المحتوى الرئيسى

اعترافات صادمة للموالين للأسد عن نهب المدينة.. الروس ينتشرون في حلب وميليشيات النظام تسرق البيوت

12/29 22:16

"شوارع مدمَّرة، بيوت مسروقة، وجنود ببزّات عسكرية غريبة لا يتكلمون إلا اللغة الروسية" هذا ما كان بانتظار سكان الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعد أن سمحت لهم قوات النظام السوري بالدخول للاطمئنان على ممتلكاتهم في المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، كان قد أعلن يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول 2016 قيام بلاده بنشر 400 جندي كشرطة عسكرية؛ بهدف ضمان الأمن في أحياء المدينة، فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أن كتيبتين من القوات الخاصة العاملة في جمهورية الشيشان توجهتا قبل أسبوعين إلى سوريا يقدر عددهم بنحو 1600 عنصر سيعملون كشرطة عسكرية في سوريا.

بدأ الجنود الروس بالانتشار في أحياء المدينة صباح يوم الإثنين 26 ديسمبر 2016، حسبما يقول الناشط أنور الحلبي (27 عاماً)، المقيم بأحد أحياء مدينة حلب، لـ"هافينغتون بوست عربي".

يضيف قائلاً "لكن وجودهم اقتصر حتى الآن على حي السكري والمدينة القديمة، إضافة إلى منطقة جبرين في الريف الشرقي التي تضم عدداً كبيراً من مراكز إيواء النازحين".

ويوضح الناشط السوري أن هناك توتراً موجوداً أصلاً قبل وجود الروس بسبب تمركز ميليشيات طائفية عراقية ولبنانية في الأحياء الشرقية للمدينة.

أما عن نظرة سكان حلب للقوات الروسية التي بدأت بالانتشار في شوارع المدينة، فيقول أنور: "بكل تأكيد، هذه القوات -ومهما اختلفت مسمياتها- هي قوة احتلال أجنبي، لن تختلف عن أي قوات عراقية-إيرانية أو لبنانية إلا في اللغة والزي العسكري".

وأضاف قائلاً: "إن هناك حالة رفض عامة لوجود أي قوات غير سورية، حتى في المناطق التي لم تخضع يوماً لسلطة المعارضة، ولا أتوقع أن يتم قبولهم شعبياً رغم المحاولات التي يقومون بها كتوزيع السلات الغذائية على العائلات النازحة أو الحلوى على الأطفال".

ويرى الحلبي أن هناك أسباباً عدة لإرسال روسيا لجنودها كشرطة عسكرية بالمدينة؛ أهمها: التخوّف من عمليات انتقامية بحق السكان الراغبين في العودة إلى بيوتهم، والتقليل من النفوذ الإيراني، خاصة بعد ما تسرب عن الخلافات حول إتفاق الإجلاء.

لم أستطع التعرف على بيتي

"بعد انتظارنا لأكثر من 3 ساعات، قال لنا الضابط المسؤول عن حاجز السكري أحد أحياء حلب الشرقية: يجب أن تعودوا قبل غروب الشمس، فالأوامر تقضي بإطلاق النار على أي شيء يتحرك في الظلام".

بعد هذا الوعيد، سمح الضابط لأبو عامر ومن معه بالدخول لتفقد منازلهم التي تركوها منذ أسابيع.

"ولكن بالإضافة للدمار، كان هناك شيء غريب في حلب"، حسبما يقول أبو عامر (42 عاماً) لـ"هافينغتون بوست عربي"، "في البداية، استوقفتنا مجموعة من الجنود لتفتيشنا، زيُّهم الغريب والعلم الروسي المرسوم على ذراعهم أكّدا لي ما سمعناه من شائعات عن نية روسيا السيطرة على المدينة".

ويتابع قائلاً: "في البداية، لم أتمكن من تمييز شوارع الحي الذي سكنته أكثر من 30 عاماً! القصف العنيف الذي شهدته المنطقة طوال السنوات الماضية وحّد أشكال الأبنية وحوّل الأحياء المهدَّمة إلى توائم يصعب التمييز بين شوارعها إلا باختلاف حجم الدمار".

وصل الأمر بأبو عامر إلى درجة أنه لم يتعرف على بيته بسبب الدمار؛ إذ يقول: "عند الباب، أعدت التأكد ولـ3 مرات من أن البيت الذي أمامي هو بيتي، فقد كان خالياً من كل شيء إلا الجدران، الأثاث التجهيزات الكهربائية والثياب كلها سرقت، حتى إنهم اقتلعوا الأبواب والنوافذ من أماكنها!".

"وعند سؤالنا عند حاجز الجيش السوري النظامي القريب عن ذلك، أخبرونا بأن المسلحين هم من أفرغوا البيوت قبل انسحابهم من المدينة".

يعلق أبو عامر على هذا الاتهام للمعارضة المسلحة: "لقد قضيت في هذا البيت 4 سنوات ونصف السنة كانت المعارضة تسيطر على المناطق التي توجد بها ولم يتعرض البيت يوماً للسرقة، وعندما اضطُررت إلى أن أتركه قبل شهر وأنزح باتجاه مناطق سيطرة الجيش النظامي بسبب القصف الشديد لم يتعرض بيتي خلال تلك الفترة لأي عملية سرقة".

كما لفت صاحب البيت المنهوب الانتباه إلى أنه "حسب ما نقلته وسائل الإعلام السورية الرسمية، فإن اتفاق الإجلاء لم يسمح للنازحين إلا باصطحاب حقيبة واحدة لا تكفي، بحسب اعتقادي، لنقل أثاث بيت كامل"، في إشارة إلى عدم منطقية الاتهام لمسلحي المعارضة بنهب أثاث بيته.

لم يكن أبو عامر فقط هو من تعرض لعمليات السرقة أو "التعفيش" كما بات السوريون يطلقون عليها اليوم، فعدد كبير من الناشطين الموالين لنظام الأسد تحدّثوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن عمليات منظمة طالت منازل حلب الشرقية كافة؛ بدءاً من الأثاث ووصولاً إلى أسلاك التمديدات الكهربائية المدفونة داخل الجدران، في إشارة إلى تورط قوات الجيش النظامي والميليشيات المساندة له في العملية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل