المحتوى الرئيسى

عمر طاهر يكتب : بلوفر حسن يوسف - E3lam.Org

12/26 10:22

عندى مناسبة، عادة في مثل هذه الظروف أزور عدة محلات بحثا عن بدلة و قميص، في ذيل قائمة هذه المحلات كان يوجد محل ما، هو في ذيل القائمة لأن ما يعرضه الأقل أناقة، لكنه موجود بها لأن أسعاره معقولة جدا و يصادف أحيانا أن أجد فيه ما يناسبنى.

في الأسبوع الماضى، و بعد نبذة عن أسعار الملابس، تصدر هذا المحل قائمة اختياراتى، و بعد سنوات كان فيها في ذيل القائمة بدأت به.

اخترت بدلة كاملة، لكن سعرها ذكرنى بمقدم أول سيارة اشتريتها في بداية الألفية الجديدة، فتنازلت عن الفكرة سريعا، و لمحت مانيكان يقف على استحياء في أحدى طرقات المحل يرتدى جاكيت و قميص و بلوفر بفتحة رقبة سبعة يشبه بلوفرات الفنان حسن يوسف، كانت التركيبة مقبولة من وجهة نظرى يقينا منى أنها ستكون أرخص من البدلة الكاملة، جربت الطقم قبل أن أسئل عن الأسعار، و بعد أن قلت لنفسى أنه يؤدى الغرض و لا بأس به سألت عن الأسعار، كان سعر الجاكيت ( وهو صناعة مصرية هو وبقية زملاؤه) غير مألوف بالنسبة لى، لا أذكر أننى قد دفعت مثل هذا المبلغ في أية قطعة ملابس في حياتى، خطر لى أن أسئل عن سعر البلوفر الذى كنت بصدد شرائه على مضض فعرفت أنه بحوالي 1500 جنيها ( يمكن أن تخمن أسعار كل ما سبق من سعر أرخص قطعة)، (الشيرز) تلك الكلمة التي لا تجلب سوى السخرية و تضع مرتديها في قائمة المسنين، تلك القطعة التي أتذكر جيدا أن الواحد كان يحصل عليها كهدية في أوقات التخفيضات و الأوكوزيانات وكان يقبلها ليتبرع بها لمحتاج، قطعة ملابس تتحول بعد أول غسلة من اللارج إلى الإكس لارج، وتصبح فتحتها ( ال 7) بعدها أقرب لسبعة فرعى رشيد و دمياط، الشيرز الذى يتحول سريعا بعد شرائه كقطعة ملابس خروج إلى قطعة منزلية تصنع مع البيجاما حالة تجعلك تشعر كأنك تعيش في فيلم ” في بيتنا رجل”، هذه القطعة نجحت أخيرا في ان تجعل شراؤها أمرا يستحق التفكير.

أنا واحد من كثيرين يشكون الغلاء، و الغلاء معناه أن الواحد فقد السيطرة جزئيا لكنه لم يفقدها تماما، لازال مستورا لكن الأولويات بحاجة إلى إعادة ترتيب صارمة، و مع ذلك فهذه نعمة كبيرة هذه الأيام، لأن هناك كثيرون يعيشون ما بعد الغلاء و هو الاحتياج تم اختصار اولوياتهم في أمر واحد وهو البقاء على قيد الحياة، وهى أولوية الإنسان في العصور البدائية عندما كانت الديناصورات الغاشمة تحكم العالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل