المحتوى الرئيسى

فى ذكرى ميلاد "المشرحجي".. مصطفى محمود الذي فضَّل العلم على الوزارة

12/27 13:11

"حوار مع صديقي الملحد، رحلتي من الشك إلى الإيمان، لغز الموت، لغز الحياة".. كلها كتب تعبر عن عبقريته وعلمه الوفير وفلسفته العميقة.. اشتهر بـ"المشرحجى" وهو في كلية الطب، تمت محاكمته بتهمة الكفر فى عهد الرئيس عبدالناصر، ورفض الوزارة التي عرضها عليه الرئيس السادات.. إنه العالم والفيلسوف الكبير الدكتور مصطفى محمود الذى تحل اليوم الذكرى الـ95 لميلاده.

هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف وينتهي نسبه إلى الإمام علي زين العابدين، ولد فى 27 ديسمبر 1921 وتوفي والده عام 1939 بعد سنوات من الشلل، ثم درس الطب وتخرج عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.

شهرته بالمشرحجى فى كلية الطب

بدأ حياته متفوقا في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية؛ فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد لمتابعة الدراسة، وفي منزل والده أنشأ معملا صغيرا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.

رحلته من الشك إلى الإيمان

لم يكن مصطفى محمود بعيدا عن التيار المادي الذى تزايد وجوده في الستينيات حيث يقول عن ذلك "احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين".. ثلاثون عاما من المعاناة والشك والنفي والإثبات، قضاها العالم الكبير فى البحث عن وجود الله حيث إنه لم يكن أول شخص يفعل ذلك فقد سبقه الإمام الغزالى حجة الإسلام إضافة إلى الجاحظ.

بعدما أنهى مصطفى محمود بحثه عن الله ورحلته التى تأكد فيها من وجود الله خرج علينا بأروع كتبه وأعمقها وهى "حوار مع صديقي الملحد، رحلتي من الشك إلى الإيمان، التوراة، لغز الموت، لغز الحياة"، وغيرها من الكتب شديدة العمق في هذه المنطقة الشائكة.

اشترى مصطفى محمود قطعة أرض من عائد أول كتبه (المستحيل)، وأنشأ عليها مسجد مصطفى محمود وفيه 3 مراكز طبية ومستشفى وأربع مراصد فلكية وصخورا جرانيتية ويقصدها المرضى الفقراء لمعالجتهم ولحسن أدائها وتتمتع هذه المراكز الطبية بسمعة طيبة نتيجة هذا الأداء.

تعرض مصطفى محمود لأزمات فكرية كثيرة منها عندما قدم للمحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) حيث طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بنفسه تقديمه للمحاكمة بناء على طلب الأزهر الشريف باعتبارها قضية كفر إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب ولكن الرئيس السادات أبلغه بعد ذلك أنه معجب بالكتاب وقرر طبعه مرة أخرى.

كان مصطفى محمود صديقا شخصيا للرئيس السادات ولم يحزن على أحد مثلما حزن على اغتياله حيث يقول "كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلا رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر وساعد الجماعات الإسلامية ومع ذلك قتلوه بأيديهم"، وعندما عرض السادات الوزارة عليه رفض قائلا "أنا‏ ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏إدارة‏ ‏أصغر‏ ‏مؤسسة‏ ‏وهي‏ الأسرة.. فأنا مطلق.. فكيف بي أدير وزارة كاملة".

روى مصطفى محمود أنه عندما عرض على التلفزيون مشروع برنامج العلم والإيمان, وافق التلفزيون راصدًا 30 جنيها للحلقة، وبسبب ضعف المقابل فشل المشروع منذ بدايته إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج التلفزيونية وأوسعها انتشارا على الإطلاق الذى قدم منه حوالى 400 حلقة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل