطاع الانتاج» تماما من الصورة وسيطرة قناة mbc مصر على الساحة باحتكارها معظم الاعمال واصبحت المسيطرة على العملية الانتاجية فى مصر وتحول عدد كبير من المنتجين إلى منتجين منفذين لصالح mbc وحاولت ان تغير قناة on الدفة لصالحها بالتعاقد على عرض بعض المسلسلات لعرضها حصريا على شاشتها وارى ان عام 2016 كان مقدمة لحرب قادمة بين القناتين لاحكام السيطرة على العملية الانتاجية فى مصر.

وترى الناقدة ماجدة موريس ان زيادة عدد المؤلفين والمخرجين هذا العام يعد ظاهرة مهمة للغاية وان دلت على شىء فهى تدل على مدى ثراء مصر بالمواهب الحقيقية وقالت: هناك عدد كبير من المؤلفين الجدد والمخرجين ايضا تواجدوا بقوة هذا الموسم من خلال اعمال مهمة وقوية ساهمت فى اعادة اكتشاف ابطالها مثلما حدث مع الفنانة يسرا التى لعبت بطولة «فوق مستوى الشبهات» الذى شارك فى كتابته 3 من المؤلفين الشباب وقدموها بشكل غير مسبوق بالمرة، كما تميز هذا العام بانتشار الدراما البوليسية التشويقية منها «الخروج»، و«الميزان»، و«سبع ارواح» وغيرها.

واضافت: شهد هذا العام ارتفاعا كبيرا فى سقف الحرية فشهدنا مشاهد غير مسبوقة فى الدراما المصرية مثل ما حدث فى مسلسل «أفراح القبة» الذى امتلأ بالمشاهد القوية والجريئة اذكر منها مشهد سيد رجب مع رفيقه الذى تربطه معه علاقة شاذة، وكذلك مسلسل «ونوس» وهذا الحوار الجرىء جدا بين الشيطان الذى لعبه الفنان يحيى الفخرانى وبين الله وهو ما لم يحدث من قبل ولم يكن يٌسمح به وعليه فاتسمت الدراما هذا العام بجرعة كبيرة فى شجاعة العرض والتناول ولعلها ترجمت بشكل كبير ما يحدث فى الشارع المصرى حيث تطور الناس انفسهم ولم يعد الخوف يعرف طريقا لقلوبهم خاصة بعد ثورة 25 يناير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل