المحتوى الرئيسى

ما لا تعرفه عن "بابا عبده".."عبد المنعم مدبولي" موهبة ولدت على خشبة المسرح.. تربع على عرش الارتجال بأدواره المميزة.. وأغانيه داعبت ذاكرة الأطفال

12/28 13:11

ناظر مدرسة المشاغبين، تميز بمواهبه المتعددة في فنون شتى، جمع خلالها بين الكتابة والتأليف والإعداد والتمثيل والإخراج المسرحي والإذاعي، حتى حفر اسمه بحروف من نور في تاريخ الفن، كممثل ومخرج مصري لا مثيل له، هو الفنان عبد المنعم مدبولي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم.

كان لبابا عبده، مدرسته الخاصة في رسم الابتسامة على وجه الجمهور، فلم يعتمد على الإفيهات الخادشة للحياء أو الأداء المفتعل،  بينما اعتمد على الكوميديا المحترمة النابعة من الموقف، حتى عرف بـ "ساحر الارتجال"، ولم يستطع أحد منافسته في فن الارتجال على خشبة المسرح، حتى لقب وظل متربعًا على عرش الكوميديا حتى رحيله.

ولد عبد المنعم مدبولي، في 28 ديسمبر عام 1921، بمنطقة باب الشعرية في مدينة القاهرة، وتوفى والده عندما كان عمره 6 شهور، فأكملت والدته مسيرة تربيته هو وأشقاءه الثلاثة، الذي كان أصغرهم، حتى تخرج في كلية الفنون التطبيقية، وعمل بها مدرسًا في قسم النحت، ثم التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي، الذي تخرج فيه عام ١٩٤٩.

أحب مدبولي، التمثيل منذ أن كان طالبًا في المرحلة الابتدائية، حينما تم اختياره ليقود الفرقة المسرحية في المدرسة، ثم مارس التمثيل على سبيل الهواية أثناء دراسته بالمدرسة الثانوية الصناعية؛ لينضم عام 1943م إلى فرقة "ساعة لقلبك".

وفي عام 1949، تخرج من المعهد العالي لفن التمثيل العربي في ثاني دفعاته، وعقب تخرجه، انضم إلى فرقة "جورج أبيض"، ثم فرقة "فاطمة رشدي"، وشارك بالتمثيل في برامج الأطفال بالإذاعة ضمن حلقات برنامج "بابا شارو".

وشارك مدبولي، في أول عمل مسرحي له من خلال دور "أعرابي" مع فرقة المسرح المصري الحديث، التي شكلها الفنان "زكي طليمات".

وقام بتأسيس فرقة تحمل اسم "المسرح الحر" عام 1952، وشارك في كتابة بعض العروض المسرحية مثل "كفاح بورسعيد"، التي كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كل من؛ سعد أردش، وصلاح منصور.

وانضم بعدها إلى فرقة التليفزيون المسرحية، التي كان يترأسها "السيد بدير"؛ ليتولى بعد ذلك فرقة المسرح الكوميدي التي أخرج لها أكثر من ستة عروض مسرحية، وانفصل مدبولي عن فرقة "الفنانين المتحدين"، التي شارك في تكوينها، واتجه بعدها لينشأ فرقته الخاصة "المدبوليزم".

ثم بدأ رحلته السينمائية في وقت متأخر لانشغاله بالمسرح، ونجح في اكتشاف العديد من نجوم الكوميديا أمثال: عادل أمام، سعيد صالح، يونس شلبي، ومحمد صبحي.

ولم يفلت التليفزيون من أعمال عبد المنعم مدبولي، فاتجه له بعد ضمان نجاحه في السينما والمسرح، الأمر الذي زاد من نصيبه لدى جمهوره.

وبلغ رصيد الفنان الراحل حوالي 150 فيلمًا، و١٢٠ مسرحية، و٣٠ مسلسلًا، وحصد خلال مشواره الفني، العديد من الجوائز وشهادات التكريم، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله.

ومن أهم أعماله المسرحية، التي أنتجتها فرقة "المسرح الحر" التي أنشأها: "الأرض الثائرة"، "حسبة برما"، "الرضا السامي"، "خايف أتجوز"، "مراتي بنت جن"، "مراتي نمرة 11"، و"كوكتيل العجائب".

وأخرج مدبولي، أكثر من ستة مسرحيات خلال فرقة "المسرح الكوميدي"، الذي كان يترأسها السيد بدير، ومنها: "جلفدان هانم"، "أنا وهو وهي"، "دسوقي أفندي"، "مطرب العواصف"، "أصل وصورة"، و"حلمك يا شيخ علام".

ومن خلال فرقته، قدم العديد من العروض، منها: "راجل مفيش منه"، "يا مالك قلبي"، "مولود في الوقت الضائع"، "مع خالص تحياتي"، و"حمار ماشالش حاجة".

وشارك مدبولي، في إخراج عدد كبير من المسرحيات التي حققت نجاحًا كبيرًا، ومنها "السكرتير الفني"، "المغناطيس"، "الناس اللي تحت"، "بين القصرين"، "زقاق المدق"، و"ريا وسكينة".

وقدم مدبولي خلال مشواره السينمائي، حوالي 150 فيلمًا، من أشهرهم "الحفيد"، "مولد يا دنيا"، "إحنا بتوع الأتوبيس"، "أيامي السعيدة"، "ربع دستة أشرار"، "عالم مضحك جدًا"، "غرام في أغسطس"، "مطاردة غرامية"، "المليونير المزيف"، و"أشجع رجل في العالم".

ومن أشهر أعماله التليفزيونية، "أبنائي الأعزاء شكرًا"، الذي لاقى شهرة كبيرة بتقديمه شخصية "بابا عبده"، "لقاء السحاب"، "خاتم السعد"، و"سر الأرض".

واشتهر عبد المنعم مدبولي بحبه الكبير للأطفال، لذلك قدم العديد من أغاني الأطفال في أفلامه ومسلسلاته، ومن خلال التلفزيون المصري، التي ظلت خالدة في ذاكرة التلفزيون والسينما المصرية.

وحفرت أغانيه داخل وجدان كل أطفال مصر خلال عقود من الزمان، ومن أغانيه: "توت توت"، "كان في واد اسمه الشاطر عمرو"، "جدو عبده زارع أرضه"، "الشمس البرتقالي"، وغيرها من الأغاني.

حصل الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، خلال مشواره الفني العديد من الجوائز؛ حيث حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983، وجائزة تكريم في مهرجان زكي طليمات عام 1986.

كما قام المهرجان القومي للمسرح المصري، في الفترة من 10 إلى 19 يوليو 2006، بتكريم اسم الفنان الكبير.

ومن المفارقات الغريبة، أن الفنان عبد المنعم مدبولي، توفي قبل يوم واحد من تكريمه، وأقيم المهرجان في مساء يوم تشييع الراحل الكبير.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل