المحتوى الرئيسى

عروس الإسكندرية.. ماذا يخبرنا الطب النفسي عن "الاحتياج العاطفي"؟

12/29 23:50

سيدة تبلغ من العمر 60 عامًا تحجز إحدى قاعات الأفراح وتسدد رسومها كاملة، فيظن الجميع أنها تحجز هذه القاعة لزواج أحد أقاربها ربما ابنتها، تمر الأيام وتدخل السيدة إلى القاعة مرتدية فستانها الأبيض ولكن "مافيش عريس".

"سعاد" أو عروس الإسكندرية التي تعيش وحدها بعد وفاة شقيقها -بحسب رواية أحد جيرانها- كانت تنتظر مجيئ عريس خلال رحلة حياتها لكنه لم يأت، بالتزامن مع كثرة الأسئلة "اتجوزتي" "هنفرح بكي امتى" "مافيش حاجة كدا"، ربما كانت سعاد تنتظر العريس لترد على هذه الأسئلة، لكنه لم يأت فأقامت حفل زفاف من دونه، وتعاطف معها أحد العاملين في القاعة وقام بدور العريس الغائب، بينما شارك الآخرون بزفافها الوهمي.

عروس الإسكندرية ليست السيدة الأولى التي ارتدت فستانًا أبيض في غير حفل الزفاف، إذ أقامت مجموعة من الفتيات (الشابات) بارتداء الفستان الأبيض من قبل، لمجرد المزاح، أو احتجاجًا على جملة "هنفرح بيكي امتى"، تلك الجملة التي تعرفها معظم الأناث في المجتمعات الشرقية، هكذا علقت دكتور صافيناز عبدالسلام، استشارى الصحة النفسية والعلاقات.

وتؤكد الدكتور صافيناز أن الاحتياج دافع كبير وراء هذا التصرف، وأن للمجتمع ولأسرتها دورًا لا يمكن إغفاله في هذه الواقعة، مشددة أن سلوك "سعاد" كان غير طبيعي، وأنها بالطبع تعاني مرض نفسي (فصام الشخصية)؛ إذ صنعت قصة من خيالها وأقامت حفل زفاف وهمي، لافتة أنها ستعاني صدمة أخرى هي وصف أسرتها لها بالجنون وإيداعها في إحدى دور الرعاية.

ساعة ونصف هي مدة الزفاف الوهمي التي عاشتها "سعاد"، جلست في الكوشة مع رجل لا تعرفه مع رجل، أخذت خاتمه واحتفظت به، ربما كانت هذه الساعات هي الأسعد، ربما أظهرت سعاد أنها الأسعد، وربما ستكون هي الأتعس على مدار 60 عامًا، خاصة بعد انتهائها بإيداعها في دار رعاية لسلامتها، لا أحد سيعلم مادر بداخلها سواها.

تساؤولات عديدة تثيرها قصة الفتاة الثلاثينية؟ هل المجتمع والأسرة فقط هم من صنعوا قصة عروس الإسكندرية؟ أم أن العمر أيضًا كان عنصرًا مهمًا في هذه القصة؟ هل تظل هذه الفتاة ترفض فكرة الزواج خوفًا من الانتقال من سلطة الأب إلى سلطة الزوج في مجتمع شرقي -رغم رغبتها- طوال حياتها لتصبح حكاية جديدة؟ وهل كل فتاة ترفض الزواج ستعيش نفس قصة عروس الإسكندرية؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل