المحتوى الرئيسى

في الذكرى الـ10: كيف تناول الإعلام العربي والعالمي إعدام صدام حسين؟ - E3lam.Org

12/30 10:04

في صباح الثلاثين من شهر ديسمبر عام 2006؛ وبينما كان المسلمون يحتفلون بالعيد الأضحى، بثت جميع وسائل الإعلام العالمية والعربية، مشاهد إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، على خلفية إدانته آنذاك، فيما سُمي بـ”إبادة المدنيين”.

صدر قرار المحكمة العراقية، وقتئذ، بإعدام “حسين” وبعض معاونيه، عقب إدانتهم بمقتل 148 عراقيا من أهالي قرية “الدجيل” _ذات الأغلبية الشيعية_ عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها حسين أثناء زيارته لهذه البلدة في عام 1982.

إعلام دوت أورج في الذكرى العاشرة لإعدام الرئيس العراقي الأسبق، يرصد في هذا التقرير كيف تناول الإعلام العربي والعالمي واقعة إعدامه.

رويترز: تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين

في السادسة من صباح نهاية ديسمبر 2006، نقلت وكالة “رويترز”، عما ذكرت أنه مصادر أمريكية أن حكم الإعدام نُفذ فعليا في الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لتتناقل باقي وسائل الإعلام في جميع أصقاع العالم الخبر.

بث تليفزيون العراقية، مقطع فيديو للحظات إعدام حسين تحت عنوان “نهاية صدام حسين”، وذلك بعد بثه على الإنترنت، وعقب إعلان خبر إعدامه بقليل؛ وهو ما آثار غضب وامتعاض الرأي العام العالمي، لما ظهر في الفيديو من تجاوزات من قِبل الشيعة الذين رافقوه إلى منصة الإعدام.

عقب هذه الإدانات التي عبّرت عنها بشكلٍ واضحٍ منظمة “هيومان رايتس واتش”، فور بث الفيديو، زعمت الحكومة العراقية آنذاك، أنها لم تكن على علمٍ بأن أحدًا ما قام بتصوير عملية الإعدام برمتها، لتكشف مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن مصور هذا المقطع؛ يُدعى “علي المسعدي”، وهو المصور الرسمي لـ”نوري المالكي”، الذي تولى لاحقًا منصب رئيس مجلس الوزراء العراقي.

تعليق الإعلام على فيديو الإعدام

في اليوم التالي، لانتشار فيديو إعدام صدام حسين، تسابقت كافة وسائل الإعلام لوصفه، وبالرغم من أنه كان ظاهرًا للعيان؛ دون حاجة للشرح والوصف، إلاّ أن موقع “الجزيرة”، تناول وصف هذا الفيديو بعنوان “محاولات لاستفزاز صدام في آخر لحظات إعدامه”.

فيما اعتمد موقع “دنيا الوطن” الفلسطيني، على شهود عيان، الذين بدورهم اتهموا الأشخاص الذين رافقوا حسين، بسبه ومحاولة استفزازه، إلاّ أنه لم ينجر لما فعلوه.

بينما اتبعت شبكة (BBC)، أسلوبًا محايدًا من أجل التوثيق، في وصف الفيديو الذي عرضته بعنوان “آخر كلمات صدام”.

العاطفة سيد الموقف في “الصحف المصرية”

مثلما عاش حسين، حياته مصاحبة لجدلٍ كبيرٍ حول شخصه، وقراراته التي وُصفت في كثير من الأحيان بـ”الديكتاتورية”، ثار الجدل مرة أخرى عقب إعدامه في الصحافة المصرية، التي تناولت هذا الحدث بمزيد من التباين؛ إذ أن البعض منها اعتبر اتخاذ قرار الإعدام صباح العيد الأضحى بمثابة “إهانة مقصودة” للمسلمين جميعًا، وهو ما ذُكر في جريدة “المساء” التي حملت على صدر صفحتها الأولى مانشيت “إعدام صدام نهاية لفصل حزين في توقيت غير مناسب”.

واعتمدت جريدة “الجمهورية”، على التغطية الخبرية الممزوجة بـ”العاطفة”، وتصوير حسين لأخر لحظة في حياته بـ”البطل”؛ حيث نقلت “أن منفذي الحكم سألوا صدام قبل اقتياده إلي غرفة الإعدام عما إذا كان يريد شيئا فرد عليهم “لا أرغب في أي شيء.. هيا نفذوه”.

على النقيض تمامًا، حملت جريدة “أخبار اليوم”، مقالًا لرئيس تحريرها الأسبق، إبراهيم سعدة، بعنوان “حتى لا ننسي جرائم صدام”، الذي هاجم فيه المتعاطفين مع حسين، معتبرًا هذا المشهد النهاية العادلة له، مبررًا ذلك بما فعله بحلفائه السابقين في حزب “البعث”، خلال حقبة السبعينات، حيث اتهمهم بالخيانة، ليُحكم عليهم بالإعدام شنقًا؛ دون محاكمة.

وبشكل مباشر اعتبرت صحيفة “المصري اليوم” خلال تغطيتها الإخبارية للحدث، أن إعدام الرئيس العراقي بمثابة “ثأر شخصي” من قِبل إيران، وذلك باستخدام الولايات المتحدة الأمريكية.

بينما حاولت جريدة “الأهرام”، أن تتناول الواقعة ببعض من “العقلانية”؛ إذ حمل العمود اليومي الذي يُعبر عن رؤية المؤسسة عنوان “مستقبل العراق قبل كل شيء”، مقدمة عبر هذا العمود بعض من النصائح للسلطة العراقية، لتتفادي أخطاء العهد البائد؛ كي يتجنب العراق المخاطر، وذلك بحسب “المرصد الإعلامي العراقي”.

على عكس المتوقع كان رد فعل الإعلام الكويتي، على إعدام صدام حسين، الذي غزا بلادهم عام 1990، هادئًا، اذ نقلت وكالة الانباء الرسمية الكويتية “كونا”، بيانًا عن وزير الشئون الاجتماعية والعمل صباح الخالد الصباح، قوله إن اعدام صدام “مسألة خاصة بالعراقيين”.

الجزيرة: الصهاينة أكثر حياءً من الشيعة

لم تختلف طريقة قناة “الجزيرة” في تغطيتها للحدث من ناحية طائفية واضحة، إذ أن الإعلامي فيصل القاسم، بدأ برنامجه “الاتجاه المعاكس” بمقدمة عنيفة؛ قال فيها إن “شارون والصهاينة لم يكن ليقوموا بإعدام صدام حسين في عيد الأضحى، لأنهم أكثر حياءً من حكام العراق الشيعة”.

وما بين وصف الرئيس العراقي الأسبق، بالديكتاتور والضحية في آن معًا، علق القاسم خلال حلقة برنامجه على الحدث، برفقة ضيوفه حينذاك.

الإعلام الأمريكي ما بين الشماتة والغضب

لم يخفِ الإعلام الأمريكي حالة البهجة التي أصابته عقب إعدام صدام حسين، ولكن سرعان ما تلاشت هذه الحالة لتتحول إلى غضب وانتقاد للإدارة الأمريكية، وذلك في أعقاب تسريب فيديو الإعدام.

كان من بين الذين هاجموا الإدارة الأمريكية، الإعلامي كريس ماثيوس، الذي وصف الملابسات التي أحاطت بتنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين بالطائفية، حيث قال خلال حلوله ضيفًا على أحد برامج شبكة “NBC”، “أردنا أن يخسر صدام لا أن يكسب مقتدى الصدر”.

بينما أظهر الإعلامي الأمريكي لدى شبكة “فوكس نيوز”، بيل أوريلي، المزيد من الشماتة على ضوء إعدام حسين، ليعلق قائلًا:” العالم أفضل بدون صدام”.

وصل الأمر إلى أن صحيفة ” فلادلفيا ديلي” شبّهت حسين بـ”هتلر”، معبرة عن فرحتها الغامرة من خلال عنوان على صدر صفحتها الأولى “يا صدام.. أبلغ هتلر السلام”، بحسب “المرصد الإعلامي العراقي”.

أسرة صدام تحت مقصلة الإعلام

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل