المحتوى الرئيسى

بين رؤية 2030 والإصلاحات الاقتصادية والتغييرات السياسية.. هذا أبرز ما عاشته السعودية خلال عام 2016

12/25 21:05

شهدت السعودية في عام 2016 عدداً من الأحداث المثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي، كان بعضها يشكل مفصلاً أساسياً في حياة مواطنيها.

واستقبلت السعودية عام 2016 بتنفيذ حكم القصاص في 47 شخصاً، حيث نفذ حكم الإعدام في صباح يوم السبت 2 يناير/كانون في 12 منطقة بتهم الإرهاب والتحريض، بينهم فارس آل شويل ونمر النمر، بحسب بيان أصدرته وزارة الداخلية حينها.

وجاء في البيان أن القضاء السعودي أدان المنفذ بحقهم القصاص "باعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، و الانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية".

تنفيذ السعودية حكم القصاص بحق السعودي المعارض نمر النمر، تسبب في وقوع الاحتجاجات والمظاهرات أمام السفارة السعودية في طهران، ورشقها بالزجاجات الحارقة قبل أن يتمكنوا من اقتحام السور والدخول إليها.

وكانت إيران قد هاجمت السعودية بسبب إعدام النمر، مستخدمة لهجة تصعيدية غير مسبوقة.

ومن جهتها أعلنت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية عادل الجبير. ودعت البعثة الدبلوماسية الإيرانية الموجودة على أراضيها لمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

ولم تحدث أي تطورات بشأن الخلاف السعودي الإيراني حتى نهاية عام 2016 .

ومن أهم الأحداث التي شهدتها السعودية لعام 2016 أيضاً اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، ويشمل هذا التصنيف كافة قادة الحزب وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه.

ووفقاً لذلك اعتبرت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن "ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، وأعمالها الإرهابية والتحريضية في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي".

وبعد تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، قامت السعودية على أراضيها بمناورات رعد الشمال، وهي أكبر مناورات شهدتها منطقة الشرق الأوسط في تاريخها، ونظمت في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن شمال المملكة، بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية إلى جانب درع الجزيرة الخليجية.

وتهدف مناورات رعد الشمال إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر القتالية المشاركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول، بما يحقق النقاط والأهداف التدريبية المرجو الوصول إليها، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لتنفيذ مهمات مشتركة بين قوات الدول المشاركة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.

في 8 أبريل/نيسان 2016 أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، عن إنشاء جسر بري يربط بين مصر والمملكة، وعقب انتهاء الملك السعودي من كلمته، اقترح الرئيس السيسي أن يكون اسم هذا الجسر الجديد "جسر الملك سلمان".

وكان ذلك قبل أن يقع الخلاف السعودي المصري بشأن الملف السوري، حيث كان مقرراً أن يربط مشروع الجسر البري بين مصر والسعودية ، يسمح بمرور السيارات، مع سكة قطار لنقل البضائع والركاب.

وسيربط هذا الجسر بين شمال غرب السعودية في منطقة تبوك الواقعة على البحر الأحمر ومحافظة جنوب سيناء في شمال شرق مصر، ومروراً بمدينة شرم الشيخ.

ومن أهم الأحداث التي عاشتها السعودية هذه السنة أيضاً إعلان مصر "إرجاعها" جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بعد زيارة الملك سلمان للبلاد وتعيين الحدود البحرية بين البلدين.

وقال بيان لمجلس الوزراء المصري في 9 أبريل/نسيان 2016 إن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر "تقعان في المياه الإقليمية للمملكة".

في 7 يونيو/حزيران 2016 رفعت الأمم المتحدة اسم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية من القائمة السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال النزاعات، بعد اعتراضات وجهتها الرياض لضم اسم التحالف إلى هذه القائمة.

ويعد قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، الذي أقره الكونغرس الأميركي في سبتمبر/أيلول 2016، متجاوزاً فيتو الرئيس أوباما، واحداً من أبرز التحديات السياسية التي واجهت المملكة خلال العام الحالي حيث اعتبره البعض "محاولة لحجز مليارات الدولارات السعودية لدى واشنطن".

في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أعلنت المملكة عن خلافها مع القاهرة للمرة الأولى، عندما ندد المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة بتصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي الخاص بالأوضاع في سوريا، وهو تنديد أعقبه تصاعد الخلاف بين البلدين.

ومن جهتها امتنعت شركة أرامكو عن تسليم شحنات وقود تصل إلى 700 طن إلى الجانب المصري دون إبلاغه ذلك، وهو الامتناع الذي ظل سارياً حتى الوقت الراهن .

وعلى الصعيد الاقتصادي، كان العام الحالي حافلاً بالإصلاحات والقرارات الاقتصادية، أبرزها إعلان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في في 25 أبريل/نيسان 2016 عن رؤية "السعودية 2030"، وهي خطة لمرحلة اقتصاد ما بعد النفط، ركزت على عدة نقاط أهمها:

- تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها من تريليون إلى 2.5 تريليون دولار ليصبح بذلك أضخم الصناديق السيادية عالمياً.

- زيادة الإيرادات غير النفطية ستة أضعاف من نحو 43.5 مليار دولار سنوياً إلى 267 مليار دولار سنويًا، كما تهدف إلى زيادة حصة الصادرات غير النفطية من 16% من الناتج المحلي حالياً إلى 50% من الناتج.

- ستطرح السعودية أقل من 5%" من شركة النفط الوطنية العملاقة "أرامكو" للاكتتاب العام في البورصة و تخصص عائدات الطرح لتمويل الصندوق السيادي السعودي.

- تهدف الخطة إلى زيادة مشاركة النساء في سوق العمل من 22% إلى 30%، وخفض نسبة البطالة بين السعوديين من 11.6% إلى 7%، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي من 3.8% حالياً إلى 5.7%.

وأصدرت السعودية قرارات بالزيادة في أسعار الرسوم الخاصة بتأشيرات الدخول إلى الأراضي السعودية والخروج منها، وشملت القرارات زيادة بعض الرسوم المتعلقة بإجراءات الوافدين لأداء العمرة.

مع نهاية عام 2016 أعلنت وزارة المالية السعودية عن الميزانية العامة للدولة، وأظهرت البيانات تسجيل عجز في الميزانية قدره 297 مليار ريال، حيث بلغت الإيرادات 528 مليار ريال والمصروفات 825 مليار ريال.

كما أنشأت عدداً من البرامج الاقتصادية والاجتماعية التنموية مثل برنامج التوازن المالي 2020 وحساب المواطن .

عايشت السعودية في 2016 عدداً من الهجمات التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وخلفت وراءها ضحايا بشرية وخسائر مادية.

في يوم الجمعة 29 يناير/كانون الأول 2016 حدث تفجير انتحاري استهدف المصلين في مسجد الرضا بحي محاسن بمدينة المبرز بمحافظة الأحساء، ونتج عنه مقتل 5 أشخاص وإصابة 36 آخرين بينهم 3 رجال أمن.

وبحسب بيان وزارة الداخلية السعودية قام الانتحاري الأول بتفجير نفسه عن طريق حزام ناسف أمام مدخل المسجد بعد أن منعه مواطنون ورجال أمن من الدخول، فيما فشل الانتحاري في تفجير نفسه، وألقي القبض عليه داخل المسجد بعد تبادل لإطلاق نار مع رجال أمن.

وتبع تفجير مسجد الرضا بأشهر تفجير مركز للشرطة السعودية في مدينة الدلم بمحافظة الخرج جنوب العاصمة الرياض.

وبحسب بيان وزارة الداخلية السعودية، تسبب التفجير بمقتل مقيم و أضرار حريق في سيارتين للشرطة، وتبنت العملية "ولاية نجد"، التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقال التنظيم في بيان له إن "مفرزة أمنية تابعة لجنود دولة الخلافة قامت باستهداف مركز لشرطة الردة في الدلم وتسببت بتلف 3 آليات للشرطة".

كذلك وقع انفجار آخر في الخميس 28 أبريل/نيسان 2016، خارج أحد المراكز الأمنية في بلدة محاسن في الأحساء (شرق السعودية)، وأدى إلى إصابة أحد العناصر الأمنية، واحتراق عدد من المركبات المتواجدة في المركز.

وفي 4 يوليو/حزيران 2016 وقعت سلسلة من الهجمات الانتحارية لتنظيم داعش، استهدفت مناطق متفرقة من المملكة، بداية من مبنى القنصلية الأميركية في جدة، ثم في المساء مسجداً للمسلمين الشيعة في القطيف بالتزامن مع الهجوم على نقطة أمنية بالقرب من الحرم المدني في المدينة المنورة.

وعلى الصعيد الاجتماعي كان لمواقع الشبكات الاجتماعية في السعودية تأثير كبير في صناعة الحدث السعودي، والمشاركة في اتخاذ القرارات والإجراءات الحكومية الرادعة مع بعض الجهات الرسمية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل