جنون "الأجهزة الكهربائية".. تجار: مش لاقيين بضاعة.. ومواطنون: بناتنا هنجهزهم ازاي ؟ | النجعاوية

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » جنون “الأجهزة الكهربائية”.. تجار: مش لاقيين بضاعة.. ومواطنون: بناتنا هنجهزهم ازاي ؟

عم محمد، 50 عامًا، مزارع، ذهب برفقة ابنته زينب، 24 عامًا، والمُقبلة على الزواج، ومعها والدتها، إلى محال الأدوات الكهربائية بنجع حمادي، لشراء “جهازها”،  لإتمام عُرسها على ابن عمها.

العم محمد تجول ما بين محل وآخر يسأل عن ثلاجات وغسالات وغيرها، بالرغم من غلاء الأسعار الذي ضرب كافة الاحتياجات الضرورية للمواطنين، إلا أنه كان عندما يدخل المحل يُقال له ، “الحاجة دي ناقصة ومفيش منها”.

“رضينا بالهم والهم مش راضي بينا”، هكذا بدأ العم محمد، حديثه معي، عندما قابلته في إحدى محال الأجهزة الكهربائية، موضحًا أن ابنته زينب هي “أكبر اخواتها”، وبالرغم من ارتفاع الأسعار، واقتراضه وبيع أرض ملكيته لشراء جهازها، إلا أن فرحته بخطبتها وإقبالها على الزواج، أزال ما وصفه بـ”الهم”، إلا أنه فوجئ بعدم وجود أجهزة كهربائية، في المحال بنجع حمادي، بالرغم من ارتفاع أسعارها.

مواطنون: كل حاجة غليت ومش لاقينها 

وتقول سناء عبدالله، مدرسة، إن اختفاء الأجهزة الكهربائية، وارتفاع أسعارها سيؤثر بالسلب على الجميع، خاصة المقبلين على الزواج، وذويهم، مما يؤدي إلى احتمالية ارتفاع نسبة العنوسة، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب، والأدوات المنزلية وأجرة الوحدات السكنية، وأيضًا الارتفاع الجنوني في مواد البناء.

وتشير أ. م. ع، 28 عامًا، احدى المُقبلات على الزواج، إلى أنها ذهبت إلى معظم المحال التجارية لشراء مستلزماتها من الأجهزة الكهربائية، غلا أنها فوجئت بزيادة في الأسعار إلى الضعف، قائلة “انتظرت أسبوع على أمل انخفاض الأسعار و عندما سألت صاحب المحل عن الأسعار الجديدة قال لي  مفيش حاجة عندنا مش لاقيين بضاعة والحاجة كلها غليت وياريت لاقيينها.

ويوضح رفاعي محمد، 25 عامًا، عامل، أنه مع ارتفاع كافة مستلزمات الزواج، مثل الذهب والأجهزة الكهربائية و”العفشة”، ومواد البناء، لا بد وأن يتعامل المقبلين على الزواج بالتفاهم واقناع بعضهم البعض، قائلًا “من الممكن أن ترضى العروس بقليل من الذهب، في مقابل أن يستغنى العريس عن بعض الأجهزة الكهربائية و غيرها”.

ويضيف أن الزواج هدفه “راحة البال”، ورسم مستقبل جديد للشاب والفتاة، وليس بإلزامهم بتكاليف شاقة “ممكن تخرب الجوازة”، مطالبًا بضرورة تخفيض تكاليف الزواج بين العروسين، حتى على الأقل لا ينتشر الزواج العرفي أو “العشق الحرام”، خاصة “بعد ما كل حاجة غليت”.

ويشير ابراهيم طقوش، صاحب محل أدوات كهربائية، إلى أن أسعار الأجهزة الكهربائية ارتفعت أكثر من 60 % عن أسعارها، خاصة بعد تحرير سعر الصرف، وارتفاع أسعار الدولار بشكل مستمر.

ويضيف طقوش أن هناك نقصًا شديدًا في منتجات كريازي وتوشيبا وشارب وزانوسي، من غسالات وبوتاجازات وثلاجات، مع ارتفاع أسعار باقي منتجات الشركات الأخرى.

ويلمح أحد أصحاب محال الأجهزة الكهربائية، رافضًا ذكر اسمه، أن الدولة أصبحت عاجزة عن توفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين، بالرغم من ارتفاع أسعار هذه الاحتياجات، مطالبًا الحكومة بضرورة النظر إلى الشعب وتوفير كافة الاحتياجات بأسعار “مقنعة”.

ويتابع قائلًا “هنعمل ايه  مش لاقيين بضاعة وشكلنا هنقفل المحلات”، موضحًا أن نقص البضاعة الواردة من الأجهزة الكهربائية لن يؤثر فقط على المُقبلين على الزواج، بل على أصحاب المحال والعاملين فيها، مما يهدد بتسريح العمالة وغلق المحال، واختتم قائلًا “البلد بتخرب وبيوتنا هتتخرب”.

ويطالب بركات الضمراني، مدير مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان بقنا، الحكومة المصرية بضرورة توفير كافة الاحتياجات الضرورية للمواطنين، والعمل على مصلحة المواطن، وفقًا للدستور.

ويشير الضمراني إلى أن هناك ارتفاع جنوني في أسعار كافة الاحتياجات الضرورية، وأيضًا عدم توافرها، مثل الأدوية والأجهزة الكهربائية، وغيرها، مما تسبب في حالة من الغضب للمواطنين، وعلى الدولة إدراكه في أسرع وقت.

علم الاجتماع: الغلاء سيؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة

ويوضح الدكتور سيد عوض، أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب  بجامعة جنوب الوادي، أن الغلاء الفاحش في المهور ومستلزمات الزواج، والتي من بينها الأجهزة الكهربائية، سيؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة، فضلًا عن حدوث جرائم أخلاقية تعود على المجتمع بآثار سلبية بسبب ارتفاع الأسعار.

ويطالب بضرورة التفاهم والتراضي والابتعاد عن بعض الأشياء التي ليست ضرورية في مستلزمات الزواج، وأن يقتنع العروسين وأهلهم بأن الزواج دون شروط بهذه الطريقة التي ظهرت في هذه الأيام من غلاء فاحش ومتطلبات عديدة ، ليست سببًا في تكوين أسرة سعيدة، خاصة مع غلاء الأسعار التي ضربت كافة الاحتياجات.

الأوقاف: لا بد من التيسير في الزواج