المحتوى الرئيسى

حوار- محمد حماد: شعرت بالقلق عند عرض ''أخضر يابس'' في ''دبي''.. وهذا ما يحتاجه ''القاهرة السينمائي''

12/29 20:47

ينتظر اللحظة التي يُعرض فيها فيلمه "أخضر يابس" أمام الجمهور المصري، ويتوقع أنها ستكون اللحظة الأكثر قلقا عما شعر به عند العرض العالمي الأول في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، وعرضه العربي الأول في مهرجان دبي السينمائي، هو المخرج الشاب محمد حماد، الذي اقتنص جائزة الإخراج من مهرجان دبي في دورته الأخيرة. "مصراوي" التقى حماد وكان لنا معه الحوار التالي..

حدثنا عن مشاركة فيلم "أخضر يابس" في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي؟

كان مهما بالنسبة لي الاشتراك في مهرجان عربي، لأن الفيلم مصري، وجمهوره في الأساس هو الجمهور العربي، وأرى أن مهرجان دبي من أهم المهرجانات العربية وأكثرها تنظيما واهتماما بالأفلام، ومسابقته ذات ثقل. الفيلم عُرض هناك مرتين، وعقب كل عرض أقيمت ندوة لمناقشة الفيلم مع الجمهور، ووجدت في ذلك متعة كبيرة لأنني لأول مرة أتحدث مع جمهور عربي ويناقشني في الفيلم، الأمر الذي منحني إشارة لكيف سيكون رد فعل الجمهور في مصر عند طرحه تجاريا، لأنهم يملكون نفس ثقافتنا.

وهل شعرت باختلاف بين العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان لوكارنو وعرضه العربي الأول في مهرجان دبي؟

شعرت بقلق أكثر في العرض العربي الأول للفيلم بمهرجان دبي، وكذلك بفرحة حقيقية، واعتقد أن هذا القلق سيزداد عند طرح الفيلم في مصر، وما يميز تجربة مهرجان دبي أن الناس بدأت تعرف الفيلم في المنطقة العربية وفي مصر، طبعا العرض العالمي الأول للفيلم في "لوكارنو" كان مهما وأفاد الفيلم كثيرا ومجلة Variety كتبت عن الفيلم صفحة كاملة، وجاءتنا بسببه عروض من مهرجانات أخرى، فقبل مهرجان دبي شارك "أخضر يابس" في ست مهرجانات مهمة.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اختار فيلمك ليمثل مصر في المسابقة الرسمية لكنك اعتذرت.. لِمَ؟

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي طلب بالفعل مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية، بعدما شاهدته الدكتورة ماجدة واصف وأستاذي الناقد يوسف شريف رزق الله، واعتذرت لأنني كنت أعرف أن بعد انتهاء المهرجان ستكون هناك فترة زمنية تفصل بين المهرجان وبين الطرح التجاري للفيلم، كنت سأفضل مشاركته في مهرجان القاهرة، إذا قررنا طرحه تجاريا مباشرة بعد انتهاء المهرجان.

وكيف استقبل الجمهور "أخضر يابس" في العرضين؟

ردود الأفعال كانت جيدة جدا، ليس فقط في العرضين ولكن في أجواء المهرجان والسوق الخاص به، وبالمناسبة أهمية مهرجان دبي الحقيقية ليس فقط أنه مهرجان كبير، ولكن لأن القائمين عليه أذكياء أنشأوا ركن للصناعة قوي جدا، نستطيع من خلاله مقابلة عدد كبير من المنتجين، والموزعين والمبرمجين المسؤولين عن المهرجانات الأخرى، فسوق مهرجان دبي من أهم الأسواق في العالم.

هل هذا السوق هو ما يجعل صنّاع السينما في مصر يفضلون عرض أفلامهم في دبي عن مشاركتها في مهرجان القاهرة؟

اعتذارنا كما قولت كان له علاقة بالتوقيت، لكن بشكل عام اعتقد أن على مهرجان القاهرة عليه أن يكتشف الأفلام ويتابعها قبل الانتهاء منها، حتى يضمن أن يكون له الأسبقية في عرضها لأول مرة، ويجب أن يكون لديه ما سيمنحه للأفلام التي ستشارك فيه، من خلال توفير دعم ما بعض الإنتاج لهذه الأفلام كما يحدث في دبي وقرطاج، مهرجان القاهرة يفعل ذلك ولكن ليس بنفس ضخامة وأهمية مهرجان دبي، بالإضافة إلى صعوبة توقيته فالمهرجان يُقام في نهاية العام، والبعض يفضل المشاركة في مهرجانات تُقام في نفس التوقيت مثل برلين ونوتردام، في النهاية مهرجان القاهرة مهم وقيمته التاريخية كبيرة فهو من المهرجانات الكبرى في العالم، وهذا التأثير التاريخي من الممكن أن يؤخذ منه بمنتهى السهولة لأن الوضع ليس في أفضل حالاته، ففي الدورة الأخيرة أغلب الأفلام المشاركة من الممكن مشاهدتها على الانترنت، لكن في دبي الاختيار قوي جدا حتى الأفلام التي خارج المسابقة. في النهاية علينا أن نعالج أخطاءنا ونحافظ على مكانتنا حتى لا نخسرها، لأن المنافسة شرسة.

كيف استقبلت إعلان فوزك بجائزة أفضل مخرج في مهرجان دبي؟

لم اتوقع حصولي على جائزة، لأن من متابعتي لمهرجان دبي كنت أعرف أن المسابقة هذا العام هي الأقوى في تاريخ الدورات السابقة، هناك أفلام شاركت في مهرجانات مهمة، والمسابقة تمزج بين الروائي والتسجيلي شأن كل المهرجانات الكبرى، واعتبرت أن استقبال الجمهور وزملائي للفيلم جائزة حقيقية تكفيني، لذلك لم انتظر حصولي على الجائزة، وإدارة المهرجان حريصة على أن تجعل الأمر مفاجأة فلا أحد يعرف انه سيحصل على جائزة، ويسمع اسمه للمرة الأولى عند إعلانه في الحفل، وهو ما يمنح المهرجان سمعة جيدة. أما عن استقبالي للجائزة فسعدت جدا، خاصة وأن لجنة التحكيم قوية جدا، وقدرت هذه النوعية من الأفلام.

ماذا تقصد بـ"هذه النوعية من الأفلام"؟

أقصد الأفلام القائمة على تمويل ذاتي من صنّاع العمل، فـ"أخضر يابس" من إنتاجي أنا وخلود سعد ومحمد الشرقاوي مدير التصوير، والمنتج محمد حفظي دخل شريكا معنا في مرحلة ما بعد المونتاج، ولم نحصل على أي تمويل أو دعم من أي مؤسسة أو مهرجان.

لكن ألا ترى أن هذه النوعية من الأفلام تُقابل بتقدير نقدي وفي المهرجانات لكن على مستوى الجمهور لا تحقق نفس القبول؟

المهرجانات الكبيرة غيرت طريقة تفكيرها تغيير جذري، وبدأت تهتم بمشاركة أفلام أقرب للتجارية وتحقق المتعة للجمهور، ولم يعد الأمر مقتصر على الأفلام الفنية، فالمهرجان من مصلحته أن يحقق زخم جماهيري، وأتمنى عند طرح الفيلم أن يشاهده الجمهور، ليحفزنا على الاستمرار.

"أخضر يابس" من تأليفك وإخراجك وكان لك تجربة سابقة أيضا قمت بإخراجها وتأليفها.. هل هذا منهج ستتبعه في كل أفلامك؟

لا أضع شرطا أن كل ما سأخرجه لابد أن أقوم بتأليفه، لكن لابد ان أكون مقتنع بالسيناريو تماما، ويمثلني بشكل أو بآخر، وقد اكون مشاركا في الكتابة، فالسينما تفاعلية، والسيناريو عمل منقوص إذا لم يكتمل بتصويره كفيلم وتنفيذه وعرضه.

دعنا نتحدث عن الفيلم منذ البداية.. كيف جاءتك فكرة العمل على "أخضر يابس"؟

اتخذت قرار بتقديم فيلم من إنتاجي وتحدثت مع محمد الشرقاوي مدير التصوير، وتحمس لمشاركتي في الإنتاج وكذلك خلود سعد، وأثناء كتابتي للسيناريو كنت أفكر أنه سيُنتج بشكل مستقل، فلابد من مراعاة إمكانية التنفيذ، كنت أكتبه وأخرجه وأرى طريقة التنفيذ في نفس الوقت، ورغبت في تقديم فيلم يتماس مع أكثر اللحظات هشاشة وضعف يمر بها الإنسان، والتي يحتاج فيها أن يبقى وحيدا، ويفقد احتياجه للآخر مهما كان قريبا منه، بحثت عن هذه الحالة ولماذا نمر بها وهل هي سلبية أم إيجابية، وهل تجعلنا نراجع أنفسنا ليس بمعنى محاسبتها ولكن بمعنى البحث عن الأفضل، وكذلك تشغلني فكرة مناقشة المسكوت عنه في مجتمع مثل مصر، وتدور قصة الفيلم حول شقيقتين تعيشان بمفردهما بعد وفاة الأب والأم، وتظهر معاناتهما مع عدم وجود رجل في البيت، لأن المجتمع يضعهما في منطقة اتهام دائما، ويراقب تحركاتهما، دائما تشعران أنهما تحت منظار وهمي أو حقيقي، فكل تصرف محسوب، فبدأتا في التصرف بشكل تبريري للدفاع عن النفس، وفكرة التوائم مع كل ما يحدث حولهما وتصبحا على الصورة التي يتخيلها عنهما البعض، وهو شعور صعب جدا، الفيلم يطرح سؤاله "هل هناك خروج من هذا الأمر ومن حالة المراقبة هذه؟".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل