المحتوى الرئيسى

تباين حول دور السعودية في مفاوضات استانة

12/28 00:52

في وقت أكدت روسيا مساهمتها إلى جانب تركيا وإيران في صياغة اتفاق سلام بين الحكومة السورية و «المعارضة» في ظل مفاوضات قائمة لهذا الشأن، اعتبرت إيران أن نجاح المفاوضات المرتقبة في استانة يتطلب استبعاد السعودية عن المشاركة فيها نظراً لاشتراط الرياض رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، فيما اعتبرت انقرة ان مشاركة السعودية ضرورية.

وبينما يستمر تعثر عملية «درع الفرات» التركية في مدينة الباب السورية، اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، بتقديم دعم لجماعات إرهابية في سوريا بينها تنظيم «داعش».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في مقابلة لوكالة «انترفاكس» الروسية: «خلال الاجتماع الذي عقد مؤخراً (في الـ20 من الشهر الحالي) في موسكو مع زملائي من إيران وتركيا اتفقنا على إعلان مشترك أكدنا فيه استعدادنا لضمان اتفاق مستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة»، موضحاً أن التعاون الثلاثي سمح بإجراء عمليات الإجلاء الطوعي للسكان المدنيين، وتنظيم خروج «المعارضة» المسلحة من شرق حلب.

واعتبر أن تحرير حلب يعد مرحلة مهمة في الطريق إلى تطهير سوريا من الإرهابيين، لافتاً إلى أن لتسوية أزمة حلب أهمية سياسية كبيرة بالإضافة إلى البعد العسكري لهذا الحدث.

وزارة الخارجية الروسية أوضحت في بيان أن لافروف أكد لنظيره الاميركي جون كيري، خلال اتصال هاتفي، أن موافقة واشنطن على توريد أسلحة، بما فيها أنظمة الدفاع الجوي المحمول، لـ «المعارضة» السورية قد يؤدي الى ضحايا جدد، مشدداً على رفض «توجهات إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الرامية، من وراء الستار، إلى زيادة تقويض العلاقات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة».

وأضاف البيان أنه تمت مناقشة آفاق التوصل إلى تسوية في سوريا، والتقدم في إطار وقف إطلاق النار في جميع أنحاء الأراضي السورية مع تفعيل جهود مكافحة الإرهاب.

المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا توقعت بأن يكون حضور «المعارضة» السورية المسلحة في مفاوضات أستانا قوياً، موضحة أن ذلك سيكون الميزة الأساسية لهذه المفاوضات التي لم يتم تحديد موعد انطلاقها بعد.

وأوضحت في مؤتمر صحافي أن الحديث عن رحيل الرئيس الأسد أصبح من الماضي، داعية وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى تغيير خطابه السياسي حول سوريا.

وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان شدد على وجوب عدم السماح للسعودية بالمشاركة في مفاوضات السلام السورية المستقبلية، وذلك نظراً إلى إصرارها على تنحي الأسد.

وقال في مقابلة لقناة «روسيا اليوم»: «نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو أن نساعد في التوصل إلى حل سوري ـ سوري.. السعودية لا تلعب ذلك الدور الذي يؤهلها للمشاركة في المفاوضات»، مضيفاً «هم يسعون إلى قلب نظام الحكم (في سوريا)، والذين يسعون إلى ذلك لا يمكن التفاوض معهم، بل ينبغي الرد عليهم بحزم والآخرون كذلك».

وأعرب دهقان عن تفاؤله بمفاوضات استانة المرتقبة، لافتاً إلى أن «الإرهابيين وداعميهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الطريق الذي سلكوه، كان الطريق الخطأ، وإذا حكّموا عقولهم فسوف يلقون أسلحتهم ويشاركون في الحوار».

وحول التعاون الإيراني الروسي بشأن سوريا، أوضح دهقان أن طهران ستدرس منح قوات الجو الروسية إمكانية الإقلاع من قاعدة همدان الجوية من جديد إذا تلقت طلباً بهذا الشأن. كما تطرق إلى الوجود العسكري التركي في سوريا، قائلاً: «إذا كان دخول تركيا إلى سوريا بطلب من الحكومة السورية، فإن عليهم الخروج فوراً بمجرد طلب دمشق، أما إن كان غير ذلك فإنهم معتدون على سوريا».

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة «الأناضول» أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بحث مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف، والروسي سيرغي لافروف، التطورات الأخيرة في سوريا، وذلك في اتصالين هاتفيين منفصلين.

وفي سياق التعثر المستمر للعملية العسكرية التركية ضد تنظيم «داعش» في مدينة الباب السورية، وأمام فداحة الخسائر بين الجنود الأتراك، أكد أردوغان امتلاك أدلة على أن قوات «التحالف» تقدم دعماً لجماعات إرهابية في سوريا، بما في ذلك «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية و «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي».

وقال خلال مؤتمر صحافي في أنقرة «يتهموننا بدعم داعش، الآن هم يقدمون الدعم لجماعات إرهابية منها داعش ووحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي. هذا واضح جدا. لدينا أدلة مؤكدة بالصور والتسجيلات المصورة»، معرباً عن ثقته بالهجوم التركي على مدينة الباب، قائلا إن «تنظيم داعش الإرهابي محاصر حاليا من أربع جهات في الباب، نعم لدينا شهداء لكن الآن لا مكان للتراجع».

وفيما اتهم «التحالف» بأنه «لم يلتزم بوعوده» بخصوص الحرب ضد الإرهاب في سوريا، أكد اردوغان تمسك بلاده بإنشاء منطقة آمنة بشمال سوريا قرب الحدود الجنوبية لتركيا.

وتطرق إلى استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية، مشيراً إلى أن مفاوضات جنيف، التي جرت العام الحالي برعاية الأمم المتحدة «فشلت»، مشددا على أنه لن يرحب «بمباحثات أستانا إذا تمت دعوة المنظمات الإرهابية إليها»، في إشارة إلى القوات الكردية في شمال سوريا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل