المحتوى الرئيسى

من الكفتة إلى لبن البقرة.. رحلة علاج فيرس سي في مصر

12/25 13:50

"باخد الإيدز من المريض، بغذي المريض على إيدز بدهوله صباع كفتة يتغذى عليه".. جملة شهرية قالها اللواء عبد العاطي في تقديمه لعلاجه الجديد الشافي لمرض الإيدز وفيروس الكبد الوبائي C في فبراير الماضي والتي قوبلت بالسخرية والتهكم.

وقتها أعلن اللواء عبد العاطي أن جهاز علاج فيرس C سيكون متداولًا في المستشفيات بنهاية شهر يونيو من العام ذاته، وتلاها تأجيلات عديدة أكدت الأحاديث المتداولة عن فكرة الحلول الغير علمية لأمراض خطيرة تعاني منها مصر.

وبعد مرور 7 أشهر، ظهرت قصة جديدة في المنيا، وتحديدًا بقرية بني أحمد، بطلها مواطن يُدعى خالد جمعة، والذي أعلن في برنامج العاشرة مساءًا على فضائية دريم 2 مع الإعلامي وائل الإبراشي، امتلاكه لبقرة مقدسة يشفي لبنها مرضى فيرس C بالمجان، 3 جرعات يومية لمدة 15 يوم تكفي لمعالجة مرضي فيرس C، فالتحاليل التي أُجريت على اللبن تُثبت قدرتها العلاجية الفائقة كما يدعي خالد جمعة ومواطنون جربوا لبن هذه البقرة.

وعودة لتكرار الأحاديث عن علاج وهمي لمرض خطير في مصر، يُقبل عليه البسطاء والفقراء سعيًا للشفاء، منهم من يجد العلاج ومنهم من ينتظر. ليأتي السؤال متى يتدخل العلم للقضاء على فيرس C بدلًا من الدجل والشعوذة؟

تعاني مصر من تفشي مرض فيرس C بين مواطنيها حيث وصلت نسبة المرض حوالي 14.7% بين المصريين لتتصدر مصر ترتيب قمة ترتيب الدول المصابة بالمرض وفقًا لأبحاث بكلية طب جامعة "وايل كورنيل" بقطر، والتي تعود أسباب انتشاره – بحسب الدراسة – إلى الحقن العلاجية المضادة للبلهارسيا في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

إلا أن الدراسة اعتبرت أن 10% من المصابين حاليًا ليسوا من الذين حصلوا على مضادات البلهارسيا في الماضي، معززة استمرار ازدياد عدد المرضى بسبب البيئة الصحية السيئة في مصر.

كما أكد الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، في تصريح سابق لــ "مصر العربية" أن نسبة المصابين بالفيرس في مصر تصل إلى 22%، بما يعادل 15 مليون مواطنًا، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة تبذل جهودًا موسعة لتصل نسبة المرض إلى 12%.

وبسبب انتشار المرض في جميع أنحاء مصر، أصبحت الضرورة ملحة لإيجاد علاج شافي يقضي على الفيرس بأسرع وقت، مما دفع أغلب المصريين للبحث عن علاج وهمي.

فكما يقول دكتور سعيد خليفة، استشاري أمراض الباطنة بمستشفى القصر العيني، أن هناك في الطب ما يعرف باسم "العلاج الوهمي" أو "Placebo" والذي يلجأ إليه المريض عندما يفشل في إيجاد علاج حقيقي لحمايته، مشيرًا إلى أن العلاج الوهمي له تأثير على صحة المواطن لفترة مؤقتة، فهو يشعر – نفسيًا – بتحسن في بداية الحصول على هذا العلاج وقد يظهر هذا التحسن في التحليلات أيضًا، ولكن مع الوقت يختفي هذا الشعور.

وهذا ما أكده أيضًا دكتور شهاب التهامي، طبيب أمراض باطنة بمستشفى سيد جلال، أن انتشار الدجل والشعوذة في العلاج من الأمراض الخطيرة جريمة كبرى يجب التصدي لها بكل الطرق، فمع الوقت يكفر المريض بالعلاج الحقيقي ويؤمن أكثر بالخرافات والدجل وهو ما يسبب في زيادة عدد المرضى، موضحًا أن طرق العلاج الخاطئة في ظل غياب الرقابة والإشراف من وزارة الصحة تؤدي إلى تفاقم وانتشار الأمراض، فمصر أكثر الدولة معاناة من مرض التهاب الكبد الوبائي، فيرس C، بسبب انعدام الوعي في منع نقل العدوى من المريض إلى الآخرين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل