المحتوى الرئيسى

مخاوف إسرائيلية من سيطرة قوات النظام السوري وحزب الله على الجولان

12/26 17:38

حلب في يد قوات النظام السوري بفضل المساعدات العسكرية الروسية، لا سيما الجوية عبر غارات شنتها المقاتلات الروسية على معاقل المعارضة المسلحة، ولعبت دوراً كبيراً في حسم المعركة لمصلحة النظام.

لكن ترى ما هي الوجهة القادمة لقوات النظام وحلفائه؟ سؤال يُطرح بشدة في إسرائيل هذه الأيام وسط مخاوف من أن تكون هضبة الجولان السورية التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة هي التالية.

تجلت هذه المخاوف في دراسات مراكز الأبحاث وكبار المحللين في تل أبيب الذين حاولوا توقع السيناريوهات القادمة للمعارك، في ظل احتمال انزلاق النيران من هضبة الجولان إلى داخل الحدود الإسرائيلية، والموقف الذي يتعين على تل أبيب اتخاذه إذا أصبحت قوات حزب الله والمليشيات الموالية لإيران هي المسيطرة على حدودها الشمالية الشرقية.

يقول "عاموس هرئيل" المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية في تحليله المنشور بصحيفة "هآرتس" بتاريخ 20 ديسمبر 2016: "بعد النجاح في حلب، يمكن أن يتحول الجهد العسكري للأسد إلى عدة اتجاهات. أهمها محافظة إدلب، لكن أيضاً تبقى هضبة الجولان السورية احتمالاً قائماً. تجدد القتال هناك يمكن أن يدخل إسرائيل في مشكلة معقدة”.

واعتبر في التحليل الذي جاء بعنوان "الوجهة القادمة للأسد يمكن أن تكون المتمردين بهضبة الجولان" أنه من المرجح أن تكون العملية القادمة في منطقة إدلب، الواقعة بين حلب والمنطقة العلوية بشمال غرب البلاد، فتلك مصلحة روسية-سورية مشتركة. إذ يسعى النظام السوري لإبعاد فوهات المدافع التي تهدد مدن اللاذقية وطرطوس، التي تقطنها أغلبية علوية من طائفة الأسد. في حين تسعى روسيا لحماية قاعدتها الجوية والميناء البحري التابع لها في المنطقة ذاتها، على ساحل البحر المتوسط.

"يظهر بشار الأسد في الأسابيع الأخيرة ثقة كبيرة في النفس واستعداداً للعودة والاستيلاء على معظم المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات المتمردين. يسيطر النظام اليوم على نحو 30% من الأراضي السورية، لكن هذه المناطق يقطنها نحو 70% من سكان البلاد، بما في ذلك سكان المدن الكبرى دمشق وحلب وحمص وحماة. يمكن أن يشجع النجاح العسكري الأسد على الشروع في خطوة تحتاج لدعم إيراني وروسي، بإعادة احتلال المنطقة الحدودية مع إسرائيل في هضبة الجولان”، يؤكد المحلل العسكري لـ"هآرتس”.

"عاموس هرئيل" استعرض خارطة القوة في هضبة الجولان السورية قائلاً: "هذه بالطبع نقطة اهتمام بالغة بالنسبة لإسرائيل غير الراضية عن انتصار النظام في حلب. الآن ليس هناك تقريباً وجود لقوات موالية للأسد بالقرب من الحدود، باستثناء الحرمون السوري (جبل الشيخ)، ومدينة القنيطرة الجديدة (هناك قوات الجيش السوري على مسافة من الحدود)، وفي بلدة خضر الدرزية (تضم مليشيات درزية على ارتباط بالنظام). بقية المناطق القريبة من السياج تسيطر عليها جماعات متمردة محلية”.

"ويسيطر جناح الدولة الإسلامية (داعش) على الجانب السوري لمنطقة المثلث الحدودي مع الأردن وإسرائيل في جنوب الجولان. يقدر عدد المتمردين المسلحين في الجولان السوري ببضعة آلاف. لكن أيضاً هناك مشكلة في القوة البشرية بالنسبة للنظام والمليشيات الداعمة له، بسبب التآكل الذي أحدثته سنوات الحرب”، يوضح "هرئيل”.

يحدد المحلل العسكري الإسرائيلي مكامن الخطر الذي يمكن أن يهدد إسرائيل في نقطتين، أولاً: تجدد القتال بقوة كبيرة بين النظام والمعارضة المسلحة بالجولان. فتسرب النيران الذي كثيراً ما يحدث في أيام الهدوء، سوف يستوجب رداً إسرائيلياً، ويمكن أن يورط تل أبيب في القتال لأول مرة بشكل مباشر وعلى نطاق هو الأوسع منذ اندلاع الحرب في سوريا.

ثانياً: سوف تشكل الهجمات الجوية الروسية بالقرب من الحدود الإسرائيلية مدخلاً لصدام غير مخطط له مع سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي. فالروس لا يتعاملون بـ"دقة الجراحين" في غاراتهم، وقبل عدة أشهر فقط وقعت حادثة حدودية، عندما اخترقت طائرة روسية بدون طيار الأجواء الإسرائيلية في الجليل الأعلى.

على المدى البعيد، إعادة احتلال النظام للجولان السوري يمثل مقدمة لمشاكل أكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل. ففي حزب الله، والحلف السوري الإيراني فرق معنية بإعادة السيطرة على المنطقة الحدودية مع إسرائيل في الجولان، واستغلالها للمتابعة والرصد الاستخباري، والتخطيط لعمليات هجومية ضد الجيش الإسرائيلي، وفقاً لـ"هرئيل" الذي يستدرك قائلاً: "سبق أن استخدم الإيرانيون وحزب الله خلايا درزية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة خضر صيف 2014، وتوقفت الهجمات فقط بعد أن وسّع المتمردون السوريون مناطق سيطرتهم على طول الحدود”.

يرى "هرئيل" أن هناك مسألة جوهرية قد تحدد الخطوات المتوقعة في الجولان، تتمثل في جدول الأولويات الإيراني، فخلال الأسابيع الأخيرة جددت طهران وتل أبيب التهديدات المتبادلة على خلفية فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، وتصريحاته التي امتدت طوال حملته الانتخابية ضد الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة أوباما مع إيران في فيينا.

شارك غردهل تدخل إسرائيل بشكل مباشر على خط الحرب الدائرة في سوريا، مع اقتراب قوات النظام السوري وحزب الله من الجولان؟

شارك غردالإعلام الإسرائيلي وتحليلات ما بعد حلب: وضع النظام السوري وحلفائه يشكل أزمة عويصة لإسرائيل

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان قد صرح بالفعل في حديث لشبكة التلفزيون الأمريكية "سي- بي- إس" أن هناك "5 أفكار على الأقل" ينوي اقتراحها على ترامب لإلغاء الاتفاق النووي.

"ليس هناك أي يقين من أن ترامب سيقرر العمل على إلغاء الاتفاق، لكن العصبية المتصاعدة من قبل إيران حول هذه المسالة يمكن أن تؤثر أيضاً على الوضع في سوريا، وعلى رغبة طهران في خلق أوراق ضغط جديدة لنفسها و-قريبة للغاية- على إسرائيل" بهذا يختم "عاموس هرئيل" تحليله.

في 14 ديسمبر 2016 نشر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب ورقة للعميد السابق بجيش الاحتلال، ونائب رئيس المعهد "أودي ديكل" بعنوان "معركة حلب- الآثار المترتبة على استمرار الحرب في سوريا"، طالبت إسرائيل بإعادة النظر في سياسة عدم التدخل في القتال داخل سوريا.

وكتب "ديكل" الذي تولى في الماضي منصب رئيس شعبة التخطيط الإستراتيجي بالجيش الإسرائيلي: "على إسرائيل إعادة النظر في سياسة عدم التدخل في المعارك بسوريا، لأنه سيكون من الصعب عليها القبول بوجود إيران أو أذرعها في هضبة الجولان. يتعين عليها وضع خطوط حمراء، كما فعلت في الماضي، وفرضها على الأرض، لأنه دون إنفاذها، لن يكون بمقدورها التأثير على قواعد اللعبة في بيئة شديدة التقلب”.

وتابع: "جنباً إلى جنب، على إسرائيل الاستمرار في تقديم المساعدات المدنية-الطبية، والغذاء والوقود للسكان السوريين بهضبة الجولان، شريطة ألا يسمحوا للعناصر الإرهابية بالعمل ضد إسرائيل. وفي ظل عدم وجود حل شامل للحرب الأهلية في سوريا، يتطلب الأمر البناء "من أسفل إلى أعلى"، وهو ما تفهمه روسيا وتطبقه وفقاً لاتصالاتها مع رؤساء الطوائف المحلية، وهو الأمر الذي على إسرائيل أيضا القيام به خلف الحدود في جنوب سوريا وتحديداً بهضبة الجولان، أي دعم إنشاء مناطق استقرار محلية، حتى إن لم يكن من المعروف كيف سيكون الوضع النهائي العام”.

وجود قوات إيرانية أو عناصر من حزب الله في الجولان السوري، يشكل أزمة عويصة لإسرائيل، إذ لا يدور الحديث عن جماعات مسلحة محدودة القدرات، بل عن جيوش نظامية، وشبه نظامية.

هذا التحذير أطلقه "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية في مقاله المنشور على موقع "نيوز1" بتاريخ 17 ديسمبر، معتبراً أن "الانتصار السوري في مدينة حلب خطوة مهمة نحو استعادة سيطرة النظام السوري على كامل أجزاء البلاد، بما في ذلك هضبة الجولان”.

"قد تجد إسرائيل نفسها مجدداً أمام "محور الشر" على الجبهة السورية، الأمر الذي يعارض مصالحها الأمنية. فهي كانت تفضل مواجهة تنظيمات المتمردين الجهاديين المتصارعين في ما بينهم، وليس قوات قوية كإيران وسوريا وحزب الله”، يوضح المحلل الإسرائيلي.

ويرى "بن مناحيم" أن إسرائيل يمكن أن تستغل المعطى الجديد في المعادلة وهو الوجود العسكري الروسي في سوريا، مشيراً إلى أن "لدى إسرائيل قناة مفتوحة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وهناك تفاهمات معه في كل ما يخص المجال الجوي لهضبة الجولان والحفاظ على الهدوء على الجانب السوري من الحدود".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل