المحتوى الرئيسى

6 أعذار تحول بين الصحفى والمصدر

12/25 13:50

تقرير من 500 كلمة، يظنه الكثيرون عملية بسيطة، لكنها فى حقيقة الأمر عملية تكبد الصحفى وقتًا وجهدًا؛ ليجعل التقرير مادة يقبل الجمهور على قراءتها، معتمدين شكل أساسى على المصادر الصحفية.

والمصدر شخص يستعين به الصحفيون فى كتابة تقاريرهم وتحقيقاتهم، تختلف المصادر من حيث مجال تخصصها، مكانتها وشهرتها، توجهاتها السياسية، ورؤيتها وآرائها لمختلف الموضوعات، ولا غنى عنهم فى المجال الإعلامى.

لا أحد يستطيع أن يحدد مقدار الوقت الذى تستغرقه رحلة الصحفى مع المصدر، فأحيانا يجيب المصدر على الفور، ويدلى بما لديه من معلومات فى القضية المطروحة للنقاش، وأحيانا أخرى يقدم أعذارا مختلفة، مثل "أنا متابعتش الموضوع من الأول"

مصطفى صلاح، صحفى بقسم الاقتصاد بأحد المواقع الإلكترونية، يقول إن أشهر الجمل التى تعرض لها هى: "أنا فى اجتماع دلوقتى، كلمنى كمان ساعة"، وبعد ساعة أو أكثر.. لا حياة لمن تنادى.

ويتابع صلاح: كنت فى أحد المؤتمرات بحضور مسئول رفيع، واتفق معى المسئول حينها على إجراء مقابلة شخصية بعد المؤتمر، فطلبت مصورا من الموقع، وانتظرنا بعد المؤتمر لساعات أملا فى ظهور المسئول، ولكننا فوجئنا برحيله دون اعتذار.

أما مها البدينى فترى أن المصادر الصحفية أنواع، منها من يرد على الفور ويدلى بدلوه فى الأمر، أما لو كان المصدر رفيعا، كالمسئولين والوزراء، فهذا يكلف الصحفى وقتا طويلا للحصول على معلومة، فقد تتم مواجهته فى أول الأمر بـ"أنا فى اجتماع"، ومع إلحاح الصحفى على الحصول على رد المسئولين بخصوص أمر ما، قد يتطور الأمر إلى طلب "هتسأل أسئلة إيه؟" من الصحفى، مما قد يكون عائقا أثناء عمله.

أساتذة الجامعة والأكاديميون من أثرى المصادر التى يتواصل معها الصحفيون، لامتلاكهم مادة علمية تصقل أى تحقيق سواء فى مجال العلوم السياسية أو الاقتصاد أو غيره من العلوم الاجتماعية أو حتى التطبيقية.

عبدالله قدرى يقول إن أبرز الحجج التى يقابلها مع الأكاديميين هى "أنا فى محاضرة دلوقتى، كلمنى بعد شوية"، وبعد مرور مدة محاضرة "ميردش"، محاضرتين "ميردش"، طوال اليوم "ميردش"، وقد يضع المصدر رقم الصحفى فى "البلاك ليست".

ويحكى قدرى أنه اتصل بأحد أستاذ العلوم السياسية، لمتابعة عودة مجلس الشعب أثناء فترة الرئيس المعزول محمد مرسى، ولكن المصدر أشار إلى أنه فى محاضرة، وإلى الآن لم يرد عليه أبدا.

وأضاف قدرى أن عددا من المصادر تتهرب بطريقة دبلوماسية، بألا يجيبوا عن الأسئلة، بحجة أنهم ليسوا المتحدثين الرسميين باسم مؤسسة ما، أما إن كان المصدر هو المتحدث الرسمى باسم هذه المؤسسة فإنه يتهرب من الصحفى بحجة أن هذه المؤسسة ستصدر بيانًا صحفى فى وقتٍ لاحق.

أما حسام حمدى، صحفى متخصص بملف الصحة، فيحكى أنه اتصل بأحد المصادر، وعندما رد عليه هذا المصدر أكد أن "النمرة غلط"، برغم يقين حمدى من صحة الرقم، فعاود الاتصال به من هاتف آخر، فردّت حينها مديرة مكتبه، التى أكدت أن "الدكتور فى اجتماع الآن، كلمه بعد شوية".

كما اتفق حمدى مع سابقيه، فدائما كان رد المصادر جاهزا حين يعلم أن المتصل صحفى بـ"أنا فى مؤتمر الآن، كلمنى بعد شوية"، صباحا كانت المكالمة أو مساء.

حجة جديدة قد يتهرب بها المصدر من التعلق على أمرٍ ما، فتكون "أنا مش متابع دلوقتى"، مبرر قوى للمصدر لعدم الإجابة، فبالطبع لا أحد يستطيع التعليق على ما لا يعلمه.

دعاء أحمد تقول إن موافقة المصدر على الإدلاء بالتصريحات تتوقف على شهرة الصحيفة أو الموقع، وكذلك اتفاق سياسة الجريدة مع توجهاته، فلو كان المصدر متابعًا لموضوع التقرير ولكنه مشغول فسيعاود الاتصال، والعكس يحدث عند اختلاف توجهات المصدر مع سياسة الجريدة الأمر الذى يؤدى إلى تحجج المصدر بعدم متابعته للموضوع.

قالت شيماء محمد، الصحفية بقسم الفن بإحدى الجرائد، إن كثيرا ما يبلغها المصدر أنه على الطريق ويقود السيارة ويطلب منها محاولة الاتصال به فى وقت لاحق، وبالفعل حينما تعاود الاتصال به يجيب عليها، ويمدها بما تحتاج من معلومات.

الأمر نفسه يتكرر مع نسمة أمين، التى قالت إن المصدر يتحجج بقيادته للسيارة، ويطلب منها الاتصال به فى يوما آخر، وإذا تمكنت من الوصول له مرة أخرى، يجيب على أسئلة معينة ويستبعد الأخرى.

أما دعاء عادل الصحفية، فتقول إن كثيرا ما يتحجج الصحفى بالسفر ليتهرب من الإدلاء بأية تصريحات، أو أنه يقود الآن السيارة ولا يتمكن من التحدث إلى الصحفى فى الوقت الحاضر، وعند محاولة الوصول إليه لاحقا لا يجيب.

طريقة جديدة مبتكرة يستخدمها المصدر للهروب من التعليق على أمر ما، فيشير "شمس الدين مرتضى" أنه فى سأل أحد مسئولى الأحزاب عن دور الحزب فى الفترة المقبلة، ولكنه فوجئ بإجابة المصدر، الذى أكد أن "إحنا بنحب مصر، ومصر حلوة".

فى كل الحجج الماضية يكون المصدر مشغولا، ولكنه يحدد نوع الأمر المشغول فيه، اجتماع، محاضرة، مؤتمر، قيادة السيارة، ولكن هناك نوعا غامضا من المصادر، وهو النوع الذى يقول إنه مشغول دون إبداء تفاصيل.

تحكى أمل سليم، الصحفية بجريدة "المواطن"، أنها كثيرا ما تتصل بالمصادر الصحفية، فتجيب بـ"أنا مشغول دلوقتى، كملنى بعد ساعتين"، ولكن لا أحد يرد حينها.

واتفق معها شمس الدين مرتضى، الصحفى بوكالة "أونا" للأخبار، فحينما يتصل بمصدر ما لأول مرة فغالبا يرد المصدر بـ"أنا مشغول"، وعندما يحاول الاتصال به لاحقا فإنه لا يرد، برغم أنه فى بعض الأحيان قد يكون هاتفه "مشغولا" أو "قيد الانتظار"، ولكنه لا يرد.

الصحفيون-المضربون-عن-الطعام-بالنقابة">بالفيديوالصحفيون-المضربون-عن-الطعام-بالنقابة">..بالأسماءالصحفيون-المضربون-عن-الطعام-بالنقابة">.. الصحفيون المضربون عن الطعام بالنقابة

رؤساء الأقسام بـ روزاليوسف يجمدون عملهم

سجن الصحفيين حرب بالوكالة بين قطر والسعودية

سى إن إن: 86% من سكان العالم يفتقدون حرية الصحافة

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل